اللهم لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك

  • 329

نُذر مخاطر جمةً على الدولة، وعلى الدعوة، وعلى المجتمع، تظهر في الأفق من أزمة اقتصادية  فائقة تعصف بالبلاد، ومن واقع سياسي أليم، يعطي نفس الجو الذي كانت تعيشه البلاد قبل ثورة يناير 2011، ومن تصرفات غير مسئولة لأجهزة في الدولة جعلت على عاتقها حرب الدعوة ومعاملتها - رغم ما قدمته في أحلك الظروف للحفاظ على تماسك الدولة والمجتمع - معاملة الأعداء، بل تصر على اتهامها بالتطرف ومحاصرتها وتحجيمها بل وإقصائها بالكلية، ومصادرة كل وسائل خطابها للشباب والمرأة وباقي قطاعات المجتمع، في حين تترك المجال مفتوحاً عن عمد أو غير عمد، عن قدرة أو عجز لمن يريد هدم الدولة والمجتمع.
 
ثم من إعلام متحفز للتدمير ودافع للاستقطاب والاحتقان، يستعمل أبشع طرق الكذب والغيبة والنميمة والفبركة والقص واللصق لتشويه الرموز واتهام المنهج وصرف الناس إلى الفتنة بالشبهات والشهوات سواء كان إعلاما ليبرالياً، أوإخوانياً أو خليجياً.
 
ثم من مؤامرات عالمية بالمنطقة كلها تصر على تقسيمها وأن تذيق شعوبها سوء العذاب، وتخلط بين الإسلام وبين الإرهاب عمداً، وتستعمل داعش كغطاء لا يقبل الجدل لتحطيم الأمة وتستغل تصرفاتها الإجرامية التي لم تكن لتتم إلا من خلال أجهزة مخابراتية متواطئة، فتُكرّه العالم في الإسلام والالتزام به، وللهجوم على السلفية بوجه خاص.
  
نبحث عن مخرج فلا نجد إلا نصوص الكتاب والسنة تعالج أمراضنا وتصف دوائنا وشفائنا، يخاطب بها الجميع، حاكما ومحكومين، رجالا ونساء، صغارا وكبارا.
 
1-  من قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح في صلاة الليل: "لاملجأ، ولا منجى منك إلا إليك" فالأمور كلها بقدر، لا نفر من أمر إلا إلى الذي قدره، والأمور كلها بيده، فنفر من قدر الله المكروه إلى قدر الله المحبوب، ومعنى إليه أي بطاعته والقيام بشرعه.
 
2-  قال تعالى "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا" فالدعاء والاستغاثة بالله والتضرع إليه والإفتقار إليه كما قال موسى "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" هو المخرج الذي لايسد ولايرد مع الإخلاص والاستغفار والتوبة "لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
 
3-  قوله تعالى "وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ" فلا بد من ترك الظلم ومحاربته ورفعه عن المظلومين، فربما كان ما يصيبنا بدعوة مظلوم لا ترد فاحذروا الهلاك بسبب الظلم.
 
4-  قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " فالاستجابة لأمر الله ونشر الدعوة الصحيحة إلى الله، وظهور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع العقاب العام. أما محاربة الدعوة باسم محاربة التطرف والإرهاب والصد عن سبيل الله فلن يجنى من ورائه إلا الدمار.
 
5- "والله لا يحب المفسدين" فلا بد من محاربة الفساد ومنه الإهمال والتفريط في حقوق الناس والرشوة والربا وغصب الأموال العامة والخاصة، والاتجار بالأعراض والفحشاء والعري، فإذا حاربنا الفساد ودعونا الله قبل دعاءنا، ورفع عنا ما نخافه من مطر وريح وغرق وحرق وعدو متربص وجوع وفقر وشدة ومحنة وفتنة.
 
6-  قوله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" فالحفاظ على وحدة المجتمع ووحدة الصف باجتناب البدع والضلالات والشرك والكفر ومخالفة البينات ضرورة بقاء وليس من التحسينات أو التكميليات.
 
7-  قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" فلا بد أن نرضي ربنا مهما سخط الساخطون.
 
8-  قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أصبح والدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كُتب له، ومن أصبح والآخرة نيته جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة" فإخلاص النية لله وإرادة الدار الأخرة تأتي بالدنيا رغماً عنها.
 
9-  قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم" فالتشاور وعدم الإقصاء وعدم الاستعلاء على الناصحين من أسباب اجتماع الكلمة والهداية إلى الرشاد.
 
10- "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" فالتوكل على الله وحده والاستعانة به وحده وعبادته وحده سبب الهداية للصراط المستقيم.
 
هذه الوصايا القرآنية والنبوية العشر لكي لا تغرق السفينة.
أدركوا الأمور قبل أن تغرق السفينة.