هل تنجح ايران في إنجاز الاتفاق التاريخى؟

  • 109
ايران

شكل اتفاق المجموعة الدولية "5+1" مع إيران فى 24 نوفمبر من العام الماضى نقطة تحول استراتيجى فى العلاقة بين إيران والغرب عموماً لا سيما الولايات المتحدة التى بدأت تنظر لإيران كحليف بدلاً من كونها عدواً أيديولوجياً للغرب، إذ نص الاتفاق لأول مرة على السماح لإيران بشكل مؤقت بالاستمرار فى مشروعها النووى بنسبة تخصيب 5% وهى النسبة التى لا تسمح لها بإنتاج السلاح النووى، مقابل السماح بالتفتيش المفاجئ على مفاعلاتها للتأكد من التزامها بالاتفاق.
وبرغم أهمية الاتفاق إلا أن التحدى الأكبر كان اتفاق الطرفين على أن يتم إنجاز اتفاق دائم يحل المسألة من جذورها خلال 6 أشهر من تاريخ الاتفاق المؤقت وهى المدة التى تم تجاوزها ، فمازالت الاجتماعات تتواصل بين الطرفين دون أن تحرز اى نتيجة تذكر اللهم إلا التوصل لتحديد مواعيد أخرى لاستئناف المباحثات.
فهناك اختلافات جدية بين الطرفين لا تزال عالقة حتى الآن حول عدد من النقاط المحورية، فقد تم تمديد المهلة ستة شهور أخرى ،ثم في مساء يوم 24 نوفمبر المنصرم، وبعد انقضاء المهلة الثانية، تم الإعلان من فيينا عن تمديد مهلة التفاوض بين إيران والدول الست سبعة أشهر جديدة، حتى نهاية شهر يونيو المقبل، أملاً في إدراك هذا الاتفاق، وأعلن الاتحاد الأوروبي تمديد تجميد العقوبات على إيران، وهي العقوبات التي تشمل حظر تمويل الصفقات مع طهران، وحظر الاستثمار في صناعاتها النفطية، وحظر تأمين ناقلاتها النفطية وحظر التجارة مع إيران في مجال الأحجار والمعادن الثمينة.
كما اتفق على الإفراج عن 700 مليون دولار شهرياً من أرصدة إيران المجمدة في الخارج مع فوائدها، ما يتيح لها خلال الشهور السبعة المقبلة استـــرداد نحو خمسة بلايين دولار من تلك الأرصدة.
ويصب ارتباك وسيولة المشهد الإقليمي والدولي، فى صالح إيران حيث تعاني المنطقة اضطرابات شاملة على خلفية تداعيات الربيع العربي والحرب على داعش وغيره، وهو ما يدفع واشنطن إلى الاستعانة بالدور الإيراني في هذا المضمار استناداً لنفوذ إيران السياسي والعسكري بالمنطقة، خصوصاً في سوريا والعراق حيث معاقل تنظيم داعش، و التنظيمات السنية المسلحة، مما يعطى إيران أوراقاً تفاوضية قوية يمكن لها مقايضتها على طاولة المفاوضات.