الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أما سألت نفسك:
لماذا يطعنون في ديننا؟!
لما انهزم الصحابة -رضي
الله عنهم- في "أُحُد" تساءلوا وقالوا: أنَّى هذا؟!
فجاءهم
الرد والجواب مِن خالق السماوات والأرض: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165).
- وكذلك ما تطاول
هؤلاء على ديننا وعلى رسولنا الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم-؛ إلا لما تطاولنا على سنته،
فلما طعنا طعنوا، ولما استهنا استهانوا، ولما سخرنا واستهزأنا، سخروا واستهزأوا.
إلا رسول الله!
بالأفعال، لا
بالكلام والهتافات.
بالله عليك: أين أنت
مِن سنته؟!
ما علمك بها؟!
بل ما علمك برسالته
التي جاء بها من ربه الحق؟
تهتف وتقول: "إلا
رسول الله"، وأنت أول الطاعنين بأفعالك وسلوكياتك؛ فلا تكن فتنة لغيرك، (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا
وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الممتحنة:5).
واستمع
إلى ما قال رسولك -صلى الله عليه وسلم- مُشخصًا لنا الواقع الذي نحن فيه: (يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى
الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا)، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ
يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ،
وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ
عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ
الْوَهْنَ)، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟
قَالَ: (حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)
(رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
أيها المسلم... ألك
دور تلقى عليه ربك؟!
فمتى ستحدد لك دورًا
قبل أن تفارق الحياة؟!
فعندها تصرخ وتصيح
وتهتف: (رَبِّ ارْجِعُونِ) (المؤمنون:99)، لماذا تطلب فرصة أخرى لتُرد إلى الدنيا؟
(لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) فيُقال لك:
(كَلَّا) (المؤمنون:100).
فبَادِر وسَارِع قَبْل
أن يُغلق الباب دونك فقد (أَزِفَتْ الآزِفَةُ) (النجم:57).