أهل العلم مقدمون في باب المصالح والمفاسد.. "برهامي" يرد على من يصف العلماء بأنهم لا يفهمون في السياسة

  • 80
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

أكد الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، على ضرورة الرجوع لأهل العلم، وتحقيق النظر في الواقع بالمُشَاوَرَة فيما بينهم وبيْن بعضهم البعض، معللًا ذلك، أنه لا يتحقق اتخاذ القرار الصحيح إلا بأن يكون هناك علم وبصيرة، وأن يكون هناك دراسة للواقع وموازين القوى، وأن يكون هناك تشاور بيْن أهل العلم.


الرد على من يقول: إن العلماء لا يحسنون الكلام في السياسة:

واستنكر "برهامي" -في مقال له بعنوان "تأملات في النصيحة (10)" نشرته جريدة الفتح- على مَن يقول: "إن المشايخ والعلماء على رؤوسنا، وأننا نعرف قَدْرَهم، لكن في أمور الأمن والخوف -أعني السياسة- فإننا أعلم منهم بذلك!"، متسائلًا "أَفِي مسائل العقيدة والعبادة والمعاملة والحلال والحرام والأخلاق، وسائر الأمور تعرفون قَدْرَ العلماء، ثم إذا جاءت المسائل الأصعب والأشد احتياجًا للاجتهاد والتشاور وهي خَفِيَّة -أشد خفاءً مِن أمور الاختلاف في الأمور المجردة التي ذكرنا- فعند ذلك تتركون رأيهم وتكونون أنتم أعلم منهم بذلك؟!"، مضيفًا: وتتبعون في الحقيقة دعايات أهل البدع والضلال -التي هي في حقيقة الأمر دعايات الأعداء الذين سَخَّرُوا أهل البدع والضلال لكي يُمَزِّقُوا الأمة-.

وتابع: فتجدهم يكون عندهم مِن المرونة المزعومة في العقائد حتى إنهم ينطقون بالكفر أحيانًا ويُحِلُّون ما حرَّم الله -سبحانه وتعالى- أو يُحَرِّمون ما أحَلَّ اللهُ، ويَستَدِلُّون بالآيات والأحاديث في غير موضعها قطعًا وبالإجماع! كمَن يحتج على الحريات التي يطلبها الغرب في الشذوذ الجنسي وانتشار الفواحش، والحرية في المُعاشَرَة الجنسية، وكذلك في حماية حقوق المُلْحِدين -كما يسمونهم!- فيقول: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)! موضحًا أنه معلومٌ أن تكملة الآية: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256]، وكذلك قوله -تعالى-: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف: 29]، مستطردًا: شتان بيْن دلالة هذه الآية على مسئولية الإنسان وعقوبة مَن ظَلَم وكَفَر وبيْن الحرية الغربية التي تُصَوِّبُ المللَ كُلَّها وتبيح هدم الأخلاق وتدمير قِيَم الأمم -خاصةً قِيَم الأُمَّة الإسلامية- لفَرْضِ باطِلِهم وضلالِهم وانحرافِهم.

وتعجب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أيضًا ممَن يتابع إعلام هؤلاء بالليل والنهار، ويَقْبَل كل ما يقولون، ويَجِدُ في نفسه حَرَجًا مما يقوله أهل العلم! ويزعم أنهم لا يفهمون في السياسة، مع أن الله -تعالى- خَصَّهُم -مِن دون أُولي الأمر- بالفهم والعلم، فقال: (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)؛ متابعًا: لذلك نَقُول: أهلُ العلم هم المُقَدَّمُون في باب المصالح والمفاسد.