عاجل

عددهم يتجاوز 20 مليون نسمة.. قراءة في خصائص وأحوال المسلمين والوجود الإسلامي في الجمهوريات الروسية

  • 147
الفتح - الجمهوريات الإسلامية في روسيا

يتواجد المسلمون في القارة الأوربية على هيئة أقليات متناثرة، يختلف حجمها من دولة إلى الأخرى، فيُقدَّر تعداد المسلمين بالملايين في روسيا الاتحادية بنسبة 20% من عدد السكان الإجمالي الروسي، أي ما يساوي ثمانيةٍ وعشرين مليون مسلم، وهناك دولة واحدة يشكِّل المسلمون فيها الأغلبية الساحقة من السكان وهي ألبانيا حيث يبلغ عدد سكانها ما يزيد عن 1,300,000 بنسبة 75% منهم مسلمون أي حوالي مليون مسلم، موزعون في أنحاء البلاد بنسب تتفاوت فيما بينها.


ويبلغ عدد المسلمين في روسيا الاتحادية الفيدرالية حوالي 20 مليون نسمة، يتركزون في المناطق المتاخمة لحوض نهر الفولجا، وفي منطقة شمال القوقاز مثل الشيشان والأنجوش وداغستان، وأيضًا في منطقة سيبريا.


سبق وأن ذكرنا تاريخ انتشار الإسلام في روسيا وأحوال المسلمين تحت الحكم القيصري والشيوعي.

ونلقي الآن الضوء على بعض الجمهوريات التي تنتشر فيها الأقلية المسلمة ونتعرف على خصائصها وأحوال المسلمين فيها..


الوجود الإسلامي لعدد من جمهوريات روسيا 

  بشكيرستان: تقع جمهورية بشكيرستان وهي إحدى جمهوريات روسيا ذاتية الحكم على السفوح الغربية لجبال الأورال. وتحدها جمهورية تتارستان من الغرب وكازاخستان من الجنوب وسيبيريا من الشمال، وتقدر مساحتها بحوالي ١٤٣,٦٠٠ ألف كيلو متر مربع من الأراضي الخصبة ذات المناخ المعتدل والموارد المائية الكثيرة، حيث أنهار الفولجا وأوفا وبيلايا، ويقدر عدد سكانها بنحو ٤ ملايين نسمة، كانت غالبيتهم العظمى من المسلمين .


أما الآن فإن نسبة المسلمين قد لا تزيد على 55%، حوالي نصفهم من التتار السنة الذين يتبعون المذهب الحنفي. وعاصمة الجمهورية هي مدينة أوفا ذات الطابع الإسلامي العريق ومقر الإدارة الدينية لمسلمي أوروبا، ويسكنها أكثر من مليون نسمة.


تتارستان: إحدى الجمهوريات الست عشرة التابعة لروسيا الاتحادية وتقدر مساحتها بـ68,000كيلو متر مربع من الأراضي الخصبة الزراعية. وتقع إلى الغرب من جمهورية بشكيرستان، وفيها ثروة نفطية كبيرة وعدد سكانها 3,640,000 نسمة حسب إحصاء عام 1989م) . أقل من نصفهم من التتار (48,5) وحسب إحصاء عام 1989م ، فإن مجموع التتار في روسيا كان 6,645,588على نسمة ويوجد عدد قليل منهم في تتارستان لا يزيد عددهم عـ 641,600 نسمة، وهم أفراد القبيلة الذهبية الذين دخلوا في الإسلام. وتعد مدينة قازان عاصمة تتارستان، من أهم المدن الإسلامية في روسيا، حيث كان بها أكثر من سبعمائة مسجد هدمها الشيوعيون وحولوا آلاف المدارس والجامعات فيها إلى مؤسسات شيوعية.


الجوفاش: تقع هذه الجمهورية غرب جمهورية تتارستان وتبلغ مساحتها 18,300 كيلوا متر مربع ويسكنها حوالي مليون ونصف المليون، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 70٪ . وقد احتل الروس هذه الجمهورية عام 960هـ / 1552م في عهد إيفان الرهيب، وأصبحت ذات استقلال ذاتي عام 1925م وعاصمتها جيبوك ساري، وقد تعرض المسلمون في هذه الجمهورية إلى حملات تنصير مكثفة اضطرت بعضهم إما إلى التنصير أو التظاهر بقبول النصرانية حتى إعلان الحرية الدينية عام 1905 م ، حيث أعلن الجوفاش إسلامهم واعتزازهم بلغتهم الخاصة.


