وزير الموارد المائية العراقي: موجة الأمطار الأخيرة زادت موارد المياه بنسبة 10%.. وتغلبت على خطر الجفاف

  • 6
الفتح - أرشيفية

قال وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب: إن موجة الأمطار التي شهدتها المنطقة زادت الموارد المائية العراقية بنسبة 10%، كما تعافت بعض الغابات وتغلبت على خطر الجفاف.

وأعلنت وزارة الموارد المائية العراقية أن الأمطار الأخيرة استثمرت لتعزيز الخزين المائي في السدود. وقالت في بيان: "إن الأمطار التي سقطت مؤخرًا في جميع أنحاء البلاد نتج عنها سيول في المناطق الشمالية والشرقية استُثمرت في تعزيز الخزين المائي لسدود (الموصل، ودوكان، ودربندخان، وحمرين والعظيم)". لافتة إلى "تحويل كمية من المياه في نهر الزاب وبحيرة الثرثار لتعزيز نهر الفرات بالإطلاقات المائية خلال فترة الصيف".

وتسببت زيادة نسبة الأمطار والسيول في ملء سد دربندخان؛ ما دعا إدارته إلى تحويل المياه إلى بحيرة حمرين بعد مخاوف من حدوث فيضان بعد أن تبقى من السد 25 سنتيمترًا فقط بحسب مديره سامان إسماعيل.

ويمتلك العراق مجموعة من السدود تستمد مياهها من نهري دجلة والفرات، أهمها سد الموصل بطاقة 11 مليار متر مكعب، وسد حديثة بطاقة ثمانية مليارات متر مكعب، وسد دوكان بطاقة ست مليارات متر مكعب، وسد دربندخان بطاقة 3.8 مليار متر مكعب، وسد حمرين بطاقة 2 مليار متر مكعب، وسد العظيم بطاقة 1.5 مليار متر مكعب، فضلًا عن بعض السدود الأخرى بطاقات متفاوتة.

ويعود تاريخ بناء تلك السدود خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، في حين يرجع تاريخ بناء سد الموصل إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

ورغم أزمة الجفاف التي يمر بها العراق في فصل الصيف، لكنه يشهد في فصل الشتاء موجة أمطار وسيول شديدة بعضها لا يُستفاد منها بسبب عدم توفر سدود وخزانات للمياه في المناطق الجنوبية والوسطى؛ ما دفع وزارة الموارد المائية إلى التفكير بإنشاء سدود ذات سعات تخزينية قليلة في الأودية والمناطق المفتوحة التي تشهد سنويًّا سيولًا نتيجة الأمطار تسمى "سدود الحصاد".

وتسعى وزارة الموارد المائية إلى الاستعانة بتركيا في بناء عدد من هذه السدود، وشهدت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة التوقيع على اتفاقية إطارية تتمحور في بناء مشروعات المياه، والتوقيع على 26 مذكرة تفاهم مع العراق.

سدود حصاد المياه

وأكد النائب ثائر مخيف الجبوري عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان العراقي عزم الحكومة بناء سدود حصاد المياه في عدد من مناطق العراق؛ للاستفادة من مياه الأمطار. منوها بوجود قدرة تخزينية كبيرة في الخزانات والسدود العراقية.

وقال الجبوري: "نحتاج إلى مجموعة من السدود تسمى حصاد مياه الأمطار في محافظة ديالي والمحافظات الشمالية بالمناطق الشاسعة المنبسطة المفتوحة لاحتواء السيول، وهذه السدود نستفيد منها من خلال تغير حركة المياه باتجاه معين وتخزينها في وقت آخر".

وشدد رمضان حمزة مدير معهد استراتيجيات المياه والطاقة على أهمية إنشاء سدود كبيرة وسدود حصاد، قائلًا: "خلال الأربع سنوات الماضية فقدنا مياهًا بحيث وصلت السدود والخزانات إلى مرحلة حرجة". مشيرًا إلى وجود فشل في إدارة المياه ما أدى إلى تقليل مناسيبها.

وأوضح حمزة أن بعض السدود لا تملك الطاقة التخزينية حاليًّا كما هو عند تصميم السد؛ بسبب قدم تلك السدود والأضرار التي تعرضت لها، منوهًا بأن سد دردبندخان تعرض إلى هزة أرضية عام 2017؛ ما أدى إلى تخفيض طاقته إلى أقل من ثلاثة مليارات متر مكعب من أجل تحمل آثار الزلزال، بالإضافة إلى أن الترسبات الطينية المتراكمة منذ إنشائه تقلل من قدرة استيعابه.

واعتبر حمزة أن إطلاق الخزين المائي نحو السدود التي تليها أمر طبيعي لتخفف الضغط وملء السدود الأخرى، وأكد وجود سعة تخزينية في بعض السدود بالمناطق الشمالية مثل سد دوكان وسد الموصل.

الاستفادة من "الثرثار"

ودعا حمزة إلى الاستفادة من بحيرة الثرثار كخزان مياه للزراعة وكمنطقة سياحية تستفيد منها ثلاث محافظات هي الأنبار وصلاح الدين وجزء من محافظة نينوى؛ من خلال تخليص البحيرة من الطبقات الجبسية التي تسبب الملوحة للبحيرة؛ وبذلك يكون هناك خزين استراتيجي يقدر بـ85 مليار متر مكعب.

وأكد أهمية زيادة بناء السدود من أجل استيعاب مياه الأمطار والسيول للاستفادة منها وقت الجفاف، وكذلك بناء سدود حصاد المياه ذات السعات المختلفة من 50 إلى 100 مليون متر مكعب؛ لاستيعاب مياه السيول والحصول على الأمطار الاستوائية نتيجة الرطوبة الحاصلة من عمليات التبخر وحركة الرياح وعمليات التكاثف.