علي عبد النبي: لهذا لسبب.. موقع الضبعة النووى اختيار موفق

  • 405


قال د. علي عبدالنبي، الخبير النووي واستاذ الطاقة النووية، ان هناك قيود صارمة يجب أن تتخذ فى تنفيذ مشروع المحطة النووية، ونجدها فى معايير الأمان النووى، هذه المعايير تغطى جميع مراحل المشروع، بداية من اختيار موقع المحطة النووية، وحتى إزالة وتكهين المحطة النووية.

وتابع عبد النبي أن القائمون على تشغيل وصيانة المحطة النووية لتوليد الكهرباء يؤدون أعمالهم بهمة وكفاءة وإتقان، واضعين نصب أعينهم حماية العاملين بالمحطة والناس والبيئة من الآثار الضارة للإشعاع المؤين، والذى قد يتسرب أثناء التشغيل العادى للمحطة أو نتيجة حيود فى التشغيل أو حدوث حادثة. 

وأضاف أنه مع تطبيق معايير الأمان النووى المتطورة والصارمة، والتى تتضمن مبدأ الدفاع فى العمق، أصبح الآن من الصعب حدوث تسرب إشعاعى لأى سبب. وبالتالى، فإن تصميم المحطة النووية لابد وأن يكون على درجة عالية من الجودة، وكذلك عند اختيار موقع المحطة النووية لابد وأن تكون هناك عناية فائقة ودقة متناهية وحذر شديد فى اختياره. وبناء على ذلك، يشكل اختيار الموقع وتوصيفه وتقييمه جزءاً مهماً من مشروع إنشاء المحطة النووية.

وألمح خبير الطاقة النووية، ان تحديد موقع محطة نووية يعتبر من الموضوعات الضخمة، والذى لا يمكن تغطيته فى مقالة واحدة، فهو يحتاج لعديد من المقالات. وفى هذه المقالة لن نتطرق إلى كيفية إجراء الدراسات المختلفة، وكيفية تحليل النتائج واتخاذ القرار. لكن فى هذه المقالة سوف أوضح بشكل عام الموضوع، وسوف أوضح بعض النقاط الحاكمة، وأتمنى أن أكون قد أوصلت لكم معلومة قد تكون غائبة عنكم.

وتابع أن اختيار موقع المحطة النووية ودراسته، من الأمور المهمة جدا والمعقدة، ولكنها فى نفس الوقت هى دراسات ممتعة جدا للإنسان الشغوف بالمعرفة بمشروع المحطة النووية، فهى تعطى فكرة شاملة عن مشروع المحطة النووية وأهميته. فجميع معلومات وبيانات دراسات موقع المحطة النووية تعتبر هامة جدا، وتغطى مراحل مشروع المحطة النووية. 

وأردف: لقد أسعدنى الحظ أن أشارك فى دراسات موقع الزعفرانة على خليج السويس، ودراسات موقع سيدى كرير غرب الإسكندرية، وأن أكون أحد الكوادر التى شاركت فى دراسات موقع الضبعة. شاركت فى هذه الأعمال ضمن مجموعة، رؤسائى وزملائى الجيولوجيين كانوا على مستوى علمى وعملى راقٍ جدا، وهذا سبب حبى للعمل معهم فى دراسات المواقع. لم أتوقف عند هذا الحد، بل وشاركت فى تنفيذ البنية التحتية للموقع منذ لحظة استلامه كموقع بديل لموقع سيدى كرير، وحتى خروجى على المعاش، بمعنى أكثر من 27 سنة. 

واوضح خبير الطاقة النووية، أنه من أهم الاعتبارات الرئيسية فى تحديد الموقع هو توفر مساحة كافية من الأرض لإقامة المحطة النووية وتكون مطابقة لمعايير الأمان النووى، وكذلك وجود مصدر مياه للتبريد، وهذا المصدر إما أن يكون نهرا أو مياه مفتوحة مثل سواحل البحار والمحيطات، ويفضل سواحل البحار والمحيطات لاعتبارات كثيرة من بينها تقليل التكاليف والمحافظة على النظام البيئى والبيئة