الصحة العالمية تحذر من خطر الملاريا والأمراض الوبائية باليمن

  • 37
اليمن

 "اليمن السعيد" إحدى الكلمات التي لُقبت بها تلك الأراضي التي رويت بدماء الصغار والكبار جراء العدوان الإيراني على الشعب اليمني؛ فالميليشيات الحوثية أتت على الأخضر واليابس وأبادوا خيرات الأراضي اليمنية، وطمسوا معالم الحضارة العربية القديمة، ونهبوا ثرواتها، ونشروا الفقر والجوع والمرض بين أطفالها، والواقع اليمني يؤكد كيف باتت المدن خالية من الغذاء والدواء، وتفشت فيها أمراض الكوليرا والملاريا والسل، حيث تحذر الصحة العالمية من أن أكثر من 20 مليونًا يمنيًا عرضة لخطر الإصابة بمرض الملاريا، وأن ما يصل إلى مليون حالة جديدة من حالات الملاريا تعصف باليمن كل عام.


ثلثا الشعب ينامون جوعى.. والبلاد تعيش نسخة ثانية من مجاعة الصومال

البلد حطَّ فيه الفقر والمرض والجوع، وشحت فيه سبل الحياة الأساسية، وأودت الحرب بحياة ما يقرب من ربع مليون يمني ما بين نساء وأطفال وشيوخ، وما يقترب من 16 مليونًا ينامون جوعى كل يوم، أي أن ثلثي سكان اليمن على شفا المجاعة، بالإضافة لـ 3 ملايين يحتاجون علاجات طارئة بسبب سوء التغذية، وأضحت مجاعة اليمن نسخة ثانية من مجاعة الصومال.


كما تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى أن 10 آلاف طفل يمني إما قتلوا أو شوهوا منذ أن اندلعت الحرب في اليمن في مارس 2015، وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم "يونيسف"، إن الكثير من عمليات قتل وتشويه الأطفال لم تُسجل، وملايين الأسر تحتاج لمساعدات إنسانية في اليمن، في حين يعاني نحو 400 ألف من سوء تغذية حاد، وخروج أكثر من مليوني طفل من التعليم.

في ذلك السياق، قال وليد الأبارة، المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان اليمنية: يزداد الوضع الإنساني في اليمن قتامة، لا سيما مع التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، مضيفًا أن الحوثيين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء تلك المناطق بدوافع انتقامية.


وأكد "الأبارة" في تصريح "خاص" أن المعارك الضارية في مأرب وشبوة والبيضاء والضالع وتعز تمنع وصول المساعدات للمتضررين، وتدفع بالآلاف من النازحين وبالتحديد الذين يوجدون في مخيمات مأرب التي تأوي قرابة ٢ مليون نازح للنزوح للمرة الثالثة والرابعة نحو المجهول.


وأردف أن العمل الإنساني في اليمن يعاني من الكثير من التعثرات، ابتداء من النقص في التمويل، والتسييس الدولي للمساعدات، والقيود المفروضة من الحوثيين على وصول المساعدات حتى النهب والسرقة المنظمة لها، ويعرض ذلك حياة الملايين من اليمنيين للموت والجوع والمرض.

وشدد المسئول اليمني على أن الحوثيين هم الجماعة الإرهابية الوحيدة في المنطقة والعالم التي تحظى بغطاء ودعم دولي، وتمارس جرائمها بحق اليمنيين ودول الجوار بأريحية تامة، لافتًا إلى أن العديد من الدول المارقة في المنطقة، وعلى رأسها إيران تستثمر في الحوثيين لزعزعة أمن المنطقة، بالإضافة إلى أن الحرب اليمنية صنعت مزيدًا من الفرص لشركات تصنيع الأسلحة لبيع وتجربة منتجاتها.

وتابع المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان اليمنية: "ما من أفق لصحوة في الضمير العالمي تجاه ما يجري في اليمن، ولا وجود لمؤشرات بتغير الموقف الدولي وبالتحديد البيت الأبيض بقيادة بايدن من الحوثيين، وما من فرص حقيقية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم جميع مساعي السلام، وبقائهم خارج الضغوط الدولية؛ وهو ما يعني بشكل دقيق استمرار الأزمة اليمنية بجميع جوانبها بالتعقيد أكثر".


قتل أكثر من 10 آلاف طفل.. والحوثيون يقصفون النازحين بالصواريخ


وقال الدكتور هاني سليمان، الباحث في الشأن الإيراني، والمدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إنَّ الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والصحية كارثة إنسانية كبيرة، والتمعن في أرقام ونسب المجاعة والفقر والمرض في اليمن التي تؤكدها المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والصحة العالمية، يجعلنا بصدد كارثة إنسانية تفوق العديد من الكوارث الموجودة في أماكن الشرق الأوسط والعالم في هذا التوقيت، ويضع مسئولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات العالمية للتحرك بشكل سريع لإيجاد حلول للحرب التي أرهقت اليمن ودمرته.

وأكد "سليمان" في تصريح "خاص"، أنه يجب مراجعة مواقف الدول الخاصة بالتعامل مع الحوثيين وكأنها جماعة سياسية. وأن الأزمة في اليمن معقدة وخطيرة بسبب تداخل العديد من التشابكات ومصالح الأطراف، كما أنها أزمة تتشابك فيها اعتبارات الولاء والأيديولوجيا، وأن الحوثيين ينفذون أجندة إيران، وأنهم أداة لتدمير اليمن، والضغط على المملكة العربية السعودية.


وقال أمجد خليفة، الصحفي اليمني، إن الميليشيا الحوثية الإرهابية ومنذ انقلابها على الشرعية الدستورية، وهي المسؤول الأول والأخير لجميع الكوارث الإنسانية، وهي من تتحمل ما آلت إليه الأوضاع المأساوية من فقر وجوع ومجاعة وتدمير وتشتيت للأسر من مدنهم وقراهم وبيوتهم.

وأكد "خليفة" في تصريح "خاص" أنه لا خلاص من ذلك إلا بالقضاء الكلي على ميليشيا الحوثي، سواء صعدت للقتال أم لم تصعد؛ فبقاء الكهنوت الحوثي استمرار للمآسي وبإنهائه إنهاء لكل الأزمات المختلفة.

  • كلمات دليلية
  • اليمن