عاجل
  • الرئيسية
  • تقطيع المسافات ورفع الأجرة.. منهج حياة في مواصلات الغلابة

تقطيع المسافات ورفع الأجرة.. منهج حياة في مواصلات الغلابة

  • 121
صورة أرشيفية

رغم قيام ثورات في مصر، تم إثرها تغيير حكومات وأنظمة سياسية، إلا أنه وفق ما يبدو أن حال المواطن المصري سوف يبقى علي ما هو عليه، خاصة بالنسبة لوسائل المواصلات اليومية التي يعاني فيها ذهابا وإيابا.

ومما زاد الطين بلة، رفع أسعار الوقود والمواد البترولية الذي استخدمه سائقو الأجرة ذريعة لرفع تعريفة الأجرة.

وفي هذا التحقيق نرصد جانبا من المعاناة اليومية للمواطن في المواصلات العامة والخاصة، ونسلط الضوء على استغلال بلطجية السائقين لحاجة الركاب.

في البداية يقول مدحت بيومي موظف: الذهاب إلى العمل يوميا أصبح يشكل عبئا كبيرا في ظل ارتفاع تعريفة الأجرة، وسط غياب تام من المرور. لافتا إلى أن السائقين يستغلون حاجة الركاب للذهاب إلى أعمالهم ويرفعون الأجرة عشوائيا.

ومن جانبه، يقول أبو الخير سيد مدرس: أعمل في الجيزة وأسكن في حلوان، متهما السائقين بتقطيع المسافات للتحايل على زيادة الأجرة.
وأضاف "سيد" أن خط سير الجيزة / حلوان يتم تقطيعه على أكثر من مواصلة.
لافتا إلى أن السائق ينادي على "المعادي من حلوان"، وفي المعادي يمكن أن يحمل "التحرير أو الجيزة"، مردفا أن رحلة العودة من الجيزة إلى حلوان من المتعارف علية مؤخرا هو ثلاثة جنيهات، ولكن بقدرة قادر تصل الأجرة إلى أكثر من ستة جنيهات.

وأكد "سيد" أن السائق يحمل السيارة إلى المعادي بثلاثة جنيهات، ومن المعادي إلي ركن فاروق "محطة أخري" بجنيهين، ومن الركن إلي حلوان بجنيه ونصف.

وقالت وفاء سعيد عاملة نظافة، الركاب مضطرون للانصياع لأوامر السائقين لأنه ليس هناك بديل. وأضافت أنها تتعرض لكثير من المضايقات من بعض السائقين الذين يتناولون المخدرات التي تفقدهم القدرة علي الوعي والتمييز بين الصالح والطالح.

وفي خط أكتوبر/ الإسعاف ، والجيزة، لا يختلف الوضع كثيرا؛ فيؤكد إبراهيم محب أسطي تركيب رخام، ويعمل في أكتوبر ويسكن في بولاق أبو العلا - تقطيع سائقي الأجرة المسافة إلى ثلاثة أجزاء من الإسعاف إلي هايبر، ومن هايبر إلى الحصري، ومنها إلى الحي السادس، والأحياء الأخرى.

وأضاف "محب" أن السائقين يمصون دماء الركاب، موضحا أنه يوميا ينفق أكثر من عشرين جنيها، ذهابا وإيابا علي بند المواصلات فقط.


وعلي الجانب الآخر، يبرر بعض سائقي الأجرة رفع الأجرة وتقطيع المسافات لأسباب عدة .

فيقول كريم عبد الحميد، أسعار الوقود هي التي ألجأت السائقين إلي رفع الأجرة ، حيث زادت الأسعار بنسبة 60% دفعة واحدة.

وأضاف "عبد الحميد" أن الكثير من السيارات التي تعمل في المواقف عليها أقساط، وتعمل ورديات متواصلة.

أما عيد عبد الناجي سائق فيقول، البلطجية يشاركون السائقين في أرزاقهم يوميا، واصفا المواقف العشوائية بأنها مرتع ووكر من أوكار البلطجية في مصر.

وأضاف "عبد الناجي"، السائقون ملزمون بدفع كارتة للبطجية عن كل "فردة أو مشوار"، فضلا عن الكاراتة الخاصة بالمرور، والتراخيص والإصلاحات اليومية في السيارات.

لافتا إلي أن معتادى الإجرام يسيطرون علي المواقف العشوائية داخل القاهرة، ويفرضون إتاوات على السائقين يدفعون ثمنها الركاب.

ومن ناحية أخرى، يرى خبير الطرق الدكتور معتز الهواري، أن غياب دور الدولة بالنسبة للقطاع العام ووسائل النقل الجماعية ساهم في انتشار المواقف العشوائية.

لافتا إلى أن ذلك جعل الركاب فريسة سهلة في أيدي سائقي الأجرة.

وطالب "الهواري" بعودة وتطوير وسائل النقل الجماعي للحد من التكدس المروري، ومنع استغلال الركاب من جانب سائقي الأجرة .

وأشار "الهواري" إلى أن منظومة المرور في مصر بها خلل كبير، وعلي الدولة إعادة النظر فيها طبقا للتطورات الحديثة، مشددا علي ضرورة رفع كفاءة أداء الطرق مع إحكام الرقابة ومنع تكوين المواقف العشوائية.

ومن جانبه، أكد مصدر مسئول بالإدارة العامة للمرور أن جميع وحدات المرور تبذل قصارى جهدها لضبط الأداء المروري في الشارع المصري.

وأضاف المصدر أنه تشن حملات بصفة دورية، وكمائن للتأكد من تطبيق التعريفة المقررة من جانب المرور، مشددا علي أنه يتم التعامل مع أي سائق يتجاوز خط السير، أو يمتنع عن توصيل الركاب وتوقيع الغرامات الرادعة.

وناشد المصدر المواطنين الإبلاغ عن تجاوز أي سائق في أقرب وحدة مرور، موضحا أن المرور يتعامل مع أي شكوى ترد إليه علي محمل الجد علي مدار 24 ساعة يوميا.

ومن هنا يتبادر السؤال إلي الأذهان: هل أصبح توفير وسائل نقل الركاب بطريقة آدمية، وبأسعار مناسبة لإمكانيات الغلابة في مصر عصيا على حكومات ما بعد الثورات؟!

أم أنه بات علي المواطن البسيط أن يذوق ويلات وتبعات الإهمال الحكومي حتى في وسيلة المواصلات؟!