عاجل

أحلام الشباب في الحصول على فرصة عمل تتحول إلى كوابيس.. الشباب: الواسطة أولا.. والمؤهلات العليا ليس لها قيمة

  • 127
زيادة أعدد العاطلين، وانعدام فرص العمل؛ كانت الشرارة التي أشعلت نار الاحتجاجات والثورات التي مرت بها

ارتفاع الطلب على الهجرة والسفر للخارج
الخبراء: مخرجات التعليم لا تناسب سوق العمل

زيادة أعدد العاطلين، وانعدام فرص العمل؛ كانت الشرارة التي أشعلت نار الاحتجاجات والثورات التي مرت بها مصر في المرحلة السابقة، ورغم قيام أكثر من ثورة بمصر، إلا أن شيئا لم يتغير، بل سجلت آخر إحصائيات ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل.. وفي هذا التقرير نرصد مشكلة البطالة مع محاولة وضع بعض الحلول لها.

في البداية يقول رمضان حادي، حاصل على ليسانس آداب ولا يعمل: لا أجد في سوق العمل المصري ما يتناسب مع مؤهلي. لافتا إلى أنه وغيره الكثير من الشباب يبحثون عن فرصة عمل ولا يجدونها، في الوقت الذي يحصل فيه مَنْ له واسطة على أفضل الوظائف.

أما بلال محمود بدون مؤهل فيقول: أعمل في المعمار وشغل الخرسانة، وقد تأثرت أعمال المقاولات مؤخرًا نظرًا للظروف التي تمر بها مصر عمومًا.

وأضاف محمود، بعدما كان يعمل طوال أيام الأسبوع لا يعمل سوى يومين أو ثلاثة بالأكثر أسبوعيًا، وبأجر يومي 50 جنيهًا، ولديه أربع أولاد في مراحل تعليم مختلفة.

وقال أشرف عبد المعبود: أنا حاصل على ماجستير في القانون، ورغم ذلك لم يحالفني الحظ في الحصول على وظيفة تتناسب مع مؤهلي.

وأضاف عبد المعبود أن الشهادات في مصر أصبحت لا تمثل قيمة لصاحبها أو للمجتمع، منوهًا بأن الأموال تشتري أرفع الدرجات العلمية، أما الشهادات العليا وحدها لا تستطيع أن توفر لصاحبها فرصة عمل مناسبة.

أما يسري عبد السلام فيقول: أبحث عن فرصة عمل خارج البلاد، لافتا إلى أنه ذهب إلى مكتب سفريات طلب منه 18000 جنيه ثمن عقد عمل بالكويت لكي يعمل فرد أمن أو مندوب مبيعات.

وأضاف عبد السلام أن المصريين يعاملون أسوأ معاملة بالخارج، منوهًا إلى أن مَنْ يسافر إلي الخارج مضطر أن يتحمل لعدم وجود بديل في بلاده.

أما عيد حسين فيقول: أنا حاصل على مؤهل عالٍ، وعندما فكرت في السفر اشترط علي صاحب شركة السفريات أن أغيَّر المهنة في البطاقة وفي جواز السفر من حاصل على بكالوريوس تربية إلى عامل أو بدون مؤهل لأن الفيزا لعامل.

مستنكرًا ما وصل إليه حال المتعلمين في مصر، الذين وصل بهم الحال إلى أن يستغنوا عن مؤهلاتهم التي ذاقوا الأمرين في الحصول عليها.

وتساءل حسين: إذا كانت الدولة لا تعترف بالمؤهلات العليا فلماذا كانت الجامعات والمحاضرات والتعب لسنوات للحصول على الدرجة العلمية؟!

ومن جانبه، يقول قطب الجمال صاحب مكتب سفريات: إن الطلب على السفر للخارج قد ازداد في الفترة الأخيرة بسبب انعدام فرص العمل بالداخل. واصفًا أصحاب الأعمال في الخارج بمصاصي الدماء، موضحًا أن أسعار عقود العمل قد ارتفعت كثيرًا في الآونة الأخيرة لزيادة الطلب عليها.

وأضاف الجمال أن أغلب المهن المطلوبة تتطلب الحصول على قدر كبير من الخبرة في مجال الصنعة، لافتا إلي أنه لديه طلبات لصنايعية في مختلف المهن والحرف، لكن الخبرة والكفاءة غير متوفرة.

وفي السياق ذاته، أكد أحمد رزق الله خبير في التنمية البشرية، أن سوق العمل في مصر به خلل، لافتا إلي ضرورة ربط سوق العمل بمخرجات التعليم في الوقت الذي تُخرِّج الجامعات والمدارس أعدادًا هائلة من الخريجين، لكنهم غير مؤهلين لسوق العمل.

وطالب رزق الله الحكومة بعمل مراكز تدريب على مستوى الجمهورية في مختلف المهن والحرف لإعداد كوادر بشرية محترفة تستطيع أن تتواكب مع سوق العمل.

فيما يرى الدكتور محمد دياب الخبير الاقتصادي، أن البطالة آفة من الآفات التي تؤثر علي التقدم والتنمية، موضحًا أن عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات دفعت رأس المال إلى عدم التوسع في الاستثمار.

لافتا إلى أن البطالة عدة أنواع، منها عدم الحصول على فرصة عمل أصلا، ومنها البطالة المقنعة التي تتمثل في موظف الحكومة الذي لا يعمل، ومنها تخصصات نادرة تسبب البطالة.

وأشار دياب إلى أنه يجب على الحكومة الوعي بأن قضية البطالة من القضايا التي تتأثر مباشرة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية؛ لذلك تحتاج إلى النظرة الشاملة لكل محاورها، ودراسة العلاقات السببية بينها وبين المشاكل الأخرى.