بعد مذابح وتهجير وبلغرة.. "ماذا تبقى من العرقيات المسلمة في بلغاريا؟"

  • 13
اول صلاة عيد في بلغاريا ٢٠٢٠ أرشيفية _الفتح

تتكون بلغاريا من خليط من الشعوب المتعددة؛ إذ يبلغ عددها حوالي 20 عرقًا بحيث لا يشكل البلغاريون سوى أقلية.

وعلى الرغم من مساعي الحكومة لفرض البلغرة على الجميع، فإن التركيب السكاني يعكس خلاف ذلك! حيث يوجد في بلغاريا أعداد كبيرة من الرومان والصرب والمجريين واليونانيين والروس والتشيك والأرمن وغيرهم.

وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.


الأعراق التي ينتسب لها مسلمو بلغاريا:

وفقا لهذا التنوع الديموجرافي في بلغاريا فإن المسلمين ينتسبون إلى عدد من الأعراق أهمها ما يلي: 

1- الأتراك:

يشكلون غالبية المسلمين في بلغاريا؛ إذ كان عددهم يصل إلى ثلاثة ملايين نسمة، ولكن أُبيد منهم حوالي مليون قبل مجيء الحزب الشيوعي ثم بعد توليه الحكم كذلك.

ويتمركز الأتراك في بلغاريا في الشمال الشرقي ووسط الجنوب، ويوجد في الشمال الشرقي عدد من المدن التي يسكنها الأتراك منها: (دويرجا، ديلي رومان، قيرلوفا، وتوزلوك وانوست). 

وكذلك يسكن الأتراك منطقة الرولي الروديلار وترافيا، وقد ظهرت آثار الوجود التركي في بلغاريا في معظم المناطق التي يسكنها الأتراك سواء كانت مساجد أو غيرها من أشكال العمارة.


2- البوماك:

هم المسلمون ذوو الطابع البلغاري فهم أحفاد أول القبائل التركية التي هاجرت إلى المنطقة التي تعرف الآن ببلغاريا وأكبر القبائل التي هاجرت إلى تلك المنطقة هي: (الكومان، والكيجاك)؛ إذ وصلوا إليها في القرن الحادي عشر الميلادي.

وقد عُرف البوماك بالقوة والاعتزاز بدينهم وقوميتهم، ولهذا فقد عانوا من الشيوعيين الذين بدأوا بهم عملية البلغره وقد استشهد منهم عشرات الآلاف، وأنزل الجيش الأحمر والبلغاري في منطقة البوماك عام 1974م في مساعٍ حثيثة لتذويبهم والقضاء على شخصيتهم. 

ويتمركز البوماك وسط وجنوب البلاد، مثل: (باشماقلي، هاسكوي، وقرجة علي)، كما يوجدون في الشمال في مدن (طرنوفا ولوفه ولوفجا وبليفنه).


3- الغجر (النور):

يوجد في بلغاريا أعداد كبيرة من الغجر الذين ينتمون لأصل "هنت-يوروك" وهم ينتشرون في أنحاء البلاد، كما أنهم رُحّل ينتقلون من منطقة إلى أخرى، ورغم أنهم لا يهتمون بالأمور السياسية فإنهم لم يسلموا من بطش الشيوعيين في محاولة للقضاء على شخصيتهم وثقافتهم، وبلغرتهم.

وقد ثنّى بهم الشيوعيون بعد "البوماك"؛ إذ نزل الجيش الأحمر في أرضهم في الفترة 1980/1982م وتعرضوا للبطش والظلم، وسقط منهم عشرات الألوف من القتلى، ومع هذا بقيت بلغاريا أكثر المناطق إيواءً لغجر أوروبا، رغم أنها هجرت بعضًا منهم إلى تركيا وغيرها من البلدان المجاورة. 


4- المقدونيون:

تقع مناطق سكنهم في الجنوب الغربي من بلغاريا وهي جزء من مملكة مقدونيا الكبرى التي أسسها "الإسكندر المقدوني" وقد قُسمت هذه المملكة بين بلغاريا، واليونان، ويوغوسلافيا، وفي الدول الثلاث يشكل المسلمون غالبية المقدونيين، وتسمى منطقتهم في بلغاريا "مقدونيا بيرين".

وقد حاولت الحكومة البلغارية القضاء على المسلمين من المقدونيين وغيرهم، ثم أخذت تتناقص أعدادهم في الإحصاءات الرسمية بشكل مريب، فقد كان عددهم عام 1947م حوالي 2 مليون و200 ألف نسمة فأصبح بعد حوالي 10 سنوات أي عام 1956م نحو مليون و800,000 نسمة، وبعد عشر سنوات أخرى نقص عددهم إلى 8750 نسمة فقط، بل وصل الأمر إلى أن الزعيم (تيودور جيفكوف) أعلن عن أنه "لا توجد أقلية مقدونية في بلغاريا!"

ورغم كل وسائل القمع والتذويب فإن المقدونيين المسلمين موجودون في بلغاريا في عدد من المدن الجنوبية الغربية مثل: (بلاغويف قراد، رازلوغ، يانسكو وكونسانديل).

جدير بالذكر أن معظم المقدونيين هم من المسلمين؛ إذ تبلغ نسبة المسلمين بينهم 60%. 


5- التتار:

يشكل التتار أقل المجموعات المسلمة عددًا في بلغاريا، وهم قد هاجروا من الأناضول إلى بلغاريا في القرن الخامس عشر الميلادي؛ إذ أسسوا منطقة خاصة بهم في بلغاريا ما زالت تعرف باسم "تتاريا زازاجيك".

وقد نزحوا من هناك إلى الشمال، أما هجرة التتار الثانية فكانت من القرم؛ إذ شتت شيوعيون التتار في أنحاء العالم في محاولة للقضاء على هذا الشعب المسلم.