أدمورت : تقع جمهورية الأدمورت شمالـي تــارسـتـان في هضاب الأورال الغربية، وتبلغ مساحتها42,100 كيلو متر مربع يقطنها حوالي مليون وستمائة ألف نسمة، أكثر من 52% منهم مسلمون، وقد كان سكان هذه المنطقة الجبلية في الأصل وثنيين ولكن احتكاكهم بالتتار والبشكير المجاورين لهم قادهم إلى الإسلام، وقد عانوا في سبيل ذلك الكثير من الاضطهاد والظلم منذ أن احتل الروس بلادهم في عام 1560م، وتعد هذه الجمهورية أكثر المناطق الإسلامية امتدادًا إلى الشمال، وعاصمتها هي مدينة انير متسك التي بلغ عدد سكانها أكثر من 150 ألف نسمة عام 1982م، وقد أصبحت جمهورية مستقلة ذاتية الحكم عام 1934هـ.


 الأديغا: تقع جمهورية الأديغا شمال شرقي البحر الأسود في منطقة القوقاز، وتبلغ مساحتها 7,600 كيلو متر مربع . وعدد سكانها نحو نصف مليون نسمة حسب إحصاء عام 1989 م . وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 70٪ من السكان. وقد أصبح شعب الأديغا أقلية بعد أن هاجر إلى أرضه أعداد كبيرة من الروس والأوكرانيين والأرمن. وقد أصبحت الأديغا جمهورية مستقلة ذاتيا في 5 ديسمبر عام 1936م وعاصمتها ميكوب.


شكالوف: تقع هذه الجمهورية في القسم الأوسط من حوض الأورال. وتبلغ مساحتها 85,5 كيلو متر مربع وعدد سكانها مليونا نسمة حسب إحصاء عام 1982م، وتبلغ نسبة المسلمين 53٪، وقد أصبحت شكالوف جمهورية ذاتية الحكم عام 1934م.


 ماري: تقع جمهورية ماري في منطقة سهلية شمالي تتارستان والجوفاش حيث يمر نهر القولجا بجنوبها وتبلغ مساحة الجمهورية 23,200 کیلو متر مربع ويسكنها ثلاثة أرباع مليون نسمة، أكثر من ٥٢٪ منهم مسلمون، وقد كانت نسبة المسلمين أكثر من ذلك قبل أن يتعرضوا للاضطهاد والتهجير وبرامج التوازن السكاني التي نفذتها روسيا في كثير من مناطق المسلمين، التي احتلتها في عام 960 هـ / 1552م في عهد إيفان الرهيب، وقد أصبح للجمهورية حكمها الذاتي تحت السيطرة الروسية عام 1936م وعاصمتها يوشكار أولا.


 موردوفیان: تقع جنوب غربي الجو فاش في الحوض الأوسط لنهر القولجا، تبلغ مساحتها 26,200كيلو متر مربع ويسكنها حوالي مليون ومائتا ألف نسمة أكثر من %55 منهم مسلمون، وتعد موردافيا أكثر الجمهوريات الروسية امتدادًا نحو الغرب الأوروبي، ورغم الجهود التنصيرية التي تعرض لها المسلمون في موردافيا فإنهم أعلنوا إسلامهم عندما أحسوا بشيء من نسيم الحرية عام 1905 م بعد أن كان بعضهم يتظاهر بقبول النصرانية، وقد نالت موردافيا استقلالها الذاتي تحت الحكم الروسي عام 1934م وأصبحت عاصمتها سارانسك.


