تحذيرات شرعية وطبية من "عمليات التجميل" غير المبررة

عادل نصر: ما كانت بغرض التحسين "محرمة".. وطبيبة: لها أضرار كثيرة

  • 64
الفتح - عمليات التجميل أرشيفية

تفشت ظاهرة عمليات التجميل في المجتمعات المختلفة؛ إذ انتشر في الآونة الأخيرة الهوس بها، خاصة مع كثرة التقليد الأعمى دون معرفة حكم الشرع أو الأضرار الصحية جراء هذه العمليات.

ومن جهته، أوضح الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن إجراء جراحات التجميل فيه تفصيل؛ حتى نصل إلى حكم الشرع فيه، مؤكدًا أنه ينبغي على الجميع أن يحرصوا على معرفته؛ حتى لا يقعوا في مخالفة شرعية تجلب عليهم غضب الرب وسخطه.

وبيّن "نصر" -في تصريحات خاصة لـ "الفتح"- حكم عمليات التجميل كما ذكر العلماء والفقهاء قائلًا: إنها تنقسم إلى نوعين، الأول: ما كان لإزالة عيب لَحِق بالإنسان، كأن يكون وُلد به كالأصابع الملتصقة، أو الزائدة، أو ما طرأ عليه نتيجة حوادث السير أو حريق أدى إلى تشوهات في الجلد أو نحوه، وهذا النوع أجاز العلماء إجراء جراحات التجميل فيه؛ للتخلص من هذه العيوب.

وأشار إلى أنه ناقش أحد أساتذة الطب، في أن الأولى بها أن تسمى عمليات تقويم وليست عمليات تجميل؛ لأنها ليست تغييرًا لخلق الله -عز وجل-، بل فيها إزالة ودفع للضرر الذي لحق بالإنسان، مؤكدًا أن العلماء استدلوا على جواز هذا النوع من العمليات بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي أذن فيه لمن قُطِع أنفه أن يتخذ أنفًا من ذهب.

وأضاف "نصر": والقسم الثاني: هو ما كان بغرض التحسين والتزيين، كتصغير أنف أو تكبير أو تحسين للثديين ببعض الطرق المعروفة طبيًا، أو إزالة التجاعيد ونحو هذا، مؤكدًا أن هذا النوع من العمليات لا يجوز شرعًا كما هو المقرر عند أهل العلم، كما في حديث: "لعْن النامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة"، وفيه "والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ"، فهذه الأشياء فيها تغيير لخلق الله، وفي القرآن، ذكر الله -عز وجل- حكاية عن الشيطان، أنه قال: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾.

ونوه "متحدث الدعوة السلفية" بأن القول المتفق عليه بين العلماء في هذا القسم من عمليات التجميل هو التحريم والمنع، مؤكدًا أنه على كل مسلمة أن تلتزم شرع الله -تبارك وتعالى- ناصحًا الفتيات والنساء المسلمات، وكذلك الرجال، الذين يقومون بإجراء مثل هذه العمليات بالرضا وأن يعلموا أن طاعة الله هي التي تكسو المرأة جمالًا، وأما المخالفة الشرعية وعدم الرضا بقدر الله؛ يؤدي إلى عكس ذلك.

وفيما يتعلق بالعيوب والمضار المترتبة على عمليات التجميل، أوضحت الدكتورة سهير عبد الفتاح، أخصائية الجلدية والتجميل، أن هذه العمليات منها المؤقت، مثل: ملء الشفاه بـ(الفيللر)، ومنها الدائم، مثل: تعديل اتجاه الحاجب بـ(البوتكس) أو إزالته تمامًا بـ(المايكروبليدنج)، 

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "الفتح" أن هناك أضرارًا لعمليات التجميل، منها: ظهور كدمات ووهن بالعضلات وتهييج الجلد في منطقة الحقن بالبوتكس، وانحراف الأنف وضيق المجاري الأنفية، وإصابة القناة الدمعية عند إجراء عمليات تجميل الأنف، وحدوث جلطة دهنية أثناء عملية شفط الدهون، والنزيف الحاد من عمليات التجميل الكبيرة، والحساسية من أدوية التخدير، وتلف الأعصاب أو قطعها خلال العملية، وإنفاق الكثير من الأموال، وإدمان عمليات التجميل.

كما نصحت البنات والنساء بأنه إذا كان الهدف تجميليًا بحتًا دون حاجة، بأن يبتعدن عنه، وعليهن رفع الثقة بالنفس، والرضا بما قسمه الله، ورفع مهارات وقدرات الإنسان، ناصحة الزوجات بالتودد للزوج وحسن الخلق معه، وإقناعه بما لديها من محاسن أخرى.