دراسة قصص الأنبياء من أعظم أسباب الثبات على الدين.. "داعية" يوضح كيف كان ابتلاء الرسل ومواقفهم في الثبات

  • 26
الفتح - أرشيفية

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: إن مِن أعظم أسباب الثبات على دين الله: دراسة وتدبر قصص الأنبياء -عليهم السلام-؛ فقد تعرضوا -عليهم السلام- لكل أنواع المحن والشدائد، والتي إذا علمها المسلم كانت سببًا في ثباته على دين الله -عز وجل-، قال الله -تعالى-: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].

وأوضح "محمود" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- أن لقصص القرآن عمومًا "وقصص الأنبياء خصوصًا" أهداف عظيمة كلها تعين المسلم على الثبات على دين الله -عز وجل-، ومنها:

1- تخفيف شدة البلاء على المسلمين، فقد أُصيب به مَن كان قبلكم: قال الله -تعالى-: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ . أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 52-53].

2- التبشير بنصر الله الذي لا بد أن يكون لمن اقتدى بهم: قال الله -تعالى-: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34]، وقال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ} [يوسف: 110].

3- الاقتداء بهم -عليهم السلام-: قال الله -تعالى-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 90]، وغير ذلك مِن الفوائد العظيمة.

وتابع: ولقد تعرضوا -عليهم السلام- لكل ألوان البلاء، وكان موقفهم أعظم ما يُقتدى به، ومنهم:

- انظر إلى نبي الله نوح -عليه السلام- وطول زمن الدعوة مع عدم اليأس.

- وانظر إلى نبي الله هود -عليه السلام- ومواجهته أصحاب القوة المادية المتفردة.

- وانظر إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وهو يواجِه عُبَّاد الأصنام والكواكب والأوثان.

- وانظر إلى نبي الله يونس -عليه السلام- حيث تعطينا قصته درسًا في عدم اليأس مِن الدعوة والمدعوين.

- وانظر إلى نبي الله أيوب -عليه السلام- وقصة الصبر على البلاء وشدة القضاء.

- وانظر إلى نبي الله يوسف -عليه السلام- وهو يواجِه الفتن المتتابعة المتنوعة؛ مِن فتنة البئر إلى القصر، وفتنة النساء إلى السجن، وغير ذلك مما جاء في قصته العجيبة!

- وانظر إلى نبي الله موسى -عليه السلام- وهو يواجِه الفراعنة، وانظر إليه وهو يعاني مع الأصحاب والأتباع المخالفين المخذلين على الدوام.

- وانظر إلى نبي الله عيسى -عليه السلام- وهو يواجه تكذيب اليهود، ومحاولة القتل وفتنة قومه مِن بعده إلى أن يعود إليهم قبْل يوم القيامة.

- وانظر إلى سيد النبيين والدعاة إلى الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وجهاد الدعوة الذي جمع كل ألوان المحن والشدائد التي مرَّ بها الأنبياء أجمعين.

واستطرد الداعية الإسلامd: كل هذا كفيل لمن تدبره أن يثبِّت أعظم الثبات، وصدق الله -تعالى- حين قال: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111].