مصر وأخواتها

  • 156

نجح المؤتمر الاقتصادي الذي أعدَّته مصر لتدعيم حاضرها وتنمية مستقبلها، ولقد كان لهذا النجاح الكبير مقوِّمات كثيرة ومتعددة، سأكتفي بالإشارة إلى 3 منها؛ أوَّلها تلك المظاهرة العظيمة فى حب مصر بقيادة الأشقاء الثلاثة السعودية والإمارات والكويت، لقد كانت بحق مظاهرة حب أبهرت العالم كله، وغيَّرت مواقف العديد من الدول حين شاهدوا ممثلي الدول الثلاثة وهم يعلنون بوضوح أمام الدنيا كلها، أنه لا وجود للعالم العربي بغير مصر الشقيقية الكبرى، التي ساعدت الجميع، وعلَّمت الجميع، كما يشهد التاريخ بذلك، لقد أعلنت الدول الثلاثة بوضوح  أنهم أبدًا لن يسمحوا بسقوط مصر، بل إذا تألَّمت مصر تألموا لها وهبُّوا لنجبتها. إن المصريين المحبين لبلدهم لن ينسوا كلمة أمير الكويت، ولا كلمة ولي العهد السعودي، أما عن كلمة وممثل الإمارات، والتي صاغها بعناية شديدة فحدِّث ولا حرج، كلمة صيغت لتؤتي ثمارها، وقد تحقق المطلوب منها على الفور، حيث تأثَّرت القلوب الـمُحِبَّة، ودمعت لها عيون كل مصري عاشق لبلده، وقد صاحَب ذلك يقين لا شك فيه، وتسائل الجميع كيف تسقط مصر ومِن ورائها هؤلاء الاشقاء المحبين لها الخائفين عليها؟ لقد كانت بحق الدقائق الأولى للمؤتمر هي المفاجأة، هي البلسم الذي سقط على القلوب الملتهبة، فهدَّأ من نفسها وطمئنها ومنحها رسالة كبيرة مُلخصة، هي أن المؤتمر قد نجح قبل أن يبدأ، وعلى العالم كله أن يدرك أن مصر ليست وحدها، بل يقف من خلفها أشقاء يشكلون أهم وأعظم عوامل نجاح مصر وبقائها شامخة، ولقد كان موقف أخوات مصر بمثابة رسالة منحت الثقة لكل مستثمر، سواء أكان دولة، أو كان  رجل أعمال. تلك الرسالة التي نطقت بلسان الحال والمقال أن استثمروا فى مصر ولا تخافوا؛ فإنها ليست لوحدها، بل من ورائها اشقائها الحريصون عليها، الذين لن يسمحوا إلا بنجاحها فى مسارتها، ووقوفها على قدميها بإذن الله.
 
أما المقوِّم  الثاني من مقومات النجاح، فهو ذلك المظهر غير التقليدي الذي ظهر عليه رئيس مصر، والذي تلخص في حماس شديد، ووعي كبير، وإلمام غير عادي بما تحتاج إليه مصر لتنهض، وبالدور المطلوب من كل مستثمر حاضر، دولة كان أو رجل أعمال حتى يتم تلبية تلك الاحتياجات، ولا يمكن أن ينسَ أحدٌ لغة الخطاب التي تحدث بها رئيس مصر، والتي تركت أثَرًا كبيرًا في نفوس المستمعين، كما لا يمكن أن ينسَ أحد أن نجاح رئيس مصر في قيادة المؤتمر سبقه نجاح كبير في حصوله على ثقة العالم كله، من خلال تلك الجولات التي زار فيها دول كثيرة من المشرق والمغرب ومن الشمال والجنوب.
 
أما المقوِّم  الثالث من مقومات النجاح فهو حكومة مصر التي يرؤسها رجل متواضع كفء يعمل ليلًا ونهارًا من أجل أن ينجح، ومن أجل أن تنجح مصر، ولقد سنَّ هذا الرجل لوزراته سُنَّة حسنة، وهي ضرورة الخروج المستمر من المكاتب  إلى الشوارع والميادين؛ للتعرُّف على مشاكل المواطنين، ووضع الحلول  المناسبة لهم، ولابد من الاعتراف أن هذا الرجل قد اختار مجموعة من الوزراء على درجة كبيرة من الفهم ومن الأداء المتميز، كل وزير يعلم جيدًا الدور المطلوب منه، والجميع يعمل في تناغم واضح شرَّف مصر أمام العالم أجمع، والله المستعان.