قباردين بلقار: تحتل الأجزاء الوسطى من جبال القوقاز وتمتد إلى الغرب من ممر داريال حيث تبلغ مساحتها12,500 كيلو متر مربع، أما عدد سكانها فهو 760,000 نسمة حسب إحصاء عام 1989 م ويشكل المسلمون منهم أكثر من 55% ينتمون إلى قبيلتي قباردين الشركسية وقبيلة البلغار, وقد نالت هذه الجمهورية استقلالًا ذاتيا في ديسمير 1936م، وعاصمة الجمهورية هي مدينة نلتشيك، وقد اتهم ستالين البلقار - كما اتهم غيرهم من الشعوب الإسلامية في روسيا- بالتعاون مع الألمان في الحرب العالمية الثانية ونفاهم إلى مجاهل سيبيريا في عام 1944م، وقد نفت الحكومة السوفيتية هذه التهمة في 9 يناير 1968م وسمحت لهم بالعودة إلى بلادهم.


داغستان: تقع الداغستان شمالي أذربيجان على طول الساحل الغربي لبحر قزوين، وقد تحولت الداغستان بعد أن كانت دولة نصرانية تدعى السرير إلى الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم وعاصمة داغستان القديمة معروفة باسم دربند أو باب الأبواب وقد دفن فيها عدد من الصحابة، حيث فتحت في أواخر عهد عمر بن الخطاب ثم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهما ، ويوجد في الداغستان بعض القبائل العربية، بل وفيهم بيوتات تنتسب إلى سبطي الرسول- صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين. ولهذا يتكلم كثير من أهل الداغستان اللغة العربية بل قبائل اللزكية لا يعرفون غيرها لا حديثاً ولا كتابة، وقد تعرضت الداغستان كغيرها من المناطق الإسلامية الواقعة تحت السيطرة الروسية إلى كثير من الاضطهاد والحروب.


 وقد استولت روسيا على بلاد القوقاز في عهد إيفان الرهيب ومنذ ذلك الوقت والمسلمون يحاولون التحرر من السيطرة الروسية من خلال الثورات والحروب التي من أشهرها ثورة الشيخ شامل ورفاقه التي استمرت أكثر من ٣٥ عاماً. وقد ذكر شكيب أرسلان أن عدد سكان الداغستان عند قيام الثورة البلشفية كان حوالي 7 ملايين، أما الآن وبعد مرور أكثر من70عامًا فقد تناقص سكان الداغستان إلى أقل من ذلك بكثير.

وهذا لا شك نتيجة لحروب الإبادة والتهجير التي مارسها الروس ضد سكان هذه الجمهورية، وتبلغ مساحة جمهورية الداغستان 50,300 کیلو متر مربع ويقطنها حوالي 1,792 نسمة حسب إحصاء عام 1989م، يشكل المسلمون منهم أكثر من 85 % وقد أعلنت هذه الجمهورية مستقلة ذاتيًا في يناير 1921 م بعاصمة جديدة هي محج قلعة.


الشيشان أنقوش: تقع جمهورية الشيشان - أنقوش على السفوح الشمالية لجبال القوقاز، وتتكون المنطقة من دمج والأنقوش في جمهورية واحدة تتمتع بالحكم الذاتي في إطار روسيا الاتحادية في الخامس من ديسمبر 1963م، وتعد معاناة مسلمي الشيشان مع روسيا مثالًا آخر على ما تتعرض له الشعوب المسلمة من جراء الحكم الروسي، فلم يكتف الروس بحرب الشعب الشيشاني أثناء تحركهم التوسعي في بلاد القوقاز، بل هجروا الكثير منهم إلى مناطق أخرى في روسيا، كما اضطر حوالي نصف مليون منهم إلى الهجرة إلى تركيا ومناطق أخرى من العالم، هروبًا من القمع الروسي وكالعادة، اتهم الروس الشيشانيين والأنقوش بالتعاون مع الألمان فنقل كثير منهم إلى كازاخستان وألغيت جمهوريتهم عام 1944م ثم أعيدت مرة أخرى عام 1975 م بعد تبرئتهم من تلك التهمة، فعاد بعضهم إلى جمهورية الشيشان - أنقوش، حيث أصبحت نسبتهم حوالي ٧٥% من السكان، رغم تهجير عدد من الروس إلى بلادهم.


