الازيديون بين أنياب داعش

  • 135
بعض اللاجئين الأيزيديين

ما إن بدأ تنظيم داعش التكفيرى فى التوسع فى غرب العراق حتى بدأ أتباع الديانة الأيزيدية فى تحسس رقابهم هلعا من أن يصيبهم بطش التنظيم، الذى كان معظم ضحاياه من أهل السنة بسبب عدم إقرارهم بالبيعة والخضوع للخليفة المزعوم، أبو بكر البغدادى، مما سبب رعباً متزايداً لدى الأيزيديين دفعهم للفرار من مناطقهم بجبل سنجار بمحافظة نينوى العراقية، إلى إقليم كردستان بشمال البلاد، بدون أى مواجهة تذكر مع داعش الذى وجد المناطق الأيزيدية صيداً سهلاً وغنيمة باردة، بلا قتال.

فمن هم الأيزيديون؟
الأيزيديون هم طائفة دينية يعيش معظمها بالعراق، ويبلغ تعدادهم أكثر من نصف مليون نسمة، وهم يعبدون الأجرام السماوية ، ويرمزون لمعبودهم بالطاووس، ويتوجهون للشمس فى صلواتهم، وهم ينكرون وجود الجن والشيطان، ويعتقدون بتناسخ الأرواح، أى أن روح الميت تنتقل عند وفاته إلى طفل حديث الولادة لتستقر بجسده.

ويحج الايزيديون مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل إلى منطقة لالش بمحافظة نينوى العراقية، حيث قبر عدى بن مسافر شيخ الطائفة، وهو المعبد الديني الوحيد للديانة الايزيدية، حيث يستمر الحج سبعة أيام فى العام.

وينقسم المجتمع الأيزيدى إلى أكثر من طبقة دينية ،ويحرم على أبناء طبقة ما أن يتزوجوا من أبناء الطبقة الأخرى.

وينسب للأيزيديين كتابان مقدسان عندهم هما"كتاب الجلوة" و "مصحف رش" يتكون الأول من 3 صفحات والثانى من 7 صفحات، إلا أن النسخ الأصلية للكتابين قد ضاعت ولم يعثر عليها أحد حتى الآن.

وكما هو الحال مع ديانات الأقليات الأخرى في المنطقة، كالدروز والعلويين، لا يعتنق ديانة الإيزيدية إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك.

وبسبب معتقداتهم غير المألوفة، غالبا ما يعرفون بأنهم "عبدة الشيطان"، ويعيشون منعزلين في مجتمعات صغيرة في شمال غرب العراق، وشمال غرب سوريا، و جنوب غرب تركيا.
سوق النخاسة

و استطاع تنظيم داعش خطف عدد كبير من النساء الأيزيديات بعد قتل الرجال فى القرى التى سيطر عليها، وقام ببيعهن كجوارى فى سوق أقامه لهذا الغرض، وأعلن قائمة أسعار لبيع النساء والفتيات، مما ساهم فى تسليط الاهتمام الدولى على معاناة الأيزيديين بالعراق.

ويعانى الكثير منهم أوضاعا غاية فى القسوة مع قدوم الشتاء وهم بلا مأوى فى ظروف مناخية لم يعتادوا عليها قبل ذلك فى مناطق الأكراد الباردة.
واعتبر الاتحاد الاوربي في مشروع قرار أن جرائم داعش ضد الايزيديين هي جرائم ضد الانسانية وينبغي ملاحقة القتلة، ودعا القرار بغداد الى الانضمام لاتفاقية دولية لملاحقة المجرمين في العراق.

وأشار القرار الى قتل 3133 من ابناء الديانة الايزيدية ومنهم 2305 من خلال الخطف و412 طفل، و ان عدد المخطوفات يتراوح ما بين 5000 الى 7000 الاف وتم جمعهن في خمسة مراكز بمدينة تلعفر.

وتخوض القوات العراقية معارك طاحنة ضد تنظيم داعش، إلا أنه لم يستطع حسم المعارك معها على الأرض حتى الآن، وبالرغم من استهداف طائرات التحالف الدولى لأماكن وجود التنظيم بالعراق بشكل يومى ومكثف إلا أن قادة التحالف يعلنون عن طول أمد المعركة، ويؤكدون صعوبة مواجهة داعش الذى يظل عامل الوقت فى صالحه، فهو يكتسب أنصارا جددا باستمرار ليجعل منهم وقودا لمعاركه التى لا تتوقف.