العدو يواصل جرائمه البشعة بحق الفلسطينيين.. و"الصحة العالمية": المجاعة تفاقم معاناة الأهالي

الأزهر: التاريخ لن يرحم كل من دعم إرهاب الصهاينة.. والمقاومة تواصل تصديها ببسالة

  • 19
الفتح - العدوان على غزة

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، باستهداف كافة المقومات الحياتية والطبية والسكنية، مع استمرار القصف العنيف والمتواصل على البلدات في خان يونس والنصيرات ودير البلح، بالتزامن مع تدمير تام للبنية التحتية في قطاع الإنشاءات والصحة والماء والكهرباء .

وأكدت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة العدوان إلى 32975 شهيدًا و75577 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023، بخلاف الضحايا المفقودين تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات والشوارع .

وحذرت منظمات دولية من أن مليون شخص في غزة باتوا من دون منازل بينما نزح 75% من السكان، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفيات غزة تحولت إلى أنقاض والعاملين بالمجال الإنساني يقتلون.‬‬

ومنذ اندلاع الحرب منذ 6 أشهر تقريبًا، ارتكب جيش الاحتلال مئات المجازر ضد المدنيين طالت مجمعات سكنية ومدارس ومساجد ومستشفيات ومرافق طبية حتى الأحياء المحيطة بها لم تسلم من نيران العدو.

جريمة حرب بمجمع الشفاء

وستظل جريمة الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الاحتلال بعد انسحابها من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، ملمحًا لحجم الدمار الذي لحق بالمكان، بفعل آلة القتل والإرهاب من اعتداءات جنسية وتدمير للمباني، وحرق وتجريف للأقسام، ونسف للأحياء المحيطة به على رؤوس ساكنيها، وآثار عمليات الإعدام المروّعة التي تم اكتشافها، وجثامين الشهداء مقيّدي الأيدي المدفونين أحياء، أو الذين تحللت أجسادهم وتعفنت، أو الذين داستهم جنازير الدبابات، وغيرها من الفظائع.

وتشدد حركة المقاومة على أن جرائم العدو وانتهاكاته فاقت كل حدود ولن تمر، من جانبنا فالعالم لم يعد يحرك ساكنًا، وحملت الحركة الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن، المسؤولية الكاملة عمّا جرى ويجري من جرائم ومجازر وتدمير ممنهج للحياة المدنية في قطاع غزة، وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، والذي يتم بالسلاح الأمريكي وكل صور الدعم والإسناد العسكري والسياسي.

وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة الفظيعة التي ارتكبها العدو الصهيوني المجرم بحق مجمع الشفاء ومحيطه والمواطنين فيه، ونطالبهم بالتحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة والاطلاع على حجم الجريمة التي تعرض لها.

القدس تعيش لحظة تاريخية

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن "القدس اليوم تعيش لحظة تاريخية، بعدما بعث طوفان الأقصى أملاً بحتمية انتصارها وتحريرها".

وأكّد هنية أنّ عملية "طوفان الأقصى" شكلت "ضربة استراتيجية أعادت الصراع الى طبيعته"، وأزالت الأقنعة عن الوجوه "المتخفية وراء سلام زائف".

وأشار هنية إلى أنّ "المقاومة تواصل الثبات في الميدان وفي كل محاور القتال"، وقال: "هذا الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر يستحق أن تكون على قدر تضحياته كل مكونات هذه الأمة"، مشددًا على أن المعركة "سقطت كل الأوهام التي صنعها العدو لنفسه ولجيشه وقدراته".

 أوضح أن "العدوان على شعبنا لم يكن ليستمر، ويصل إلى هذه الدرجة من الوحشية، لولا الغطاء الأمريكي والمشاركة المباشرة في العدوان"، مجددًا مطالب المقاومة بالوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من غزة، والعودة الكاملة للنازحين ورفع الحصار".

بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، زياد النخالة، إنّ "أبناء غزة يقفون بصمود أسطوري في مواجهة قوى الشر، المتمثلة بكيان الاحتلال وداعمته الولايات المتحدة وحلفائها".

وشدد على ضرورة التمسك بوحدة المقاومة ووحدة ساحاتها، في مواجهة مشروع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيوني، لافتًا أن معركة طوفان الأقصى مايزت بين الدول، وما زلنا في منتصف المعركة وعلينا جميعاً بذل كل ما باستطاعتنا لدعم فلسطين".

عدوان الاحتلال لم يتوقف بل طال موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي أعلنت مساء الأربعاء الماضي مقتل 176 من موظفيها، بشكلٍ مأساوي، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت الوكالة، في بيان لها عبر موقعها الرسمي، إنّ الحرب على غزة "سجلت أكبر عدد من عمال الإغاثة الذين قُتلوا في أي صراع".

