مستدلا بأفعال السلف الصالح.. "أحمد حمدي": الاستعداد لرمضان يكون بتمرين الجوارح على العبادات في شعبان

  • 50
الفتح - الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي

قال الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي: إن قوة الاستعداد لرمضان أي تمرين الجوارح على الصيام، والقراءة، والعبادة أمر ضروري وهام جدا، موضحًا أن السلف كانوا يستعدون لرمضان قبله بستة أشهر.

وأضاف "حمدي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر بعنوان "انطلاقة قلب جديد في رمضان"-: ينبغي أن نُرى ربنا منا زيادة في العبادة، زيادة في الصوم حتى تتمرن الجوارح فلا تستقبل أول رمضان بتعب وإرهاق وعدم تركيز لقراءة القرآن، أو الصلاة، والقيام، قال الله -عز وجل-: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذلك شهر ترفع فيه الأعمال فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم"، وكما ينقل عن بعض الصالحين: "لا يهجم عليك واجب الوقت إلا وأنت مستعد". 

وتابع: ويكون الاستعداد كذلك بالقرآن وقد كان السلف يسمّون شهر شعبان شهر القرّاء، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذلك شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه كثير من الناس"، وكان أحدهم يغلق حانوته ودكانه ويتفرغ لقراءة القرآن، وكان الشافعي يدخر من الرزق حتى يتفرغ للعبادة في رمضان، يدخر لأجل العبادة لأجل الصدقة لأجل العمرة. ومن صدق الاستعداد كذلك ادخر أيام الإجازات لأجل الاعتكاف. وقال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: "كان السلف إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف وأخرجوا الزكاة". منوهًا بأنه لا ينبغي أن تكون عبادتنا في صفر مثل رجب مثل شعبان.

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن التجار يستعدون لشهر رمضان بالعروض حتى يزيدوا الأرباح عشرات أضعاف الأيام العادية، بل حتى أهل الفن والمسلسلات يستعدون لهذا الشهر بأعمال لإشغال الناس،  ومما لا شك فيه أنهم قد عملوا عليها لأشهر طويلة قبل رمضان. وكذلك لاعبي الكرة في المباريات الهامة يُعقد لهم معسكرات تدريبية يُمنع عنهم فيها الهواتف لعدم إشغالهم.  ونحن أولى بطول الاستعداد لشهر رمضان، مشددًا على أهمية صدق الاستعداد العملي والتهيئة القلبية ومراجعة فقه الصيام وادخار المال للصدقة في رمضان وغيره.