 أعلن الشيشايون والأنقوش في 27 أكتوبر عام 1991م،استقلال جمهوريتهم وانتخبوا رئيسًا لهم وذلك بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي، فغضب الروس وأعلنوا حالة الطوارئ وأرسلوا جيشًا إلى هذه الجمهورية، فقام رئيسها بإلغاء الطوارئ وهدد بإعلان الجهاد، وقد تراجع الرئيس الروسي عن موقفه بعد أن خطأه البرلمان في تعامله مع الجمهورية، ولكن هذا التراجع كان مؤقتا، حيث أعلنت روسيا الحرب على هذه الجمهورية بعد حوالي سنتين من إعلان استقلالها، وقد ألقت روسيا بثقلها الحربي في هذه الحرب مما أسفر عن مذابح راح ضحيتها أكثر من 30 ألف من الشيشانيين والأنقوش وعدة آلاف من الجيش الروسي، ودمرت الجمهورية بشكل كامل تقريبًا، وقد أظهر الشيشانيون والأنقوش شجاعة منقطعة النظير رغم قتل رئيسهم وقلة عدتهم وعتادهم وأجبروا روسيا في النهاية على الاعتراف بجمهوريتهم وتوقيع اتفاقية بين الطرفين مازالت روسيا تماطل في تنفيذها، وقد عادت هذه الجمهورية عودة قوية إلى الإسلام خلال فترة تخلصها من السيطرة الروسية، فبنت كثيرًا من المساجد والمدارس وغيرها من المؤسسات الإسلامية، ولكنها دمرت أثناء الحرب الظالمة التي شنتها روسيا بعد ذلك. ثم تمكنت أخيرا من السيطرة على القيادة السياسية للشيشان.


تبلغ مساحة هذه الجمهورية حوالي 19,300 کیلو متر مربع بينما بلغ عدد سكانها 1,555,000 نسمة يشكل المسلمون منهم أكثر من 66,5% حسب إحصاء عام 1979م, وينقسم المسلمون في هذه الجمهورية إلى ثلاث مجموعات رئيسة هم الشيشان (611 ألف) والأنقوش (125 ألفا ) والداغستان (22ألفا)،وقد كان الروس يشكلون في فترة من الفترات حوالي %49 ولكنهم أخذوا يتناقصون بحيث أصبحوا 20 حسب إحصاء عام 1979 م، وذلك لتنامي العداء ضدهم رغم وجودهم الكثيف في العاصمة جروزني، وسكان هذه الجمهورية كـغــيـرهـم من مسلمي القوقاز، ينتسبون في الفقه إلى المذهب الحنفي، ولكن مع سيطرة التصوف عليهم.


 أوستينا الشمالية: تقع جمهورية أوستينا الشمالية في شمال القوقاز، وقد تأسست في 5 ديسمبر 1963م كجمهورية ذاتية الحكم في إطار روسيا الاتحادية، أما الجزء الجنوبي من بلاد الأوستين فقد ألحق بجمهورية چورچيا، وتبلغ مساحة أوستينا الشمالية 8000 كيلومتر مربع وعدد سكانها 634,000 نسمة (1989م) تبلغ نسبة المسلمين منهم 52٪ وعاصمة الجمهورية هي مدينة أورد چونكيدز.


 قرتشای - شركس: تقع هذه الجمهورية في شمال القوقاز. وقد كونت من ضم منطقة فرتشاى ومحافظة الشركس في30 إبريل عام 1938م، أما مساحة هذه الجمهورية فهي 14,100 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 18,000 نسمة (1989م) يشكل المسلمون منهم حوالي 50%.

ويتكون سكانها المسلمون من ثلاث قومـيات متميزة هي :


1/القرتشاى ويرجعون إلى القيبتاش ولغتهم تركية تشبه لغة البلقار بلغ عددهم في إحصاء عام 1979م حوالي 131,074 نسمة. وقد نفاهم ستالين إلى سيبيريا كغيرهم من شعوب المنطقة وعادوا بعد 15 سنة محافظين على إسلامهم ولغتهم.


2/الشركس وهم من الأيبر وقوقاز وينتمون إلى قبيلة البستلة. ويبلغ عددهم في روسيا حوالي 46,500 نسمة حسب إحصاء عام 1979م،وقد هاجر بعضهم إلى تركيا وغيرها بعد الاحتلال البلشفي.


3/الأباظة أو الأبخاز: ويبلغ عددهم في روسيا حوالي 30 ألف نسمة، معظمهم في منطقة قرتشاى .