وأشارت إلى أنّ العديد من الموظفين ارتقوا أثناء أداء واجبهم، مؤكدةً أنّ العاملين في المجال الإنساني ليسوا هدفاً، ويجب حمايتهم في جميع الأوقات.

ولفتت الوكالة في بيانها إلى أنّ "إسرائيل لا تزال تمنع موظفينا من الوصول إلى شمال غزة، لتقديم المساعدات الغذائية والإمدادات الأساسية"، لافتةً إلى أنّ "أكثر من نصف الإمدادات التي سُلّمت عبر معبري رفح وكرم أبو سالم الشهر الماضي كانت تابعة للأونروا".

المقاومة تتوعد الاحتلال

هذا وتواصل فصائل المقاومة التصدي لقطعان الاحتلال وآلياته العسكرية، حيث أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بأنها قصفت قوة راجلة من جيش الاحتلال شرق حي التفاح بمدينة غزة بقذائف الهاون، وجرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

إضافة إلى استهداف قوة صهيونية متحصنة في أحد المباني بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات وإيقاعها بين قتيل وجريح شرق المدينة.

كما أعلنت سرايا القدس- أن عناصر كتيبة طولكرم نصبوا كمينًا لعدد من السيارات والمركبات العسكرية يقلها جنود صهاينة وأمطروها بوابل من الرصاص وأوقعوا عشرات القتلى في مناطق عدة وبوابة الدير شمال مدينة طولكرم، خلال الأيام القليلة الماضية.

ونفذت لجان المقاومة عملية دهس بطولية في "كوخاف يائير" جنوب شرق نتانيا، والتي أدت إلى إصابة العديد من شرطة الاحتلال أحدهم بحالة خطيرة.  

واعتبرت لجان المقاومة أن هذه العملية تأتي تلك العملية ردًا طبيعيًا على الأهوال والفظائع وجرائم القتل والإعدامات الميدانية والإبادة الجماعية في مستشفى الشفاء وعموم مناطق قطاع غزة، والتي بدورها ستشعل شرارة الثأر المقدس لشلال الدم الذي لا يتوقف منذ 180 يومًا.

وشددت على أن عملية الدهس شرق نتانيا هي استمرار لدرب الطوفان المقدس، والفشل الإسرائيلي المتواصل في مواجهة المقاومة رغم كافة الإجراءات الصهيونية والعمليات الاستخباراتية والأمنية المدعومة من دول الغرب والإدارة الأمريكية".

ودعت لجان المقاومة كل الأبطال والأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في الضفة الفلسطينية الثائرة والقدس المحتلة وأرضنا المحتلة عام الـ 48 إلى إشعال الأرض نارًا وجحيمًا تحت أقدام الصهاينة الغزاة، وإسنادًا وانتصارًا لشعبنا في قطاع غزة ومقاومته.

تظاهرات تجتاح تل أبيب

من ناحية أخرى اجتاحت المظاهرات بمشاركة الآلاف المجتمع الاستيطاني الصهيوني، مطالبة بعزل مجرم الحرب رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو وإسقاط حكومته مرددين هتافات بإسقاط حكومة نتنياهو.

الأزهر: العالم أصابه البكم تجاه إرهاب العدو

وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الأصوات المتطرفة التي وصمت الإسلام بالإرهاب أصابها البكم منذ بدء العدوان الإسرائيلي الإرهابي على غزة، مؤكدًا أن دعوات الإسرائيليين لاستخدام الأسلحة النووية في غزة، وتشبيه المسؤولين الإسرائيليين للفلسطينيين الشرفاء الأبرياء الذين يدافعون عن حقهم في الحياة وحق وطنهم في الوجود بأنهم حيوانات هو عين الإرهاب، هذا الإرهاب الذي يحظى بدعم عالمي لا محدود لارتكاب مجازره وجرائمه في حق أبرياء فلسطين، مشددًا على أنَّ التاريخ لن يرحم كلَّ من دعم هذا الإرهاب وسيذكره بعبارات الخزي والعار.

"الصحة العالمية": المجاعة بدأت في غزة 

قال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن المأساة الإنسانية في قطاع غزة تزداد بعد 6 أشهر من الحرب، وإن النساء والأطفال تأثروا بشكل كبير جرّاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، منددة بمواصلة إسرائيل لقتال المدنيين وتدمير المستشفيات في غزة، لافتًا إلى أن عشرات المستشفيات دُمرت كليًا وأخرى تضررت بشكل جزئي في قطاع غزة.

وأضافت أن المجاعة بدأت بالفعل في قطاع غزة ويمكن إنهاؤها من خلال السماح بوصول المساعدات، مشيرًا إلى أن هناك نقصًا حادًا في المواد الغذائية والأدوية اللازمة لعلاج المصابين.