المقال الأبيض

جهاد الصاوي

  • 18
الفتح - المقال الأبيض

تعجبت عندما شاهدت وقرأتُ عنوان مقال شيخنا الدكتور ياسر برهامي -الذي نُشر العدد الماضي من جريدة الفتح الورقية- في رثاء الشيخ المهندس محمد عبدالفتاح أبو إدريس، وليس العجب من عنوان المقال، ولكن العجب أن المقال بلا مقال أي "المقال أبيض"، فالشيخ -حفظه الله- بسبب تأثره وألمه اكتفى بعنوان فقط، ولم يستطع أن يعبر عن مدى الحزن والألم والمسئولية الملقاة على الأعناق بعد رحيل قيم الدعوة السلفية الشيخ المهندس أبي إدريس، والدكتور ياسر يعلم حجم وفاجعة موت صديقه وقرينه، ويعلم أن موت العلماء ثلمة وجرح لا يندمل.

فموت العلماء من أكبر المحن لأن العالم يدفع من الشر عن المسلمين ما لا يُعرف ولا يُدرك إلا بعد موته، وقد أخبر عن ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يَتْرُكْ عالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا. «رواه البخاري ومسلم»

وقد جاء عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال: "كانوا يقولون: موت العالم ثُلْمَة في الإسلام لا يسدُّها شيء ما اختلف الليل والنهار".

فرحم الله شيخنا العلم الأشم أبا إدريس وغفر له وحفظ الله شيخنا أبا محمد وبارك في عمره وعلمه، وأسأله سبحانه أن يمُن علينا بعلماء كُثر حتى يقفوا على الثغور ويكونون أدلاء خير لنا ومصابيح دجى ينيرون لنا ظلمة الطريق

الابلاغ عن خطأ