ردا على مدير أمن الفيوم.. وكيل "الشريعة والقانون": الأزهر يحارب الإرهاب قبل أن تواجهه يا سيادة اللواء!

  • 109
صورة أرشيفية

هاجم الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالدقهلية، اللواء الشافعي حسن أبو عامر، مدير أمن الفيوم، لاتهامه الأزهر والمناهج الأزهرية، بالحض على التكفير وعدم قبول الآخر.

وأكد منصور، في تصريحات خاصة لـ"الفتح" أن الأزهر وعلماءه وشيوخه وطلابه من أطهر الناس علما وأخلاقا وسلوكا، ولا يعني وجود بعض النفر المتشددين من الخارجين على حد الوسطية الذي يتسم به جل الأزهريين، أن شباب الأزهر يتسم بالعنف، والخروج عن جادة الصواب. وتاريخ الأزهر وعلماؤه وشيوخه خير شاهد وخير دليل على أنهم من أشد الناس وطنية، وحبا لوطنهم، وفهما لوسطية الدين، وأن الأزهر بعلمائه وشيوخه هو خط الدفاع الأول في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف، ولا يعني وجود بعض الشباب الخارج عن حد الاعتدال أن يصبح الأمر حكما عاما في مواجهة المجموع.

أضاف: "فكر رجال الأزهر المعتدل يقوم على عدم المغالاة في تكفير الآخرين، والنيل منهم، بغير مسوغ يقتضي ذلك، واضعين نصب أعينهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"، موضحا أن الأزهر من خلال علمائه وشيوخه يعمل على نشر ذلك بين طلابه وأبنائه، وكذا في العالمين، وبهذا يقل التعصب والتشدد، بل إن الأمر في الأزهر الشريف في مسألة التكفير منعقد على "أن فعل المكلف إذا حمل على الإيمان من وجه، وحمل على الكفر من تسعة وتسعين وجها؛ حمل فعل المكلف على الإيمان"، وهكذا يعلم الأزهر الدنيا كلها عدم المغالاة في التكفير، وإخراج المسلمين عن الملة بغير وجه، وجعل بعضهم أوصياء ورقباء على قلوب الآخرين.

تابع: "إن المناهج الأزهرية وُجدت قبل ألف عام أو يزيد ولم يكن خطابه أبداً متشدداً، بل كان وسطياً منذ أنشئ وحتي الآن، مبينا أن المناهج الدراسية التي تدرس فيه كانت في الماضي أقوى مما هي عليه الآن، ولم يكن خريجو الأزهر متشددين بل الوسطية هي السمة الدائمة لهم".
أما عن تطوير المناهج بما يواكب متطلبات العصر، فطالب وكيل كلية الشريعة و القانون، بإعادة النظر فيما يدرس لأبنائنا الطلاب كل خمس سنوات وربما أقل، وفقاً للتطور المتسارع الذي نعيشه الآن، والذي يحتاج منا إلى مداومة النظر والتطوير والتنقيح في المدخلات التعليمية حتى يكون الخريج الأزهري على المستوى المنشود والمأمول.

واستطرد قائلا: "إن الأزهر مؤسسة تواجه الإرهاب وتحاربه، وتواجه الغلو والتطرف، قبل أن يواجهه سيادة اللواء، وذلك من خلال الحوارات والمراجعات التي يجريها علماؤه مع كثير من هؤلاء، والتاريخ القريب شاهد على عودة الكثيرين منهم عن طريق العنف، والرجوع إلى طريق الاعتدال، بل والندم على ما فعلوه من قتل وسفك للدماء ، مثلما حدث من مراجعات فكرية في حقبة الثمانينيات والتسعينيات.

تابع: "يواجه الأزهر الإرهاب والتطرف والتكفير من خلال ترسيخ مفهوم التعددية الفكرية والثقافية، وذلك من خلال معرفة الطالب الأزهري بالمدارس الفقهية المختلفة" وأيضا من خلال تعليم الطلاب أن نصوص الشرع في الشأن العملي في جلها ظنية من حيث إما الورود أو الدلالة على الحكم الشرعي، وأنها تقبل الاختلاف بين الفقهاء، دون غضاضة ولا إنكار، ومن خلال ترسيخ مقولة الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

وأوضح منصور، أن الأزهر يواجه الإرهاب والتطرف من خلال العمل على نشر الفكر المعتدل في العالم بأسره، فإذا كان الانحراف الفكري أحد عوامل انتشار الإرهاب، فإن الأزهر يواجه ذلك بنشره للفكر السمح المعتدل الذي هو جوهر الإسلام وحقيقته، التي تتجلى في وسطية سمحة ترد إليها الجانح المفرط، وتدعو إليها في أناة ورفق الشارد النافر، فهي وسط بين طرفي نقيض، كلاهما ينفر منه الناس، لذا قال رب العالمين في وصف هذه الأمة المحمدية: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" والوسط من كل شيء خياره، كما تقول العرب، ومن ثم فتبني الأزهر لهذا الفكر المعتدل ونشره، من أكثر العوامل المواجهة للإرهاب، ذلك أن هذه الأخلاق التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام والتي أمر أصحابة بدعوة الناس إليها.

ووجه وكيل الأزهر، رسالة لمدير أمن الفيوم، وغيره ممن يهاجمون الأزهر، إن الأزهر هو الجهة القادرة على مواجهة كل فكر منحرف، وكل فكر متطرف، والعمل على إضعاف الأزهر ومهاجمته، يؤدي بالقطع إلى تقوية الجماعات الإرهابية التي يتحدث عنها سيادته، وبدلا من أن يشخص الداء جيدا، ويضع العلاج المناسب له، خلط سيادته بين الأمرين.

واختتم قائلا: "إن الفكر المتطرف والمتشدد، الذي يكفر المجتمع، ويصفه وأهله بمجتمع الجاهلية، لن تسكت صوته فوهات المدافع، بأصواتها العالية، ولا أصوات الدبابات بجحافلها، وغير ذلك، وإنما يواجه كل ذلك الفكر المعتدل السمح"، مضيفا "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".

الابلاغ عن خطأ