زعيم الاخوان المسلمين بتونس: تخلينا عن الشريعة الإسلامية في الدستور لأننا وسطيّون

  • 112
راشد الغنوشى

قال زعيم حركة النهضة «جماعة الإخوان المسلمين في تونس»، راشد الغنوشي، إن الحركة لم تتقدم بمرشح فى انتخابات الرئاسة لأن موازين القوى الداخلية والخارجية لم تكن تسمح بذلك، لافتاً إلى تفضيله الانتقال من السلطة إلى المعارضة على الانتقال من السلطة إلى السجن!.

وفي حوار مع صحيفة الخبر الجزائرية، تحدث «الغنوشي» عن رفض الحركة ترشيح أحد قياداتها للرئاسة، قائلاً : « أنا مقتنع تماماً أننا لو رشحنا نهضوياً لما وصلت تونس إلى هذا اليوم، ولما وصلنا إلى الانتخابات، ميزان القوى لا يسمح بأن تقدم النهضة مرشحاً عنها، موازين القوى لا تتحدد بالعدد، وإنما تتحدد بجملة المعطيات الداخلية والخارجية؛ ومعنى ذلك أننا لو تقدمنا إلى هذا المنصب سينهار المسار «الديمقراطي» بـ” انقلاب، أو إرهاب، أو اغتيالات، أو فوضى عارمة”، كل عمل لا تبرره موازين القوى لا يتم».

واستطرد قائلا: «نحن اعتبرنا بغيرنا وبهذه التجارب، وتونس والديمقراطية أغلى علينا من النهضة، أنا ليس لى مشكل في أن انتقل من السلطة إلى المعارضة، لكن لا أحب أن انتقل من السلطة إلى السجن، أو من السلطة للمهجر، هذا لا يسمى انتقالا». الغنوشي غير خائف من عودة النظام السابق لكن خشيته من “الإرهاب”!!

وردًا على سؤال حول مخاوف البعض من عودة النظام القديم فى تونس، إثر فوز نداء تونس بالانتخابات التشريعية والرئاسية، قال «الغنوشي»: «أنا لا أشاطر هذه المخاوف، لكني لا اتهم من يشيعها فى نيته، رغم أن هذا التخويف استخدم فى سياق المعركة الانتخابية».

وأضاف: «أنا لست متخوفاً من عودة النظام القديم، لأنى مقتنع أن الثورة فى تونس حصلت، وأن هذه الثورة أسقطت النظام القديم وأصنامه »، متابعا « نحن دخلنا عصرًا جديداً للحريات، وهذا لا يعنى أننا لسنا مهددين، نحن مهددون بالفوضى وبسقوط هيبة الدولة، فإمكانية الفوضى، وإردة فى تونس مع وجود خطر الإرهاب».

وقال إن «السبسى»، الرئيس المنتخب للبلاد، «قاد تونس فى ظرف صعب (إبان توليه الحكومة) وإلى أول انتخابات تعددية للمجلس التأسيسى، وسلم السلطة بشكل ديمقراطى».

وتابع: «لدى ثقة فى أن الباجى قايد السبسى، سيتجنب أن يعطى هذه الصورة (تغول الحزب الواحد)، وتقديرى أنه سيتصرف بحكمة، ولا أعتقد أن النداء سيمارس التغول، رغم أن الديمقراطية تسمح له بذلك باعتبار أن الشعب أعطاه ذلك بمنطق الانتخابات، لكن بالمنطق الواقعى نحن بصدد ديمقراطية ناشئة، ومنطق 51% لا يساعد على الحكم لطرف وحده، وأنا أتوقع من النداء أن يحرص على توزيع المناصب الكبرى من خلال المشاركة مع أطراف أخرى».

ولفت إلى أن حزبه « سيتعاطى بإيجابية » إذا دعاه حزب نداء تونس إلى المشاركة فى الحكومة الجديدة.

الغنوشي: تخلينا عن الشريعة في الدستور!
وعن حزبه، قال الغنوشي : « نحن تخلينا عن قانون تحصين الثورة وتخلينا عن الفصل 167 من القانون الانتخابي الذي يقصي التجمعيين من الترشح، وتخلينا عن عامل السن الذى يقصى السبسى، وعن الشريعة فى الدستور، كل ذلك جعل من النهضة حزباً وسطياً ورسخ فكرة الاعتدال».