حول خصوصية المباهلة

  • 221

هل المباهلة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ أو خاصة بمباهلة أهل الكفر فقط؟

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله و لم يرجعوا بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة و قد أمر الله سبحانه بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم و لم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك . و دعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس من أنكر عليه بعض مسائل الفروع و لم يُنكر عليه الصحابة و دعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين و لم يُنكَر عليه ذلك و هذا من تمام الحجة.) وانظر مقدمة النونية له.

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان والأوزاعي في مسألة رفع اليدين، وغيرهما من أهل العلم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم.) (الرسائل الشخصية).

وقال صديق حسن خان: (والمباهلة جائزة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر مهم شرعاً وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بها، وقد باهل بعض السلف كالحافظ ابن القيم في مسألة صفات الباري والحافظ ابن حجر وغيرهما جماعة من المقلدة فلم يقوموا بها وانهزموا ولله الحمد، ومن منع منها الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصب ولم يأت بدليل وكأنه جاهل بمسائل الدين).

وسئلت اللجنة الدائمة هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ وإن لم تكن كذلك، فهل هي خاصة مع النصارى؟
فأجابت: (ليست المباهلة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم مع النصارى، بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم؛ لأن الأصل في التشريع العموم، وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم في طلبه المباهلة من نصارى نجران فهذه جزئية تطبيقية لمعنى الآية لا تدل على حصر الحكم فيها)( ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (1/4/203-204)).

وقد طلب المباهلة من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين كثير؛ منهم: الأوزاعي، وابن تيمية، وابن قيم الجوزية، وابن حجر، ومحمد بن عبدالوهاب، وصديق حسن خان. هذا مختصر كلام أهل العلم.

ليس للمباهلة صيغة معينة عند أهل السنة والجماعة فهي تقال بأية صيغة، حيث يدعو المتلاعنين بالدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب فيهما.