وقفات في التعامل مع القتلة

  • 149

إن ما حدث في الأيام القليلة الماضية مِن اغتيال النائب العام المصري، ثم أعقبه ذلك الاعتداء الآثم والمنظم والمخطط له على كمائن قواتنا المسلحة الباسلة، والذي راح ضحيته عدد منهم نحتسبهم جميعًا مِن الشهداء، ولنا مع هذه الأحداث الأليمة عدة وقفات ينبغي الإشارة إليها والتذكير بها على الدوام، من بينها: التأكيد على حقيقة أن الإرهابيين القتلة لا يعملون وحدهم، بل يقف خلفهم دول بأكملها بأسلحتها وأموالها ومعلوماتها وأجهزة مخابراتها، والأهداف مِن وراء ذلك متعددة وواضحة، أهمها زعزعة الاستقرار في مصر، والتأثير على معنويات جيشها وبالتالي على شعبها، ووضع مصر في حالة لا تمكنها مِن المضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها التنموية المعلنة للجميع، ومِن بين الوقفات المستخلصة مِن تلك الأحداث: ضرورة أن يتأكد الجميع أن مصر في حالة حرب على الإرهاب، وهذا -مِن وجهة نظرنا- يقتضي أن يأخذ الجميع الأمر بجدية كاملة، فلم يعد هناك وقت لأجهزة الإعلام لإشغال الشعب بالتفاهات مِن الأمور، وعلى رأسها هذا الكم الهائل مِن المسلسلات والبرامج التافهة التي تأخذ الناس بدلًا مِن أن يعيشوا في حالة تعبئة عامة خلف جيشهم الباسل وتضعهم في حالة استرخاء وأريحية لا تعبر عن الواقع الذي يحدث في مصر، ومن بين تلك الوقفات أيضًا: ضرورة وضع خطة كاملة يشترك فيها علماء الأزهر والأوقاف ومعهم الجمعيات الوسطية الرافضة للعنف كالدعوة السلفية، وذلك لمقاومة هذا الفكر التكفيري المنحرف ووضع آليات تنفيذ تلك الخطة وتدريب الدعاة في كل مكان على التصدي لهذا الفكر المنحرف وإعداد الناس لفهمه والتصدي له، ومِن بين تلك الوقفات أيضًا: ضرورة تكوين جبهة شعبية متماسكة تقف خلف جيشها وأمنها خلال تلك الحرب التي لا هودة فيها مع الإرهاب وقيام جميع المؤسسات بالتصدي للشائعات المغرضة وبيان زيفها وكذبها.
 
وفي النهاية نسأل الله أن يمكن بلادنا مِن استئصال ذلك الإرهاب المخرب واقتلاعه مِن جذوره، والله المستعان.