سوريا مأساة حقيقية تعيش بين إجرام الطاغية وإرهاب داعش

  • 102
صورة أرشيفية

غاب العرب عن المشهد فتوغلت الإمبراطورية الفارسية لتعيد أمجادها على جثامين أهل السنة
عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: أزمة سوريا هي معركة عالمية راح ضحيتها الشعب السوري

تمر الأيام ومعاناة الشعب السوري تزداد يومًا بعد يوم، فهم بين ناري مجرمي داعش ومافيا الأسد فقد وصلت لعبة حافظ الأسد إلى نهايتها المنطقية، وها هي سوريا الأسد تتلاشى وتتحول إلى محمية إيرانية، وإلى ساحة صراع إقليمي وحشي،وكما ذكر الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مؤتمر مكافحة الإرهاب في واشنطن وأمام الملأ بأن سياسات المالكي الطائفية في العراق وقسوة وإجرام نظام بشار الأسد ساهمت في خلق داعش وتقويتها.
فمنذ بدء الانتفاضة السورية من أجل الحرية والكرامة وإجرام بشار يزداد يوما بعد يوم.
الثورة التي حولتها قسوة وإجرام نظام مافيا الأسد إلى ثورة مسلحة، والتي تحولت بفضل بلادة السياسة الأمريكية ورغبة الكيان الصهيوني في جعلها مستنقع لإغراق إيران وحزب الله فيه واستنزافهما، إضافة لطبيعة نظام الملالي في إيران الأوتوقراطية التي تأسست على أيديولوجيا شيعية متطرفة والتي أنشأت فروع مسلحة لها في كل من لبنان والعراق.
تلك الثورة التي تحولت بسبب كل تلك الأسباب إلى حرب طائفية أوجدت تربة خصبة لنمو الأفكار الداعشية والقاعدية.
فلم يكن هناك لا داعش ولا نصرة ولا قاعدة قبل بدء القصف الوحشي للتجمعات المدنية السورية من قبل طائرات وصواريخ طاغية دمشق، وقبل التدخل العسكري من قبل مليشيات إيران في لبنان أولًا ثم شبيهاتها في العراق، ولم يكن هناك داعش في العراق قبل سياسات المالكي المدعوم إيرانيًا، والهادفة إلى تحويل العراق بجيشه ومقدراته إلى مليشيا أخرى شبيهة لحزب الله تقوم على تنفيذ الأيديولوجيا المذهبية لملالي إيران كل هذه الوقائع تثبت أن السبب الأهم لنشوء هذا التنظيم الظلامي الدموي هو إجرام نظام الأسد.
وهناك أسباب أخري جشع إيران ورغبتها في السيطرة على المنطقة واستعادة الأحلام الإمبراطورية الفارسية والافتقار إلى محور عربي قادر على موازنة الأدوار غير العربية المؤثرة على الساحة السورية ( الإسرائيلية والإيرانية والتركية والتي يعمل كل منها وكلِّ على طريقته لخدمة مصالحه بعيدًا عن مصلحة الشعب السوري وطموحاته المشروعة) بحيث يعطي السوريين أملاً بالتخلص من قسوة وظلم عصابة الأسد، والهيمنة الإيرانية دون الوقوع في براثن التنظيمات الظلامية المتطرفة.
وفي تصريح خاص للفتح قال الدكتورأحمد شكري عضو مجلس شورى الدعوة السلفية ومسؤل الدعوة السلفية بمحافظة الجيزة، إن بشار الأسد يستمد قوته من الدعم الخارجي، ولولاه لما استمر في الصمود في مواجهة الشعب السوري.
وتابع لولا تواطؤ المجتمع الدولي لما استطاعت داعش أن تقوم بكل ما قامت به من جرائم في حق الشعب السوري.
وأكد شكري، أن مشكلة سوريا هي معركة عالمية راح ضحيتها الشعب السوري الذي أراد أن يقاوم الظلم والطغيان، متمنيا زوال الكرب عن الشعب السوري الحبيب.
في المقابل يقوم تنظيم داعش بأفظع الجرائم في سوريا مستبيحًا تكفير المسلمين وقتلهم كما اشتعلت اشتباكات واسعة بين داعش وكافة الفصائل والتشكيلات السورية المقاتلة نتيجة تصرفاتهم الهمجية من قتل وتعذيب بغير وجه حق.
ويتبادر هنا للمتابع عدة أسئلة، وهي لماذا لا تزحف داعش إلى دمشق بدل أن تستهدف قرى كردية وسنية؟ لماذا لا تقاتل داعش جيش الأسد بدلًا من أن تقاتل الجيش السوري الحر وفصائل المجاهدين؟ لماذا لا تسقط البراميل المتفجرة على داعش؟ بدلًا من سقوطها على المدنيين؟ ونقطة أخيرة هل تجرؤ داعش أن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل؟ وهذا السؤال ينطبق أيضًا على النظام السوري.
بل كيف يقف تنظيم مثل داعش في مواجهة تحالف إقليمي ودولي تتزعمه وتنسقه الولايات المتحدة ولم يقضِ عليه حتى الأن؟
كل هذه الأسئلة تثير الشكوك وبقوة حول علاقة داعش بأمريكا وحلفائها وتبحث عن إجابة محددة.

ولذلك يتحتم علي الدول العربية السعي لتكوين محور عربي قادر على الوقوف بوجه الأطماع الإقليمية لإيران وتركيا في المنطقة والذي يظهر بأوضح صوره في الصراع القائم الآن للهيمنة على سوريا، لأن سوريا وفي حال غياب هذا المحور لن تكون آخر الضحايا.