الأسرة والحب في الله

  • 132

إن أعظم حب في قلب المؤمن هو حب الله عز وجل، بل إن قلبه كله متوجه لله، وليس فيه سواه جلّ وعلا، وهو أحق بذلك، فهو الخالق الرازق يحيي ويميت وإليه يرجع الأمر كله، فسعادتنا بيده وما توفيقنا إلا به سبحانه.

ومحبة الله جلّ وعلا تستلزم محبة من يحبهم، فما أجمل أن يحمل كلا الزوجين هذا النوع من الحب في قلبيهما، فترى الزوج يحب زوجته في الله، وترى الزوجة تحب زوجها في الله، ويساعد على ذلك امتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق الزوج: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

وامتثال قوله صلى الله عليه وسلم في حق الزوجة: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فعندها يسهل حب الزوجين كليهما للآخر في الل، فهو يحبها لأنها امرأة صالحة مطيعة لله ولرسوله، وهي تحبه لأنه رجل صالح مطيع لله ولرسوله، وبهذه المحبة تزداد العلاقة بين الزوجين قوة، وتكون بمثابة الحصن الحصين الذي يتصدى لأي عاصفة من عواصف المشكلات الزوجية الطارئة، فإذا هبت عاصفة بين الزوجين سرعان ما تخمد وتهدأ، حين يتذكر كل منهما الصفات الحسنة التي يتمتع بها صاحبه.

وعندما يتذكر كم كان صاحبه محبا لله ولرسوله، كما أمر الله رسوله برد أم المؤمنين حفصة؛ لأنها صوّامة قوّامة.

وبذلك يمكن أن يتحول الحب بين الزوجين من محبة عادية، يتخللها الفتور إلى محبة في الله تقوى، وتتمكن من القلب مع مرور الزمن، وكذلك محبة الوالدين، فمن أطاعهما وبرّهما طاعة لله فإنه قد أحبهما في الله، وكذلك الأبناء، فمن رباهم على مرضاة الله فقد أحبهم في الله، وهكذا يتحول هذا البيت الذي تنبع منه المحبة في الله إلى واحة غنّاء، يفوح منها أريجها في كل مكان، ويصبح هذا البيت بحق هو البيت السعيد.