شكاوى من نقص الأسماك بفرع رشيد

الصيادون يهجرون المراكب.. و"الري": جميع العينات أثبتت خلو المياه من الملوثات

  • 30
الفتح - صيد الأسماك أرشيفية

علي مدار سنوات، خاصة في فصل الشتاء، كانت تحدث كارثة بيئية إذ تموت الأسماك في نهر النيل وتطفو على صفحة فرع رشيد، في مشهد اعتاده المواطنون والصيادون، خاصة عند السدة الشتوية حيث ترتفع نسبة الأمونيا بالمياه، لتنطلق بعدها الدعوات لإغلاق المصانع التي تلقي بالصرف الصناعي في نهر النير وتتسبب في هذه الكارثة.

وللقضاء على المشكلة، اتجهت الدولة إلى إنشاء محطات المعالجة الثلاثية للصرف الصناعي، لتختفي الظاهرة منذ عامين تقريبًا أو أكثر، لكن قبل شهور قليلة، ظهرت مشكلة جديدة أمام الصيادين، خاصة بمراكز دسوق وفوة ومطوبس، إذ اختفت الأسماك بشكل تدريجي، ليقرر الصيادون في الأيام الأخيرة اللجوء إلى الترع والمصارف وترك البعض مهنة الصيد بعدما يئسوا منها.

فيما قال حامد حجازي، أحد الصيادين بنهر النيل فرع رشيد، ومقيم بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، إن الصيادين خلال العقود الماضية كانت تواجههم مشكلة موت الأسماك في فصل الشتاء، بسبب السدة الشتوية وارتفاع نسبة الأمونيا لتتعالى الصيحات لوضع حل لذلك، ولكن مؤخرًا تدخلت أجهزة الدولة وجرى عمل محطات المعالجة الثلاثية لمعالجة الصرف الصناعي قبل وصوله لنهر النيل، إلا أن الصيادين بدأوا يواجهون مشاكل فكانت البداية بخروج السمك عبارة عن ظهر فقط ولا يوجد لها بطن ومن ثم بدأ السمك في الانقراض بشكل تدريجي، لتبدأ صيحات الصيادين بسبب عدم تواجد ثروة سمكية بنهر النيل، إلا أنه عند تحليل مياه النيل تظهر النتائج بأن المياه مطابقة للمواصفات ولا يوجد أي خلل في خواص المياه ولا جزئياتها، وتابع: ترك الصيادون مراكبهم في مياه النيل وذهب بعضهم لتغيير المهنة والعمل في الصناعات المختلفة ولجأ بعضهم للصيد في الترع والمصارف من أجل الإنفاق على أسرهم.

ومن جهته، قال محمد الصمودي، عضو مجلس النواب عن دائرة دسوق وفوه ومطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، إنه عقب رصد المشكلة تواصل مع المسؤولين للوقوف على هذه المشكلة ومعرفة أسبابها لمعلاجتها، مؤكدًا أنه تقدم بطلب إحاطة لوزير الري لتسريع الدراسات لمعرفة أسباب هذه الظاهرة ومعرفة طرق معالجتها حتى تعود الثروة السمكية مرة أخرى للنيل بفرع رشيد، لأنها مصدر رزق لعدد كبير من الصيادين الذين يعملون في النيل.

واستكمل الصمودي في تصريحات خاصة لـ "الفتح" بأن هناك عينات أخذتها وزارة الموارد المائية والري من النيل من مناطق متفرقة من النيل لتحليها، كما تتم دراسة أسباب عزوف السمك عن نهر النيل فرع رشيد والسبب في ذلك لعلاج هذه الظاهرة والعمل على إصلاح ذلك في القريب العاجل.

ومن جانبه قال المهندس أشرف درويش رئيس الإدارة المركزية للمواد المائية والري بكفر الشيخ، إن مياه الشرب صالحة للاستخدام الآدمي ولا تفقد أيًا من عناصرها، وأنه يجرى المرور على جميع المجاري المائية من نهر النيل والترع في مختلف أنحاء المحافظة، وكذلك تجرى متابعة مناسيب المياه، لتعظيم الاستفادة من مياه النيل

وأوضح أن تحاليل العينات من مختلف المآخذ المائية أثبتت انخفاض نسبة العكارة التي كانت تحدث خلال العقود السابقة، وأن المياه ومناسيبها وما تحتويه من عناصر آمنة ولا يوجد أي سبب قد يؤثر على الثروة السمكية، وأن العينات تتم أخذها من مياه النيل بشكل دوري للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات.