الانتخابات الرئاسية الأمريكية تزداد اشتعالًا

خبراء: الرؤية الأمريكية لقضايا الشرق الأوسط الأساسية لن تتغير.. وواشنطن لن تتخلى عن الكيان المحتل

  • 13
الفتح - بايدن وترامب

مع مرور الوقت يزداد السباق الرئاسي الأمريكي احتدامًا ويبدو أنه سيكون الأشرس خلال العقود الماضية؛ إذ يتسابق بايدن وترامب (فرسا الرهان في السباق) على كسب مزيد من الدعم والتأييد والحصول على أكبر عدد من الأصوات، لا سيما بعد فوزهما الكاسح بالانتخابات في ولايتي (أيوا، كارولينا الجنوبية)، في حين يستعد الطرفان جيدًا لمحاولة الفوز بأصوات ولاية نيفادا ذات الأهمية الكبرى، خصوصًا أنه عبر تتبع سير الانتخابات الأمريكية خلال العقود الماضية وُجد أن الفائز فيها يكون غالبًا الفائز في ماراثون الانتخابات الرئاسية، وهي التي فاز فيها بايدن على ترامب خلال انتخابات عام 2020 بفارق بسيط أقل من 35 ألف صوت. 

ليس ذلك فحسب، بل إن كلا الطرفين يبحثان عن سقطات وعيوب الآخر ويلعب عليها جيدًا؛ فنجد أن بايدن يكثر الحديث عن مشكلات ترامب القانونية ومحاولات تقويضه نتائج انتخابات 2020م التي كانت أحد أسباب هجوم السادس من يناير عام 2021م واقتحام مقر الكونجرس الأمريكي.

وعلى الجانب الآخر، يجيد ترامب الحديث حول نقاط ضعف بايدن مثل كبر سنه وحالته الصحية، الحرب الروسية الأوكرانية واستغلال ورقة الدعم الأوكراني، خصوصًا مع الوضع الاقتصادي الأمريكي حاليًا رغم أن نسب البطالة ليست بهذا السوء في أمريكا الآن، والتضخم يرتفع في العالم كله وليس في أمريكا وحدها، علاوة على أن اشتعال الحرب بين حركة حماس والكيان الصهيوني المحتل ودعم الحكومة الأمريكية الحالية المستمر لتل أبيب سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا أفقدها الكثير من شعبيتها وعلى رأسها بالطبع بايدن؛ مما نتج عنه خروج العديد من التظاهرات للتنديد بتلك السياسة؛ وبالتالي تضعف آماله في الفوز بولاية ثانية.

يُضاف إلى ذلك مشكلة المهاجرين وقوانين الهجرة الأمريكية، لا سيما بعد تفاقم أزمة المهاجرين على الحدود الأمريكية المكسيكية، واحتدام الجدل بين سلطات ولاية تكساس والسلطات الفيدرالية حول هذا الأمر؛ والانتقادات الحادة الموجهة لبايدن وحكومته بسبب ذلك.

شعبية ترامب

في هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، الأمين العالم لمركز الفارابي للدراسات السياسية، إن ترامب شخص ذا تصرفات فجة خصوصًا في تصريحاته، لكن شعبيته كبيرة داخل أمريكا، ثراؤه يمثل له نوعًا من الحماية بدرجة كبيرة، حتى وإن كان يواجه بعض المشكلات القانونية، وأصبح مؤهلًا بشكل أو بآخر لأن يكون مرشحًا رئاسيًّا.

وأضاف غباشي في تصريحات خاصة نشرتها جريدة "الفتح" الورقية أن ترامب لديه ثأر مع بايدن ويريد أن يرد له صفعة خسارته في الانتخابات الماضية، مؤكدًا أن الرؤية الأمريكية لقضايا الشرق الأوسط الأساسية لن تتغير على الإطلاق مهما اختلفت الوجوه؛ فتلك القضايا والمشكلات أثبتت فشل المجتمع الدولي والإقليمي في إيجاد حل لها، وواشنطن لن تنتصر للعرب على حساب الكيان المحتل مهما تعددت مصالحها مع العالم العربي؛ لأن أمريكا تعلم جيدًا ومن خلال التاريخ والواقع أن أوراق الضغوط العربية التي يستخدمها العرب غير مبنية على مراعاة منظومة الأمن القومي العربي.

في حين يرى أسامة الدليل، الكاتب والمحلل السياسي، أن أمريكا توجد بها مشكلة كبرى الآن تأخذ حيزًا كبيرًا من اهتماماتها تفوق الانتخابات الرئاسية؛ وهي الصراع بين أعضاء الكونجرس حول التوصل لاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بخصوص المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وتأمين حدود أمريكا مع المكسيك بشأن المهاجرين القادمين إليها من هناك.

وأشار إلى أنه بخصوص الانتخابات فليس ترامب وحده الذي يُحاكم، بل إن بايدن يُحاكم أيضًا على خلفية تهم فساد له ولعائلته؛ ففي منتصف شهر ديسمبر الماضي فتح مجلس النواب الأمريكي تحقيقًا رسميًّا لعزل بايدن من منصبه بسبب أنشطة تجارية مشبوهة لابنه هانتر، ومع مرور الأيام تقل فرص فوزه في ماراثون الانتخابات الرئاسية.