كانت مساهمات المسلمين في أوروبا العصور الوسطى متعددة، وأثرت على مجالات مختلفة كالفن والعمارة والطب والصيدلة والزراعة والموسيقى واللغة والتكنولوجيا. من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر، فنهلت أوروبا المعرفة من الحضارة الإسلامية، عن طريق نقل الكلاسيكيات وبالأخص أعمال الفيلسوف الإغريقي أرسطو، بعد ترجمتها من العربية.
في ذات السياق، قالت الدكتورة الداعية الإسلامية وفاء عبد السلام ،عضو المجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة ، إن الفضل ما شهدت به الأعداء , متحدثة عن علماء المسلمين وتقدمهم للأمم المتقدمة في عصرنا الحالي , وأن الغرب هم من اخذوا عنّا حضارتهم بعلمنا .
وأضافت الداعية، أنني كنت أقوم بإعداد بحث عن تقدير الابتكارات العلمية فى الإسلام لحلقة في برنامج " بين الراعي والرعية " ، الذي يُذاع علي الفضائية المصرية ، وبدأت فى البحث عن أهم الابتكارات والاختراعات التى قام بها علماء المسلمين في العصور الوسطي الذين يطلقوا عليها العصور المظلمة التي لا تمت بصلة للعصر الحاضر( حسبما أطلق الغرب)؛ فعثرت فى الحقيقة مصادفة على فيلم وثائقي يُؤصل ويوثق أن العصور الوسطي كانت البداية الحقيقية لكل من نشهده حالياً من تطور تكنولوجي وتقني وعلمي حديث .
وذكرت أن البريطانيون أنتجوا فيلما وثائقيا عن الاختراعات الإسلامية بمناسبة معرض ألف اختراع واختراع في لندن 2012 ، وأظهرونا بمظهر أكثر من ممتاز كصنّاع للحضارة الغربية ، وليس كما يصورنا الآخرون في محاضراتهم وكتاباتهم كوننا بدو وحفاة عراة خرجنا من الصحراء للتدمير والسلب .
وأضافت أن الفيلم أحدث ضجة في أوروبا، ومن الضروري جدًّا أن يراه الجميع وينشروه لكي نعلم أن الإسلام وأمة المسلمين وأن العصور المظلمة التي علمونا أنها مظلمة ، أن هذا يخالف الواقع الذي نعيشه ؛ فقد كانت هذه العصور حسبما يبين الفيلم أنها كانت عصور البداية الحقيقة لكل ما وصل إليه العلم الحديث في العصر الحديث ، وختمت حديثها بأن الفيلم من صنع الغرب وليس من صنع العرب.