عقب الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على ما يحدث لإخواننا المستضعفين في غزة، وما هم عليه من شدة البلاء، قائلًا: إن البلاء فيه مِن الفوائد والعظات وإحياء قلوب الأمة ما لا يمكن إدراكه بدوام الرخاء والسعة، بل زهرة الحياة الدنيا فتنة للناس، ووجود البلاء على أهل الإيمان يجعلهم أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
وأشار "برهامي" -في مقال له بعنوان "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله... ولا تيأسوا من روح الله"، نشرته جريدة الفتح- إلى أن شدة العدوان عليهم من أعدائهم وأذاهم لهم من موجبات هلاك هؤلاء الأعداء، واستخلاف المسلمين في الأرض كما قال سبحانه وتعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 128-129].
وأضاف: فقد قرب إهلاك اليهود المجرمين والأمريكان العتاة الطاغين، وأهل الغرب المجرمين المعاونين لهم على ظلمهم وفسادهم، وأعظم البشارات: بشارة القرآن بنصر المؤمنين ومحق الكافرين، وإن عتوا عتوًّا كبيرًا، متابعًا: فقد عتى الصليبيون في فلسطين فوق التسعين عامًا؛ قتلًا وتدميرًا وتنجيسًا للمساجد ثم انتصر الإسلام، وعادت القدس إلى المسلمين.
واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية: وعتى التتار عتوًّا كبيرًا في زمنٍ كان المسلمون فيه من عددهم الآن أضعافًا، فقتلوا في بغداد وحدها مليون وثمانمائة ألف مسلم ومسلمة، وقبلها وبعدها في بلاد الإسلام المختلفة من أواسط آسيا إلى أن أتوا بلادنا في الشرق الأوسط، ثم انتصر الإسلام وغلبهم ودخلوا فيه، وصاروا من الشعوب المجاهدة في سبيل الله!