عاجل

على أنقاض مسجد "بابري" التاريخي.. رئيس الوزراء الهندي يفتتح معبدًا هندوسيًا

باكستان تندد وتدعو المنظمات الدولية إلى إنقاذ مواقع التراث الإسلامي في الهند

محمد علاء الدين

  • 36
الفتح - أنقاض مسجد "بابري" التاريخي أرشيفية

أثار افتتاح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، معبدًا هندوسيًا، بُني على أنقاض مسجد بابري التاريخي في مدينة أيوديا، غضبًا عارمًا لا في الهند وحدها وإنما في العالم العربي والإسلامي.

ويعد مسجد "بابري" من المساجد التاريخية إذ شيده مير باقي، جنرال الإمبراطور المغولي بابور، عام 1528، ودمره الهندوس عام 1992 عقب أعمال شغب أدت إلى مقتل نحو 2000 شخص في جميع أنحاء الهند غالبيتهم من المسلمين.

وفي عام 2019، قررت المحكمة العليا السماح ببناء المعبد الهندوسي، وسرعان ما نفذته حكومة مودي من خلال تشكيل صندوق ائتماني لتولي مسؤولية مساحة 70 فدانًا من الأرض.

وفي محاوله لتهدئة الأوضاع، زعمت الحكومة الهندية أنها ستبني مسجدًا بديلًا في المستقبل؛ إلا أنها لم تبدأ في بناء المسجد خاصة إذ يفتقر المشروع إلى التبرعات الخاصة والمشاركة الحكومية في جهود بنائه.

في الوقت الذي بلغت فيه تكلفة بناء معبد رام 217 مليون دولار، ويزعم الهندوس أن اللورد رام ولد في المكان المحدد الذي بنى فيه مسلمو المغول مسجد بابري في القرن السادس عشر.

وفي أول رد فعل أدانت الخارجية الباكستانية إقامة معبد في موقع المسجد، مشيرة إلى أن الهدم تم على يد حشد من المتطرفين، ومن المؤسف أن السلطة القضائية العليا في الهند لم تقم فقط بتبرئة المجرمين المسؤولين عن هذا العمل الدنيء، بل سمحت أيضًا ببناء معبد في موقع المسجد المهدم. وذكرت الخارجية، في بيان، أنه خلال الـ31 سنة الماضية دفعت الهند لتزايد نزعة الهندكة وانتشار تلك النزعة يعد جانبًا مهمًا في الجهود المستمرة للتهميش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمسلمين الهنود.

ودعت باكستان الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية إلى أن تلعب دورها فى إنقاذ مواقع التراث الإسلامي في الهند من الجماعات المتطرفة، وضمان حماية الحقوق الدينية والثقافية للأقليات في الهند.

وبحسب مراقبين، فإن افتتاح المعبد يأتي ضمن بداية الحملة الانتخابية لمودي، الذي يستغل هو وحزبه شعار الهندكة وتفوق العرق الهندوسي لتحقيق مكاسب سياسية وضمان السلطة لولاية ثالثة على التوالي.

من جهته، يقول محمد خيرالله، الباحث في الشؤون الدولية، إن اختيار رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وحزبه، هذا التوقيت لافتتاح المعبد اليهودي يأتي ضمن الدعاية الانتخابية والأصوات التي يسعى لتحصيلها قبيل انتهاء ولايته الثانية، وبدأ انتخابات الولاية الثالثة.

ويضيف "خيرالله" الباحث في الشؤون الدولية، في تصريحات خاصة لـ "الفتح" أن رئيس الوزراء الهندي يرفع حاليًا لواء إعلاء العرق الهندوسي على حساب المسلمين، وغرضه في ذلك ضمان أكبر كتلة تصويتيه في الهند.

ويتابع الباحث ف الشؤون الدولية: "سبق وأن تحدثنا عن النزعة الأيديولوجية في الهند وكيف ظهرت؟، بداية من العام 1925 على يد السياسي "فيناياك دامودار سافاركار" تحت مسمى "الهندوتفا" وهي فلسفة تقوم على مبدأ أساسي يتمثل في أن الهندوس هم أصحاب الأرض الأصليون، وعليه يرى الهندوس أن المسلمين دخلاء عليهم وعلى هذا أسسوا منظمة "المتطوعون الوطنيون" والمعروفة باسم  "راشتريا سواياميسفاك سانغ" (R.S.S) والتي يعد حزب "بهاراتيا جاناتا" الجناح السياسي لها، وهي منظمة قومية هندوسية شبه عسكرية، تهدف بالأساس إلى تعزيز وحدة وقوة المجتمع الهندوسي".

ويؤكد "خير الله" أن خطوة بناء المعبد على أنقاض مسجد "بابري" التاريخي تأتي ضمن حملة تهميش المسلمين والتضييق عليهم انطلاقًا من تطبيق مصطلح "الهندوتفا".