فضائل أولي القبلتين وثالث الحرمين

  • 147

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد : ففي هذا الوقت الذي يُنتهك فيه المسجد الأقصي مع صمتٍ عالمي وانشغال أكثر الشعوب بمشاكلها الداخلية قد نسي أو تناسي البعض فضائل هذا المسجد العظيم وهذا هدف من أهداف أعداء الإسلام وهو أن يشغلونا عن قضيتنا وأن يبعدونا عن هويتنا وأن ننشغل بأنفسنا وفقط . لذلك سنذكر عدة فضائل للمسجد الاقصي لأنه مصدر من مصادر إعتزاز أمة الإسلام وقد خُص في الكتاب والسنة بميزات كثيرة وخصائص عديدة وفضائل جمة تدل على رفيع مكانته وعظيم قدره . وهذه بعض الفضائل : 1- وصف القرآن الكريم المسجد الاقصي بأنه في أرضٍ مُباركة . 2- وأنه مسري النبي صلي عليه وسلم في ( الإسراء والمعراج ) . حيث قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (سورة الإسراء) 3- أنه قبلة المسلمين الأولى قبل نسخ القبلة وتحويلها إلى الكعبة ، فعن البراء رضي الله عنه قال : (صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ - أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ - شَهْرًا ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ ) (متفق عليه) 4- أنه أحد المساجد الثلاثة المفضلة التي لا يجوز شد الرِّحال بنية التعبُّد إلا إليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) (متفق عليه) 5- أنه ثاني مسجد وضع في الأرض ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ قَالَ قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ، قُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً ، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ . (متفق عليه) 6- أن الصلاة فيه كألف صلاة. 7- وأنه أرض المحشر والمنشر . 8- أن من سعي في عمارته كمن أتاه فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول اللّه، أفتنا في بيت المقدس، قال: " أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه، فإنّ صلاةً فيه كألف صلاةٍ في غيره "، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمّل إليه، قال: " فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه "(رواه ابن ماجه وصححه الألباني) 9- أنه يرجى لمن قصد الصلاة فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا : حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ) (رواه النسائي وابن ماجة وصححه الألباني) 10- أنه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه عُرج به إلى السماء ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ) (رواه مسلم) فهذه بعض فضائل المسجد الأقصي حتي نعلم مكانته وعظمته في ديننا الحنيف وينبغي علينا بعد أن اطلعنا علي هذه الفضائل العظيمة أن يكون للأقصي مكانة عظيمة في قلوبنا وأن ندعوا الله سبحانه وتعالي دائماً بأن يرزقنا الصلاة فيه وأن يُطهره من اليهود الغاصبين المُعتدين الذين ينتهكون حُرمات هذا الدين والحمد لله رب العالمين .