(۲) چورچیا

جمهورية چورچيا أرض جبلية تقع في الجزء الجنوبي من منطقة القوقاز وتغطي مساحة مقدارها ٦٩٧٠٠ كيلومتر مربع. ويبلغ عدد سكانها ٥,٧٢٥,٩٧٢ نسمة حسب تقديرات عام ١٩٩٥م، منهم أكثر من ۸۳ نصاری و ۱۱ مسلمون و ٦ آخرون. ويحد چورچیا من الشمال والشرق روسيا الاتحادية ومن الجنوب تركيا وأرمينيا وأذربيجان ومن الغرب البحر الأسود.

كانت چورچیا مملكة مستقلة حتى عام ۱۸۰١م، حين أصبحت جزءاً من الإمبراطورية الروسية. وقد استقلت عام ١٩١٨م ثم أصبحت في عام ١٩٣٦م إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي. ومنذ عام ۱۹۸۸م، بدأت انتفاضة الشعب الجورچي في سبيل الاستقلال، الذي تم في 9 إبريل عام ۱۹۹۰م. وفي أغسطس عام ١٩٩٠م ، أعلنت سلطات جمهورية أبخازيا -التي تتمتع بالحكم الذاتي في جمهورية چورچيا - استقلالها عن چورچیا، مما أدى إلى نشوب القتال بين القوات الجورجية والانفصاليين الأبخاز والذي استمر حتى صيف عام ١٩٩٣م.

چورچيا إحدى المناطق التي فتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بـ بين سنة ١٨ - ٢٥هـ . ثم أعاد المسلمون فـتـحـهـا خلال الفتوحات الإسلامية، حيث دخلها المسلمون بقيادة عياض بن غنيم وعبد الرحمن بن سلمة (رحمهما الله) .


مواجهة أهل چورچيا الاضطهاد

وكبقية الجمهوريات التي كانت تحت السيطرة الروسية، فقد واجه المسلمون في چورچيا كافة أنواع الاضطهاد، حيث قام ستالين بطرد معظمهم من چورچيا بحجة تعاونهم مع الألمان في الحرب العالمية الثانية ودمر ممتلكاتهم وأماكن عباداتهم ولم يبق إلا مسجد واحد في تبليس العاصمة في قمة جبل يصعب الوصول إليه . ويبلغ عدد المسلمين في چورچيا أكثر من مليون نسمة أي ما يعادل ٢٠٪ من مجموع السكان تقريبا، ويتركز المسلمون في عدة مناطق من أهمها :

- منطقة مرتاول وقردباني وضواحيها ويتكلم سكانها اللغة التركية وهم أزريون وكابرون من الناحية العرقية.

منطقة تبليس العاصمة ولا يوجد بها سوی مسجد واحد .

منطقة الشيشان وهى عبارة عن مجموعة من القرى الشيشانية الواقعة في محاذاة حدود الجمهورية الشيشانية وهم ينتمون فقهيا إلى المذهب الشافعي . آجاريا : تقع جمهورية أجاريا في الجنوب الغربي من چورچيا على البحر الأسود، وعاصمتها مدينة باطوم الشهيرة التي تعد المرفأ الأول في چورچيا، وعن طريقها تتصل بالخارج بحرًا ويصدر منها أيضا النفط الذي يصل إلى باكو بأذربيجان عن طريق الأنابيب. وتبلغ مساحة أجاريا 3000 کیلومتر مربع ويسكنها أكثر من نصف مليون شخص، أكثرهم مسلمون .

كانت آجاريا تحكم بواسطة الأمراء الغوريين التابعين لسلطان الخلافة العثمانية حتى عام 1878م عندما ضمتها روسيا بموجب معاهدة برلين .

وفي عام 1922م، تأسست جمهورية آجاريا التابعة لجمهورية چورچيا .


أبخازيا: تقع جمهورية أبخازيا في الشمال الغربي على ساحل البحر الأسود ومساحتها 8600 كيلومتر مربع وعدد سكانها حسب إحصاء عام 1979م 486,900 نسمة معظمهم من المسلمين. وقد كان الأبخاز يكتبون لغتهم بالحرف العربي حتى تم تحويله إلى الحرف اللاتيني في عام 1938 م ثم إلى الحرف الروسي عام 1956م.


