"بينج" يحذر من تشويه صورة الصين.. وحَسْم غربي تجاه بكين في المسائل التجارية

  • 5
الفتح - الرئيس الصيني شي جين بينج

حذر الرئيس الصيني "شي جين بينج" من تشويه صورة الصين بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن بكين لعبت "دورًا إيجابيًّا" في محاولة إيجاد حل سلمي للهجوم الروسي.

وقال "بينج" للصحفيين خلال مؤتمر صحفي أمس مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن نعارض استخدام أزمة أوكرانيا لإلقاء اللوم، وتشويه صورة دولة ثالثة والتحريض على حرب باردة جديدة".

وأضاف: "الصين ليست مصدر الأزمة وليست طرفًا فيها، ومع ذلك فإننا لا نقف مكتوفي الأيدي أمام مصائب الآخرين، لقد لعبنا دورًا إيجابيًّا في البحث عن السلام منذ البداية".

واستشهد "شي" بدعوة الصين لإجراء محادثات سلام، وبجولة للدبلوماسي الصيني "لي هوي" استمرت عشرة أيام في مارس الماضي وشملت روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بهدف المساعدة في البحث عن توافق.

وتؤكد الصين رسميًّا أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، لكنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الهجوم الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربًا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022.

بيع أسلحة لروسيا

من جانبه، أثنى إيمانويل ماكرون على "الالتزامات الصينية بالامتناع عن بيع أي أسلحة (وتقديم) أي مساعدة لموسكو" أثناء تصريح للصحفيين في باريس إلى جانب الرئيس شي جين بينج.

كما رحب الرئيس الفرنسي برغبة نظيره الصيني "بمطالبة جميع الأطراف المعنية" في مختلف النزاعات بإعلان "هدنة أولمبية".

حسم أوروبي في المسائل التجارية

ولمس الرئيس الصيني في مستهل زيارته إلى فرنسا حزمًا أوروبيًّا بشأن مسائل تجارية متراكمة، مبديًا تأييده "هدنة أولمبية" ينادي بها نظيره الفرنسي.

ووصل "شي" أول أمس الأحد إلى العاصمة الفرنسية، وكان في استقباله رئيس الوزراء غابريال أتال في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية ستشمل صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني للقارة العجوز منذ العام 2019، وتتزامن مع ذكرى مرور 60 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.

وعبر ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن موقف حازم بشأن القضايا التجارية خلال اجتماع في الإليزيه مع الرئيس الصيني.

وشدد ماكرون خلال الاجتماع على أهمية اعتماد "قواعد عادلة للجميع" مع تصاعد الخلافات التجارية بين أوروبا والصين. من جهتها، أكدت فون دير لايين أن "أوروبا لن تتردد في اتخاذ قرارات حازمة" إذا لزم الأمر "لحماية اقتصادها وأمنها".

وقالت فون دير لايين: "لدينا مصلحة في إظهار أن تعاوننا يؤتي ثماره" متحدثة عن "التحدي" المتمثل في "العلاقة الاقتصادية الجوهرية" بين بروكسل وبكين ومطالبة بـ"مساواة في الوصول إلى الأسواق".

وكانت قد أشارت قبل الاجتماع إلى أن أوروبا لا يمكنها "أن تقبل" بـ"تجارة غير عادلة" ناجمة عن تدفق السيارات الكهربائية أو الفولاذ الصيني المصنع بفضل "الإعانات الضخمة".

واعتبر "شي" في رده أن "المشكلة المسماة فائض القدرة لدى الصين غير موجودة"، مشددًا على أن "القطاع الصيني للطاقة الجديدة" أتاح "زيادة العرض العالمي وتخفيف الضغوط التضخمية العالمية". وأضاف: "ما يسمى مشكلة القدرة الفائضة للصين غير موجودة، سواء من حيث الميزة النسبية أو في ضوء الطلب العالمي".

وفي ظل المخاوف الأوروبية من التراجع اقتصاديا في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم -أي أمريكا والصين- فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات بشأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية خصوصًا السيارات الكهربائية.

بكين تتهم أوروبا بـ"الحمائية"

ويخشى الأوروبيون والأمريكيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوض المنافسة وقد يلحق ضررًا بالاقتصاد العالمي.

وتتهم بكين أوروبا بـ"الحمائية" وتعتزم جعل موقفها واضحًا في باريس. وفتحت الصين بدورها تحقيقًا بشأن الدعم الحكومي لبعض المنتجات.

وفي معرض دعوته إلى "إطار للتنافس العادل" أكد أن النقاش أتاح "توضيح" التباينات من أجل "تنقية العلاقات الاقتصادية وإعطائها دفعًا جديدًا".

وجرى توقيع عقود تجارية عدة بين شركات فرنسية وصينية أمس الاثنين بمناسبة زيارة الرئيس الصيني، لا سيما في مجالات الطاقة والنقل والتمويل، وفق الإليزيه.

الحوار الأوروبي الصيني

وفيما يتعلق بالقضية الرئيسية الأخرى حاليًّا، دعا ماكرون إلى تنسيق "حاسم" بشأن الحرب في أوكرانيا على أمل ألا تزيد بكين دعمها لروسيا، في حين قالت فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي وباريس يعولان على الصين "لاستخدام كل تأثيرها على روسيا" لوقف حرب أوكرانيا.

وأضافت: "لقد أدى الرئيس شي دورًا مهمًّا في الحد من التهديدات النووية غير المسؤولة لروسيا، وأنا واثقة من أنه سيواصل القيام بذلك".

وقال ماكرون في بداية اللقاء: "مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة". مضيفًا: "الوضع على الساحة الدولية يحتاج بوضوح أكثر من أي وقت مضى إلى هذا الحوار الأوروبي الصيني".

كسر الروتين

وقال "شي" في مقال نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أول أمس الأحد "نأمل أن يعود السلام والاستقرار بسرعة إلى أوروبا، ونعتزم العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي برمته لإيجاد سبل جيدة لحل الأزمة" في أوكرانيا.

سيحاول ماكرون تكرار هذا الموقف خلال محطة في جبال البيرينيه اليوم الثلاثاء، ستكون شخصية أكثر إذ يترافق فيها الرئيسان مع زوجتيهما. وتهدف هذه المأدبة في ممر تورماليه الجبلي حيث كان ماكرون يمضي إجازاته طفلًا لدى جدته إلى كسر البروتوكول الدبلوماسي وخوض نقاش صريح ومباشر خصوصًا بشأن أوكرانيا.

أما بشأن قضايا حقوق الانسان في الصين، فأكد ماكرون أنه يؤثر التطرق إلى "التباينات خلف الأبواب الموصدة". ولا تصر باريس على منح مسألة تايوان أولوية رغم ما تشكله من نقطة خلاف أساسية بين بكين وواشنطن.


  • كلمات دليلية
  • شي جين بينج