سياسييون بالجزائر: الاستفتاء سينجح ومصر دولة عريقة ستتجاوز هذه المرحلة الحساسة

  • 82
صورة أرشيفية

أعرب الدكتور مصباح مناس أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عن اعتقاده بأن الاستفتاء على الدستور فى مصر- الذى يبدأ اليوم ولمدة يومين - سينجح رغم كل دعوات المقاطعة والامتناع عن التصويت أو التصويت بالرفض، متوقعا نسبة مشاركة عالية ونسبة كبيرة لمن سيصوتون بـ "نعم".

كما أعرب مناس، عن يقينه التام بأن الاستحقاقات السياسية التى تنص عليها خارطة الطريق المصرية ستسير وفق ماهو مقرر لها وبنجاح كبير ، ووصف ما يحدث فى مصر بأنه "مخاض" ، لكنه أعرب عن يقينه التام بأن مصر ستتجاوزه لأسباب كثيرة أهمها عراقة الدولة المصرية فهى ليست وليدة الأمس كما أنها تمثل أقدم مؤسسة عسكرية فى التاريخ.

وأضاف الدكتور مصباح ـ فى حديثه حول التطورات السياسية فى مصر ـ إن من الأسباب الأخرى التى تجعله متيقنا لتجاوز مصر هذه الأحداث هى عراقة الشعب المصرى الذى وصفه بأنه "صمام أمان" مصر فى تجاوز هذه المرحلة.

واستنكر أستاذ العلوم السياسية العنف الذى يمارسه الإخوان المسلمون فى الشارع المصرى مؤكدا أنه أثر سلبا على هذه الحركة وأدى إلى تراجع وتآكل رصيدها الانتخابى، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الحلول الأخرى مثل محاولة إجراء حوار مع المعتدلين من الإخوان الذين نبذوا العنف وقال إن " المستقبل للتيار المعتدل الذى يجب التعامل معه سياسيا".

وأكد أنه ليس أمام الإخوان المسلمين خيار آخر سوى الاندماج فى العملية السياسية التى ستسير رغم كل محاولاتهم التشويش عليها أو تغيير الحقائق على الأرض مؤكدا أن ما تمتلكه مصر من مقومات الدولة المحورية والمركزية سيجعلها تتجاوز كل ذلك.

وعن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، أعرب الدكتور مصباح مناس عن اعتقاده بأنه من الأفضل بعد إقرار الدستور الجديد أن تجرى انتخابات رئاسية أولا ، فإذا حسم أمر الرئاسة فى مصر فإن السيناريو سيكون أفضل لمصر وستسير الأمور الأخرى بصورة أسهل .

من جانبه ، توقع الدكتور دباش اسماعيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 نسبة مشاركة فى الاستفتاء تفوق كل التوقعات وتدحض ما تروج له بعض الوسائل الإعلامية المغرضة ، وقال " قوة المصريين تفوق كل التوقعات وزادت بعد إبعاد الإخوان" - حسب تعبيره - مشيرا إلى أن الجزائر عاشت أحداثا مماثلة عندما كان هناك استفتاء على الدستور عام 96 وروج البعض بعدم النزول ولكن نزل الشعب وصوت على أليامين زروال وعلى الدستور وكان هذا الحدث ومازال يشكل اهم محاور المشهد السياسى فى الجزائر.

وأكد الدكتور دباش، أن نتيجة الاستفتاء ستحدد الأولويات السياسية فى مصر ـ والحديث هنا عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أيهما أولا ـ مشيرا إلى أنه سيعطى قوة للنظام المصرى وسيحدد التصورات المستقبلية لمصر وسيكون هناك توافق سياسي من خلال الدستور.

واعرب عن ثقته فى قوة الدولة المصرية وفى كل الهياكل والأجهزة الأمنية ويقينه التام بأنه لن يكون هناك أى حدث يضر بالأمن خلال الاستفتاء واصفا مصر بأنها قوية بأمنها وإعلامها .

وقال إن "العالم العربى كله يعلق آمالا كبيرة على مصر فى المشهد السياسى فأى شىء يحدث فى مصر يؤثر على أى مشهد سياسى عربى من الخليج للمحيط" ، مستنكرا ما وصفه بـ "الترويج الإعلامى" المغرض والمقصود من طرف عدة قوى غربية وعربية مثل قطر للمساس بمصر وذلك فى حديثها عن قمع السلطات فى مصر للمسلمين ، مؤكدا خطأ ذلك فمصر لا تقمع الإسلاميين ولكنها تقمع الإرهابيين والمتطرفين والذين يمسون أمنها القومى.

ووصف لجوء الإخوان المسلمين للعنف فى الشارع المصرى بأنه نتيجة موقف الضعف الذى باتوا فيه .. مشيرا إلى انهم لو كانوا أقوياء لن يلجأوا للعنف وسيستمدون قوتهم من شعبيتهم ولكنهم بالنظر إلى فقدانهم هذه الشعبية فقد لجأوا للعنف كبديل.

واختتم الدكتور دباش حديثه بأن العنف لا مكان له فى المجتمع المصرى وبين شعبه فهو غريب ودخيل عليه ووقتى لن يدوم طويلا وسيتوقف قريبا.