فتح أبخازيا الأمير الأموي محمد بن مروان عندما فتح كثيرًا من مناطق چورچیا و أرمينيا، وكانت قبيلة الأبخاز تسكن في الشمال الغربي من بلاد الكرج (وهو الاسم الذي أطلقه المؤرخون المسلمون على چورچيا)، ونتيجة للاختلاط بين المسلمين وغيرهم والتسامح الذي يصاحب الامتداد الإسلامي، دخل معظم الأبخاز في الإسلام وظهر هذا التحول أيام الخلافة العثمانية، حيث أصبحت الأسرة الحاكمة في أبخازيا المعروفة باسم شر واشدره مسلمة في القرن الثامن عشر الميلادي. وقد بدأ الاحتلال الروسي لأبخازيا في عام ١٨٠١م. وبعد حروب مريرة، أصبحت أبخازيا جمهورية تابعة الجمهورية چورچيا السوفيتية عام 1937م.


ثالثًا أوكرانيا

 تقع جمهورية أوكرانيا على الساحل الشمالي للبحر الأسود، تحدها بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب وروسيا الاتحادية وروسيا البيضاء من الشمال ورومانيا ومولدوفيا من الجنوب. وتقدر مساحتها 603,70 کيلومتر مربع. أما عدد سكانها فهو 51,867,828 نسمة حسب إحصاء عام 1995م، ينتمون إلى عدد من الأعراق هي:

 أوكرانيون (22) آخرون (5٪), أما الديانة السائدة فهي النصرانية بنحو، (73) روس حيث إن أوكرانيا هي مقر عدد من البطريركات النصرانية واليهودية.

وأما المسلمون فهم أقلية يمثلون حوالي 10٪ من مجموع السكان أي أكثر من خمسة ملايين نسمة، وتقع كييف عاصمة الجمهورية في الجزء الشمالي من البلاد.


كانت أوكرانيا مقر دولة السلاف الشرقية التي كانت تسمى كيغان روس وقد استولت عليها روسيا عام 1654م، وفي ديسمبر 1920م، أعلنت جمهورية سوفيتية وقد استقلت أخيرًا عن روسيا في ديسمبر 1991م.


رابعا أرمينيا

تقع جمهورية أرمينيا في منطقة بين أوروبا وآسيا حيث يحدها من الشمال چورچیا و من الجنوب والغرب تركيا وإيران ومن الشرق أذربيجان .


خضعت أرمينيا للحكم الإسلامي في القرن السابع الميلادي. ورغم أن الأمير عاشوت الثاني استعاد الحكم الملكي في أرمينيا عام 886م، إلا أن الأتراك قضوا على الأسرة الحاكمة التي أسسها في القرن الحادي عشر الميلادي.د، وبعد أن تعرضت أرمينيا لهجوم المغول والتتار عام 1375، قسمت بين الإمبراطورية العثمانية وبلاد الفرس عام ١٤٠٠م، بعد ذلك خضعت أرمينيا الفارسية للحكم الروسي عام 1828م.


أصبحت أرمينيا دولة مستقلة في مايو 1918م، وبعد عامين غزتها القوات التركية، ولكنها لم تستطع السيطرة عليها بسبب هجوم القوات الروسية على أرمينيا من الشرق والتي استطاعت إقامة جمهورية أرمينيا السوفيتية، وفي عام 1922م أصبحت أرمينيا عضوًا في الجمهوريات الفيدرالية الاشتراكية السوفيتية.


استقلت أخيرًا أرمينيا عن الاتحاد السوفيتي في 27 أغسطس 1991م واتخذت بريقان عاصمة لها، تقدر مساحة أرمينيا بنحو 29,800 کیلومتر مربع وعدد سكانها يبلغ 3,557,284 نسمة، معظمهم من الأرمن والباقي من الأذريين والروس والأكراد، وقد هاجر معظم الأخريين في نهاية عام 1994م بعد الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان، ويدين معظم سكان أرمينيا بالنصرانية، أما الباقي فهم عدة أقليات، يشكل المسلمون منهم حوالي11٪ من مجموع السكان.