عاجل
  • الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • "الفتح" تشخص أوجاع الثروة الحيوانية بمصر.. والمربون: مافيا الاستيراد تقضي علي المنتج المحلي.. والرقابة البيطرية غائبة

"الفتح" تشخص أوجاع الثروة الحيوانية بمصر.. والمربون: مافيا الاستيراد تقضي علي المنتج المحلي.. والرقابة البيطرية غائبة

  • 117
صورة أرشيفية

"الفتح" تشخص أوجاع الثروة الحيوانية بمصر
ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار الأوبئة أهم الأمراض
المربون: مافيا الاستيراد تقضي علي المنتج المحلي.. والرقابة البيطرية غائبة
الخبراء يطالبون بمنع ذبح الإناث ووضع جدول زمني للنهوض بالإنتاج


يعتبر الإنتاج الحيواني من الأعمدة الرئيسية التي يعتمدعليها الفلاح المصري بصفة خاصة، ومن الركائزالأساسية في دعم النشاط الاقتصادي عموما، في ظل ارتفاع أسعاراللحوم وزيادة الطلب علي الاستيراد الخارجي.

وفي الفترة الأخيرة تتعرض الثروة الحيوانية لعدة مشاكل ومعوقات، وفي هذا التقرير نستعرض ونلقي الضوء علي المشكلة والحلول الممكنة لها.


في البداية يقول محمود إبراهيم مربي مواشي: إن أسعار الأعلاف ارتفعت في الفترة الأخيرة إلي أكثر من 30%، موضحا أن تكلفة التربية للمواشي ازدادت عموما.

لافتا إلي أن المربي يعاني من مشاكل كثيرة منها ارتفاع أسعارالمواشي في الأسواق، فضلا عن أن السلالات الموجودة حاليا في مصر أصبحت لا تتحمل الأمراض والأوبئة.

أما عبد العاطي فرج مزارع، فيري أن الأوبئة والأمراض انتشرت بصورة كبيرة؛ مما أدي إلي هلاك العديد من رؤس الماشية.

وأضاف عبد العاطي أن الكثير من المربين قد هجروا تربية المواشي، فمنهم من اتجه إلي تربية الدواجن، وبعضهم امتنع تماما عن التربية بسبب سوء الأحوال وعدم تحقيق ربح.

وأوضح فرج: أن هناك إهمالا شديدا من جانب الوحدة البيطرية التي لا توفر اللقاحات والأمصال للوقاية من الأمراض المعدية، وتفعيل دور الوقاية قبل العلاج.

وطالب جابر فرغلي مزارع، الحكومة بتوفير مساحات كبيرة من الأراضي للاستصلاح الزراعي؛ حتي يستطيع المربون التوسع في تربية المواشي.

وأضاف فرغلي: أن أسعار العلف الأخضر تصاعدت بسبب تآكل معظم الأراضي الزراعية واتجاه الكثير من الفلاحين إلي زراعة الخضر والفاكهة؛ مما رفع أسعار العلف الأخضر.

ومن جانبه، يقول مسعود عبد الحليم، رئيس جمعية لتنمية الثروة الحيوانية، إن الثروة الحيوانية في مصر معرضة لكارثة، موضحا أن أعداد المواشي تتناقص يوما بعد يوم.

وأضاف عبد الحليم، أن ذبح الإناث السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواشي وسوء حالتها الصحية، بالإضافة لضعف تركيبها الوراثي، وسوء حالتها الغذائية.

لافتا إلي أن ذلك أمر يشكل خطورة كبيرة على تنمية الثروة الحيوانية؛ لأنه يؤدي إلى نقص في الإنتاج، وبالتالي نقص في السلالات.

وأوضح مسعود أن هناك مافيا لاستيراد اللحوم والمواشي الحية من الخارج، لا تريد للثروة الحيوانية في مصرأن تتعافي؛ لأن ذلك يتعارض مع مصالحهم.

ونوة إلي أن الشحنات المستوردة من الحيوانات الحية كانت سببا رئيسيا في نقل الأمراض والأوبئة، فضلا عن أن اللحوم المستوردة لا تتمتع بنفس جودة اللحوم البلدية بسبب سوء المراعي الخارجية.


ومن جانبه، أكد د. سليم الو رداني الخبير بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن الإكثار من الأعلاف الشتوية ذات الإنتاجية العالية، مثل بنجر العلف الذي ينتج أكثر من مئات الأطنان من الأعلاف في فترة انتهاء البرسيم الشتوي، وبداية العلف الصيفي- يحل مشكلة تناقص الأعلاف في هذه الفترة.

وشدد الورداني علي ضرورة استحداث أصناف من الأعلاف ذات إنتاجية عالية، واستبدال الأعلاف التقليدية مرتفعة التكاليف.

وأضاف سليم أن عدم تنظيم عمليات الذبح من المشكلات الخطيرة، ويعد ذلك بمثابة إعدام للثروة الحيوانية؛ لافتا إلي أن الذبح لا يتم تحت رقابةٍ، كما أن عدم وجود رقابة حازمة على الحيوانات التي يتم استيرادها من الخارج - التي قد تكون حاملة لبعض الأمراض- يمكن أن تنقلها للسلالات المحلية.

وطالب الخبيرالاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة محمد عمر، بضرورة تقنين عمليات الاستيراد، لافتا إلي أن فتح الباب علي مصراعيه للاستيراد يقضي علي نشاط التربية الحيوانية في مصر.

وطالب "عمر" بوضع جدول زمني للنهوض بالإنتاج الحيواني، مع إحياء مشروع تربية "البتلو"، وإحكام الرقابة علي المجازر والمحلات التي تذبح خارج المجازر المرخصة.

وشدد علي أنه يجب علي الحكومة التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية، ودعم الإقراض للشباب، والتشجيع علي تربية المواشي لأنها ثروة قومية يجب علي الجميع الحفاظ عليها وتنميتها.