معركة "الإخوان" والأوضاع في سوريا تتصدر اهتمامات الصحف العربية

  • 139
صورة أرشفية

تصدرت معركة الإخوان الخاسرة والأوضاع في سوريا وخيارات الأمم المتحدة حيال الصراعات التي يشهدها العالم افتتاحيات الصحف الصادرة في عدة عواصم عربية اليوم السبت.

ففي أبوظبي، أكدت صحيفة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "معركة الإخوان الخاسرة"، أن الإخوان الذين فقدوا شرعيتهم وشعبيتهم ويظهر يوميا ضعف قدرتهم على "التجييش" باسم الدين يخوضون معركة خاسرة بعد ما باتوا يشكلون خطرا وجوديا على كيان مصر ولم يعد لهم أي وزن يعتد به على أرض الواقع.

وأوضحت الصحيفة -وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإمارتية- أن إخوان مصر ماضون في سلوك الفوضى والدم والإرهاب، وأن ما يقومون به ويصرون عليه هو إعلان الحرب على مصر شعبا ووطنا لأنهم في الأساس لا يؤمنون بالوطن والشعب (بنظرهم) مجرد "عشيرة".

وأشارت إلى أن تعمد عناصر الإخوان سلوك طريق العصيان وتخريب المؤسسات الرسمية والتعليمية والخروج على القانون وزج قوات الأمن والجيش فى المواجهات لحملها على الرد بعنف وإظهار أنفسهم ضحايا يكشف مدى حقدهم على شعب لفظهم وعلى وطن تبرأ منهم بعدما افتضح أمرهم على مدى عام من سلطة امتلكوها بالكذب والنفاق وادعاء التوبة والقبول بالديمقراطية والتعددية رغم أن تاريخهم حافل بالعنف والقتل والاغتيال، على حد قول الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن سلوك الإخوان في مصر وسعيهم لإثارة الفوضى لمنع الشعب من العودة إلى حياته الطبيعية يتزامن مع عمليات إرهابية ضد القوات المسلحة في سيناء وكأن هناك مايسترو واحدا يوجه وينظم عمليات التخريب هنا وهناك لاستنزاف مصر وقواتها المسلحة وإلهائها عن القيام بدورها الوطني والقومي المفترض وإلحاقها بدول عربية سقطت في مهاوي العنف والإرهاب.

وأضافت أن الشعب المصري سوف يقول كلمته في الاستفتاء على الدستور ليؤكد أن صفحة الإخوان طويت إلى الأبد وان مصر تتجه لرسم مستقبلها من دون "إخوان" بالتأكيد.

وتناولت صحيفة "البيان" الإماراتية الأوضاع في سوريا، وقالت في افتتاحيتها تحت عنوان "تدمير منهجي"، إن الحل السياسي وحده لم يعد كافيا في سوريا ولابد من تضافر دولي لما بعد مرحلة الحل السياسي، محذرة من أن الأوضاع الأمنية وصلت إلى مرحلة خطيرة ومؤسسات الدولة انهارت، وإن التفكير بحلول عملية من شأنها أن توقف المذبحة بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

وأضافت أن الموقف الروسي (من الأزمة) غير مفهوم أو مبرر، موضحة أن تعطيل موسكو قرار في المجلس يدين استخدام سلاح البراميل المتفجرة الفتاك، كونه يؤذى المدنيين خصوصا النساء والأطفال، منح النظام السوري ضوءا أخضر لاستمرار استخدام هذا السلاح الذي حول أحياء كاملة على رؤوس سكانها إلى ركام.

وفي الدوحة، قالت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها -وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية- إن بوادر الخلاف بدأت بالفعل في الاجتماع التحضيري للدول المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" الذي من المقرر عقده في 22 يناير المقبل، وإن بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة عارضت مشاركة إيران في المؤتمر، لاشتراط الائتلاف السوري المعارض عدم مشاركة طهران لحضوره مؤتمر "جنيف 2".

وأضافت أن الخلافات التي شهدها الاجتماع التحضيري حول قائمة المدعوين مقدمة للعقبات الكبيرة التي تواجه المنظمين للمؤتمر، وعلى رأسها تسمية ممثلي المعارضة ومدى تمثيلهم للطيف الواسع من المعارضة السورية، ورفض جماعات معارضة مسلحة فكرة مؤتمر جنيف والجلوس مع ممثلي النظام السوري من الأساس، وأن كبرى العقبات التي تواجه المؤتمر، تكمن في الاختلاف بين القوى الكبرى حول تفسير بنود الخطة التي تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الاول خصوصا ما يتعلق بالحكومة الانتقالية ومصير بشار الأسد.

وقالت صحيفة "الوطن" القطرية -في افتتاحيتها- إن الاجتماع التحضيري لمؤتمر "جنيف-2 " الدولي حول سوريا انتهى دون حسم موضوع الحضور الإيراني الذي تراه واشنطن أمرا غير صائب.

وأضافت أن هذه المؤتمرات باتت "مجرد وسيلة ليس أكثر لإضاعة الوقت، وان الذين يراهنون على المؤتمر لا يفعلون أكثر من منح النظام السوري المزيد من الوقت لتدمير البقية الباقية من سوريا، وتشريد البقية الباقية من أهلها".

وحملت "الوطن" في ختام افتتاحيتها المجتمع الدولي جانبا مهما من المسؤولية بسبب تراخيه الذي أعطى رسالة خاطئة لنظام دمشق مفادها أن في مقدوره مواصلة القتل والتدمير دون أن تتصدى أي جهة لمحاسبته، وهذا لا ينم عن عدم إحساس بالمسؤولية فحسب، ولكن أيضا عن تراخ يصل إلى حد المشاركة في المذبحة المروعة التي يتعرض لها الشعب السوري اليوم.

وفي الرياض، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أن مايموج به العالم الأن فى ظل اندلاع هذا الكم من الصراعات يضع منظمة الامم المتحدة أمام إختبار ربما يهدد بقائها وفعاليتها.

وقالت -في افتتاحيتها تحت عنوان "اختبار الامم المتحدة فى الصراعات"- "طوال العامين الماضيين، لا يبدو أن الأمم المتحدة تقوم بدورها على أكمل وجه على الأقل على أساس نظامها الداخلي المتمثل بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين"، مشيرة فى هذا الصدد الى الأزمة السورية والقضية الفلسطينية مرورا بقضايا جمة، وصولا إلى انفجار الأوضاع في جنوب السودان".

وأضافت أن تراكم هذا الكم من الصراعات الدولية، يجعل الأمم المتحدة أمام خيارين لا ثالث لهما إما الإصلاح.. أو إعادة التشكيل، على شاكلة ما حصل في انهيار عصبة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

ونوهت الصحيفة بتقارير مجموعة الازمات الدولية ودراساتها، خاصة بالنسبة للأزمة الأخيرة في جنوب السودان وتحذيرها من نشوب حرب أهلية هناك وما حمله تقريرها في ثناياه عن مسئولية الأمم المتحدة عن تدهور الأوضاع في الدولة الوليدة، مؤكدة أن ما جرى في جنوب السودان، انزلاق نحو العنف الذي لا يريده أحد في المنطقة عموما، ومحذرة من تحول هذا الانزلاق إلى انجراف في أتون حرب أهلية تأكل الأخضر فقط في الجنوب.