موضحًا ثمرات التقوى.. "أحمد فريد": الأعمال تتفاضل بمقدار ما في قلوب أصحابها من تقوى لله عز وجل

  • 19
الفتح - الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: درجة التقوى درجة عالية، وشجرتها من أطيب شجرات الإيمان، فهي لا تثمر ثمرات في الدنيا وحدها، ولكنها تثمر ثمرات طيبة يانعة في الدنيا والآخرة، فيجني العبد المتقي من ثمرات التقوى في الدنيا قبل الآخرة، ويتمتع بنعيم التقوى في الدنيا قبل الآخرة.

وأضاف "فريد" -في محاضرة له بعنوان "ثمرات التقوى"-: فمن ثمرات شجرة التقوى في الدنيا أن الله عز وجل يجعل للعبد من كل ضيق فرجًا، ويرزقه من حيث لا يدري ولا يحتسب، كما قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]، والله يجعل للعبد من أمره يسرًا، وييسر للعبد جميع أموره، فمهما قصد أمرًا من الأمور أو مصلحة من المصالح يسرت له، كما قال عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].

وتابع: من ثمرات التقوى في الدنيا كذلك أن التقوى هي التأمين الرباني الحلال الذي جعله الله عز وجل لعباده المتقين، ليس بالمتاجرة بعقول الناس وأموالهم، وبمص دماء الناس بدعوى التأمين على الحياة، فالتأمين ربا وقمار، أما التقوى فتأمين رباني شرعه الله عز وجل لمن أراد أن يحفظ الله عز وجل ذريته في الدنيا والآخرة، فقال عز وجل: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، فمن أراد أن يحفظ الله عز وجل ذريته، وأن يبارك له في ذريته فعليه بتقوى الله عز وجل.

وأشار "فريد" إلى أن سعيد بن المسيب كان يقول لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك، وتلا قوله عز وجل: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، فانظروا إلى صلاح الآباء وتقواهم كيف يكون سببًا في حفظ الأبناء.

وأوضح أن التقوى سبب لبركات السماء والأرض، وحياة الضنك والضيق، والفقر والشقاء والنقص في كل شيء التي يعيشها الناس؛ لأنهم ضيعوا تقوى الله عز وجل، والله عز وجل يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96].

وواصل "فريد" حديثه قائلًا: أهل التقوى لهم من الهيبة والشرف والوقار في قلوب الخلق ما يفوق شرف أهل السلطان، كما قال بعض الناس: قتلني حب الشرف -أي: حب الرفعة في الدنيا- فقال له أحد العلماء: لو اتقيت الله شرفت، فمن بلغ درجة التقوى، فالذرة الواحدة من أعماله أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين.

وأشار مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية إلى قول ابن القيم -رحمه الله- من جواهر الكلام الذي يكتب بالذهب والفضة؛ وذلك لأن الأعمال تتفاضل بمقدار ما في قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل، فالرجلان يكونان في صف واحد، وخلف إمام واحد، يكبران بتكبيره، ويسلمان بتسليمه، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض؛ لأن الأعمال تتفاضل بمقدار ما في قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل.