• الرئيسية
  • أخبار المسلمين
  • من معبر للفتوحات الإسلامية إلى مستعمرة بريطانية.. الوجود الإسلامي في "جبل طارق".. كيف بدأ وما وضعه حاليا؟

من معبر للفتوحات الإسلامية إلى مستعمرة بريطانية.. الوجود الإسلامي في "جبل طارق".. كيف بدأ وما وضعه حاليا؟

  • 29
الفتح - مركز الملك فهد الإسلامي بجبل طارق أرشيفية

"البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام على مائدة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم" كلمات من ذهب يذكرها التاريخ لذلك القائد العظيم طارق بن زياد وهو يقولها لجيشه لبث الحماسة في قلوبهم، قالها على أرضٍ كانت بوابة الأندلس ومعبرًا دخل من خلاله الإسلام إلى أوروبا أرضٍ سميت باسمه إلى يومنا هذا إنها "جبل طارق".


أين تقع دولة جبل طارق؟

على الرغم من أن دولة جبل طارق تقع في الجزء الجنوبي لجزيرة أيبريا، والذي هو نقطة برية رئيسة وميناء هام يطل على المضيق ويقع ضمن الأراضي الإسبانية، فإنها مستعمرة بريطانية؛ إذ تم توقيع معاهدة في مدينة أوتريخت الهولندية عام 1713م تدعى [معاهدة أوتريخت]، والتي تنص على تنازل إسبانيا عن حكم جبل طارق لصالح بريطانيا!


مساحتها وتعدادها السكاني وعدد المسلمين بها:

تعد دولة جبل طارق عبارة عن منطقة صغيرة تبلغ مساحتها نحو 6.8 كيلو مترات وتتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة البريطانية، ويقدر عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة يتألفون من بريطانيين، وإيطاليين، ومالطيين، وعرب، وغيرهم. ويقدر عدد المسلمين فيها بما يتراوح بين 5000 إلى 7000 نسمة معظمهم من المغرب العربي.

ويتمتع سكان جبل طارق ببعض الميزات الاقتصادية وبنوع من التجارة الحرة، ومن أجل هذا يفد إلى المنطقة كثير من السياح الغربيين، وبخاصة أهل إسبانيا؛ إذ يشترون بعض البضائع بأسعار أرخص مما هي عليه في دول أوروبا الأخرى.


الوجود الإسلامي في جبل طارق.. كيف بدأ وما وضعه حاليا؟ 

بدأ الوجود الإسلامي في جبل طارق منذ القرن الهجري الأول حين عبر طارق بن زياد وجيشه من خلال المضيق إلى إسبانيا وبقيه أوروبا، ومنذ ذلك الحين وما زال هذا المضيق يحمل اسم "طارق بن زياد"، رحمه الله.

وأما في العصر الحاضر، فالوجود الإسلامي في جبل طارق ما زال محدودًا؛ إذ إنه يمثل معبرًا للنازحين من شمال إفريقيا إلى الدول الأوروبية، وغالبية المقيمين في جبل طارق من العمال المغاربة الذين أتوا للمنطقة؛ بحثا عن لقمه العيش. 


حدث إسلامي مهم في جبل طارق:

وقد شهد جبل طارق في يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الثاني عاما 1418 هجريًا حدثًا مهما وهو افتتاح مسجد خادم الحرمين الشريفين الذي يحتوي على مكتبة ومدرسة وعدد من المرافق التعليمية المهمة.

ومن المتوقع أن يكون لهذا المركز أثرًا إيجابيًا على حياة المسلمين في المنطقة. كما يمكن أن يكون منارًا لتعريف الأوروبيين بالإسلام من خلال ما يقدمه لزواره من معلومات وشروح عن الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم.