الهند تضغط على باكستان لمحاربة الجماعات الإسلامية المسلحة

  • 104
نواز شريف

فى حادث يعيدنا إلى أجواء أزمة مومباى فى 2008 حين توترت العلاقات بين الجارتين النوويتين،باكستان والهند، بسبب اتهام الأخيرة لباكستان بالوقوف وراء التفجيرات التى ضربت المدينة الهندية وحملتها مسئولية الهجوم، وبدت باكستان حينها فى موقف لا تحسد عليه أمام المجتمع الدولى .
اتهم وزير الداخلية الهندي راجناث سنغ باكستان منذ عدة أيام، بمحاولة زعزعة استقرار الهند من خلال استمرارها في دعم مقاومين يقاتلون ضد الحكومة الهندية لتحرير إقليم كشمير المحتل ذى الأغلبية المسلمة.
و أشار الوزير الى هجوم شنه مسلحون على دورية للجيش في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، مطالباً باكستان بالقضاء على المسلحين الاسلاميين ،ووجه اتهامه للاستخبارات الباكستانية بدعمهم لزعزعة استقرار الهند.
و واصل سلاح الجو الباكستانى غاراته، بعد هذه التصريحات، ضد مواقع المسلحين الإسلاميين بالمناطق القبلية الشمالية فى إطار حربها ضد حركة "طالبان باكستان" .
و قد تسببت هذه الحملة العسكرية التي بدأها الجيش الباكستاني في 15 يونيو بمقتل أكثر من 400 مسلح من حركة طالبان باكستان، ومقتل 100 جندي باكستاني.
و لم ينجح رئيس الوزراء الباكستانى،نواز شريف ، فى إتمام المصالحة التى وعد بالسعى فيها بين حركة طالبان والدولة، بسبب تشدد بعض قادة المؤسسة العسكرية وإصرارهم على الحسم العسكرى فى مواجهة الحركات الإسلامية المسلحة، ويقابل هذا التصلب بتصلب أقوى منه من جانب أطراف فى طالبان وصلت لدرجة الاقتتال الداخلى بين الأجنحة التى تؤيد المصالحة مع الحكومة والتى ترفضها، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة على باكستان لمحاربة حركات الإسلامية عموماً والمسلحة منها على وجه الخصوص.
وكاد شريف أن يشعل حرباً مع الهند خلال فترة ولايته السابقة بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه، بعد نجاح حركات الجهاد الإسلامى فى اقتحام الجزء الهندى من كشمير و السيطرة على أجزاء منه فيما عرف بأزمة كارجيل 1999 والتى تدخل فيها الرئيس الأمريكى حينها، بيل كلينتون لمنع الاصطدام بين الجارتين النوويتين ودفع مشرف لسحب المسلحين إلى الشطر الباكستانى.
ومنذ عهد الرئيس الأسبق برويز مشرف، تخلت باكستان عن دعم الحركات الإسلامية التى تحاول تحرير إقليم كشمير من الاحتلال الهندى، وانخرطت فى الحرب الأمريكية على ما يسمى "الإرهاب" ففقدت حلفاءها الإسلاميين فى كشمير وأفغانستان، ومدت الهند نفوذها فى الأخيرة لمحاصرة باكستان، عدوتها اللدود، التى راهنت على الدعم الأمريكى لها إبان حكم مشرف.