جدار برلين يصل لـ "المريخ"

  • 135
جدار برلين

في قلب العاصمة برلين مازال هناك جزء بسيط من جدار برلين قائما، ليبقى ذكرى للحرب الباردة، لكن قطعا صغيرة وكبيرة منه أضحت تباع كتذكار وهدايا تُذكر بالفترة التي قسمت العالم إلى شطرين، بعضها أصبح ميدالية للمفاتيح، البعض الآخر ربط بمغناطيس ليعلق على باب الثلاجة، أو وضع على طاولة المكتب أو على جدار المنزل. ففي محل لبيع الهدايا قرب نقطة "تفتيش شارلي" الشهيرة تباع قطع صغيرة ملونة بخمس يوروهات تقريبا، ليرتفع السعر تدريجا حسب حجم القطعة.

فقطع الجدار المباعة يتم التاكد من صحتها عن طريق اختبار من قبل جامعة برلين التقنية، في دار النشر تباع القطعة الصغيرة بسعر 6.90 يورو، فيما يصل سعر القطعة الأكبر إلى 12.90 يورو. أما القطعة الكبيرة التي يصل وزنها إلى 33 كيلوغراما فتباع بسعر 699 يورو.

لا تباع قطع الجدار كهدايا فقط، بل إن الاهتمام بها قد وصل إلى حدائق عالمية. البعض يريد الحصول على قطعة من الجدار يقيمها وسط الحدائق العامة.
وقد جاءت فكرة استغلال بقايا الجدار تجاريا، مباشرة بعد سقوط الجدار، فرجال أعمال من داخل وخارج ألمانيا قد عرضوا على حكومة ألمانيا الديمقراطية شراء بقايا الجدار، و يقول المؤرخ روني هايدرنايش: " قررت قيادة الحزب الشيوعي ملئ خزانتها، من بيع ما كان يطلقون عليه "جدار الحماية من الفاشية". وتم منح شركة ليمنكس للعمل في هدم الجدار واستغلاله.

أما الأموال المحصلة من البيع فيتم استغلالها في نظام الرعاية الصحية، حسبما أعلن رسميا آنذاك، حتى في الغرب بدأ الاهتمام يتصاعد بالجدار، فقد ربح مزاد علني في موناكو من بيع قطع من الجدار مابين 1.8 و 2.2 مليون مارك ألماني ،ومع بداية صيف عام 1990 بدات عملية ازالة الجدار الذي امتد طوله إلى مسافة 155 كيلومترا باستخدام 65 رافعة و175 شاحنة نقل و13 جرافة. بعض الشركات الخاصة رحبت بهدم الجدار لشراء انقاضه واستعماله في بناء الشوارع.

لكن صفقة هدم الجدار وبيعه لم تكن مربحة لقيادة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، فالمبالغ المحصلة من العملية وصلت إلى بضعة ملايين، بينما كلف هدم الجدار حوالي 170 مليون مارك ألماني.

لكن الجدار بقي كرمز لمرحلة مهمة في تاريخ العالم،فخمسة وعشرون عاما مضت والجدار مازال يحمل هذه القيمة. فهناك حوالي 140 نصبا تذكاريا حول العالم تنتصب فيه قطعة من الجدار. اكبر قطعة تنتصب في متحف "النيوزيام" في العاصمة الاميركية واشنطن، بالإضافة إلى أبراج مراقبة أصلية كانت جزءا من الجدار لمدة 28 عاما من عمره.

قطعة منه في حوض سفن مدينة دانتزيغ البولندية، في متحف الحرب الإمبراطوري بلندن. في نيويورك وهاواي، وبوينس آيرس وسيول الكورية، وحتى على سطح المريخ، بناء على اقتراح جيولوجي ألماني، أرسلت قطعة إلى المريخ يصل طولها إلى 85 سنتمترا وتحمل اسم "الجدار المكسور."

الابلاغ عن خطأ