عاجل

الإهمال والتهميش في قرى ونجوع الصعيد.. مسلسل لا ينتهي.. قرية "أبو هدمة" منفى إجباري في جبال"المنيا"

  • 120
صورة أرشيفية

الإهمال والتهميش في قرى ونجوع الصعيد.. مسلسل لا ينتهي
قرية "أبو هدمة" منفى إجباري في جبال"المنيا".. وأملاك الدولة تطارد سكانها إما الدفع أو الحبس

متابعة لمسلسل الحرمان والتهميش لقري ونجوع صعيد مصر.. في "أبو هدمة"، التابعة لمحافظة المنيا يعيش الأهالي مأساة لا تنتهي.

حيث تسلق أهلوها أعالي جبال "المنيا"، وحفروا في الصخر بيوتا وعششا لتؤويهم لما تخلت الدولة عنهم، وعجزت عن توفير المسكن الملائم لهم، وفي هذا التقرير نسرد بعضا مما يعانيه أهالي تلك القرية.


في البداية يقول شديد الطاهرعبد رب النبي ، أحد سكان أبو هدمة، ولدت وتربيت علي صخور جبال القرية، وعاش فيها أجدادي منذ ما يقرب من 300 عام.

لافتا إلي أن الحياة في القرية معزولة تماما عن المدنية، في الوقت الذي تطارد فيه الأهالي إدارة أملاك الدولة؛ طلبا لسداد حق الانتفاع للأراضي التي أقام أجدادنا عليها البيوت من عشرات السنين.

وأضاف "شديد" أن أملاك الدولة حددت أسعارا جزافية لا تعبرعن الحقيقة أو الواقع، موضحا أن المحافظ الأسبق للمنيا اللواء أحمد ضياء الدين عمل تقديرات بأثر رجعي من عام 2003 إلي العام الحالي، وتطالب أملاك الدولة بالمبالغ دفعة واحدة .


وأوضح "الطاهر" أن القرية محرومة من أغلب الخدمات، وعلي رأسها مياه الشرب التي ترد إلينا بالفناطيس، وبما تحمله من أمراض.

لافتا إلي أن الأهالي تقدموا بالعديد من الشكاوي لتوصيل المياه إلي القرية لكن دون جدوى .

ويقول أحمد رشوان عضو مجلس محلي، "أملاك الدولة" حررت قضايا تبديد للأهالي .

وأضاف "رشوان" أن الأهالي مهددون بالطرد أو الحبس؛ نظرا لأن الغالبية العظمي منهم لا يملكون إلا قوت يومهم، موضحا أنه قبل ثورة يناير حضرت لجنة من الأملاك لتقدير أسعار الأراضي، وتم الاتفاق علي 50 جنيها للمتر.

لافتا إلي أن الأهالي وافقوا وأبدوا استعدادهم للدفع، لكن بعد الثورة تم تشكيل لجنة أخري ورفعت سعر المتر إلي 150 جنيها للمتر الواحد .

وأردف "رشوان" هذا السعر غير عادل لأن القرية تنقصها خدمات كثيرة ومعزولة عن المنيا.

أما مسعود حاتم محمد أحد سكان أبو هدمة فيقول، تطالبني أملاك الدولة بدفع مبلغ 273 جنيها في الوقت الذي لا أستطيع فيه دفع المبلغ مرة واحدة.

لافتا إلي أنه طلب تقسيط المبلغ لكن المسئول رفض وحرر قضية تبديدعن المبلغ المذكور.

ويقول أحمد قاسم عبد الهادي، لا نري مياه الشرب إلا من خلال فناطيس ترسلها لنا شركة المياه.

لافتا إلي أن الأهالي أصابهم العديد من الأمراض جراء نقل المياه بالفناطيس بسبب تلوث المياه من عملية النقل.

وأضاف "قاسم" كل فرد في القرية دق طلمبة حبشية علي عمق 40 مترا في الجبل ، لكن المياه مالحة وتسببت في تكوين الحصوات لدي الأهالي .

ويطالب علاء منصور محافظ المنيا قبل مطاردة الأهالي بطلبات السداد لأملاك الدولة؛ توفيرا لأبسط الحقوق البشرية للمواطن من مياه صحية ووسيلة مواصلات آمنة.

وأضاف علاء أن الغالبية العظمي من سكان أبو هدمة "أجرية باليومية"، والبيوت كلها بالطوب اللبن تتهدم من شدة الأمطار وسرعة الرياح.


ويقول شلقان صديق أبو بكر من أهالي أبو هدمة، القرية معزولة ولا تصلها وسائل مواصلات لاعامة ولا خاصة.

لافتا إلي أن سيارات الإسعاف أو الإطفاء لا تستطيع أن تصل إليها بسبب وعرة الطرق.

وأضاف "شلقامي" أملاك الدولة رفعت قضايا علي أكثر من 50 شخصا في القرية بأثر رجعي دون وجه حق.


وفي بني سويف لا يختلف الأمر كثيرا، بل إن يد الإهمال طالت كل شيء خاصة في قري ونجوع المحافظة التي تعاني الأمرين، من إهمال المسئولين وابتزاز المرشحين المحتملين لعضوية البرلمان القادم بالوعود البراقة التي تذهب أدراج الرياح بمجرد أن يعتلي النائب كرسي البرلمان.

يقول عبد العليم رجب موظف من قرية طباها" التابعة لمحافظة بني سويف، مباني القرية تطفو فوق سطح مياه الخزانات البلدية "الطرنشات" لعدم وجود صرف صحي في القرية.


وأضاف خالد فراج مدرس من أهل القرية، موسم الانتخابات علي الأبواب، وقد تعودنا علي المتاجرة بالأوجاع والأزمات من جانب مرشحي مجلس الشعب والشورى السابقين .


أما عبد العظيم عثمان فيقول الكهرباء تنقطع باستمرار حتى بعد انتهاء تخفيف الأحمال.
لافتا إلي أن عواميد الإنارة تحتاج إلي صيانة، فضلا عن أن المحولات الموجودة بالقرية انتهي العمرالافتراضي لها، وتحتاج إلي إحلال وتجديد.


جدير بالذكر أن الإهمال بشكل عام يضرب قري ونجوع صعيد مصر، وكأن صعيد مصر خارج الخريطة الجغرافية للدولة!


وهل تخلت الدولة عن رعاياها في صعيد مصر؟ أم أنه نتيجة طبيعية لمسلسل الإهمال والتهميش الذي يأبي أن تُكتب نهايته؟