كِلمتين ونُص :: نظرية العربية الشاهين

  • 239

فارق كبير بين شخصين..
الأول: عندما أراد أن يشتري سيارة شاهين أخذ يقرأ كل ما كتب عن هذه السيارة، تاريخ صنعها، مسيرتها الصناعية، ما تم عليها من تعديلات، تصميماتها، نقاط ضعفها وكيفية التغلب عليها، تكلفة وأنواع وأماكن بيع قطع غيارها، وغير ذلك من المعلومات التي تتعلق بالسيارة، بالإضافة إلى سؤال أهل الخبرة بهذه السيارة عن كل ما يتعلق بها من تفاصيل دقيقة تخفى عن أغلب الناس. والثاني: عندما أراد أن يشتري سيارة شاهين ذهب ليشتريها لأنها ماركة مشهورة لديه ومنتشرة في بلده ومتوفرة لدى بائعي السيارات.

إن رد فعل الاثنين سيختلف تماما إذا ما قابلا شخصا قال لهما: لا أنصحكم بشراء الشاهين فإن بها عيب كبير وهو أن أزرار التحكم في الدائرة الكهربية كثيرة جدا وفي أماكن غير متوقعة وخاصة زر الإنارة الليلية الرئيسي الذي يستغرق وقت للعثور عليه، فهو أسفل يسار التابلوه أعلى قدمك اليسرى بحيث يصبح الوصول إليه صعبا وسخيفا ومملا كما يقع زر الانتظار المهم من أجل السلامة بجواره تماما ومميزا باللون الأحمر!!

إن رد فعل الأول سيكون قوله: يبدو أنك لا تعرف الكثير عن الشاهين يا صديقي!! ففي الشاهين القديمة موديلات ما قبل 2003 كانت الأزرار الكهربائية موضوعة في الناحية الشمال فعلا، لكن الوصول إليها كان سهلا للغاية, ومن بعد 2003 تم تعديلها فأصبحت موضوعة كلها في منتصف التابلوه وزر الانتظار أصبح أكبر وأكثر ظهورا. بينما سيكون رد فعل الثاني الشك والتردد وربما الانصراف بالكلية عن فكرة شراء السيارة!

ستجد من أبناء الصحوة من طلب العلم وتدارسه ودرّسه، ولم ينقطع عن الطلب ولازال ينهل من معين الوحي، وستجد منهم من حضر بعض مجالس العلم واستنشق بعض عبير الوحي بحكم انتظامه في المسجد ولكنه غير منتظم في الطلب، وستجد منهم من لم يسمع عن طلب العلم أصلا، وما هو إلا محب لأبناء الصحوة الإسلامية ومحب للتواجد معهم في كل الأنشطة الدعوية. وعند نزول النازلة أو وجود الفتنة أو ورود الشبهة فإن تعامل هذه النماذج مع ما يحدث يتفاوت ويختلف تماما، والركيزة الأساسية التي تعتمد عليها ردود أفعالهم وقتها هي العلم، (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

فارق كبير بين من إذا وردت عليه الشبهة فتن، وبين ثان إذا وردت عليه الشبهة احتار وتلجلج واستشعر الهزيمة النفسية وغرق في (شبر مية)، وبين ثالث إذا وردت عليه الشبهة وجد فيما عنده من العلم جوابا لها وردا عليها وتفنيدا لما تحمله من باطل.

الكلمتين:
قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا). وقال قتادة بن دعامة رحمه الله وهو أحد التابعين وقد عاصر فتنة من الفتن : قد رأينا والله أقواما يسارعون إلى الفتن وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت الفتن إذا الذين أمسكوا أطيب نفسا وأثلج صدورا، وأخف ظهورا من الذين أسرعوا إليها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله، لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير.

النص:
اجعلها حلقة في أذنك: دعوتنا دعوة علمية.