• الرئيسية
  • منوعات
  • آراء حرة
  • رئيس عليا النور: سفك الدماء من أعظم مظاهر الفساد.. ويجب تنمية الجوانب العلمية والثقافية والدينية لمحاربة البلطجة

رئيس عليا النور: سفك الدماء من أعظم مظاهر الفساد.. ويجب تنمية الجوانب العلمية والثقافية والدينية لمحاربة البلطجة

  • 102
مهندس سامح بسيوني

قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور: إن الله -عز وجل- جعل سفك الدماء من أعظم مظاهر الفساد في الأرض، فنهى الشرع عن تهديد أمن الناس وترويعهم في أموالهم وأنفسهم وأجسادهم، بل نهى عن مقدماته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار”.


وأوضح بسيوني خلال كلمته بندوة «لا للبلطجة» التي نظمها حزب النور بالبحيرة، أن حزب النور دائمًا يحمل هم المجتمع، وذلك ينبع من الدور والمنهج الإصلاحي الذي يدعمه، مشيرًا إلى أنه في ظل انتشار ظاهرة البلطجة يأتي دور الحزب لتوعية المواطنين من خطورة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصري؛ فالدين الإسلامي جاء لحفظ الضروريات الخمس وهي  «الدين والنفس والعرض والمال والعقل”. وأشار بسيوني إلى أن العنف والبلطجة له ثلاثة مقومات، الأول معرفي؛ فانخفاض المعرفة والوعي والحكمة والثقافة عند الفرد قد يدفعه إلى العنف والبلطجة، لذلك فإن الجهل يُعد من أعظم أسباب البلطجة، وهذا يتطلب تنمية الجوانب العلمية والثقافية والدينية لمحاربة  البلطجة، أما المقوم الثاني فهو المقوم الانفعالي؛ ويُبنى على الفهم الخاطئ وسوء التفسير للمواقف، فالإنسان الذي يمارس أعمال البلطجة ربما يكون لديه فهم خاطئ لبعض التصرفات، أو تفسير غير صحيح للمواقف، أو كراهية شديدة سواء كانت هذه الكراهية لفكرة أو لفرد أو لمؤسسة أو للمجتمع أو للدولة،  فلذلك نلاحظ أن من أسباب البلطجة مثلا وجود الطبقية المجتمعية، فوجود طبقة غنية جدًا وأخرى  فقيرة جدًا يؤدي إلى حقد وكراهية شديدة تنتج عنها أعمال بلطجة وتعدٍ على أموال الناس بغير حق، فالفقر والبطالة من أسباب البلطجة لأنه يغذي الجانب الانفعالي ولذلك فإننا نحتاج لضبط الجانب  الاقتصادي والاجتماعي والتوعوي  والإعلامي -لا سيما في صياغة الأحداث والأفكار، حتى لا تتولد كراهية بين أفراد المجتمع.


وأضاف بسيوني: أن المقوم الثالث من مقومات العنف والبلطجة؛ هو المقوم الترويعي أو التخويفي: ويظهر ذلك في السلوكيات التي تتسم بالقهر والإيذاء أو بإلحاق الضرر بالغير مثل العنف الأسري، أو العنف السلطوي الذي يمارس على بعض أفراد المجتمع  ظلمًا، أو العنف الجنسي مثل الاغتصاب، والذي قد ينشئ شخصية ممارسة للبلطجة أو قد يكون صاحبه أكبر داعم للبلطجة نتيجة ممارسة العنف ضده، كما أن بعض المدرسين قد يكونون سبباً  في إنشاء أجيال عنيفة لأنهم يمارسون عليهم العنف التوجيهي التدريسي، فيوجهون التلاميذ بعنف وهذا ينشئ أشخاصاً سريعة الاتجاه إلى مسار البلطجة والعنف.


وأشار أيضا إلى أن هناك نوعًا جديدًا من أنواع البلطجة، وهو البلطجة المعلوماتية الموجَهة، والتي تمارس من خلال القوة الناعمة مثل ما يكون من الاستغلال المعلوماتي أو احتلال الفضاء الإلكتروني المعلوماتي وتوجيهه إلى تغيير المفاهيم والسيطرة والتحكم في الآخر، وهذا نوع جديد من البلطجة يختلف عن البلطجة العادية التي تمارس بصورة مادية، أما البلطجة المعلوماتية فتعتمد على الجذب لا الضغط، والترغيب لا الترهيب، وتعتمد على لغة اكتساب الآراء وتغيير المفاهيم والثوابت والقيم الدينية والمجتمعية، وتعتمد على انتزاع الإرادة الجماعية لا نزع السلاح ولا الملكية، وتعمد على فرض مواقف وزرع أفكار بدلاً من فرض حصار وزرع الألغام، وهي في الحقيقة بلطجة ناعمة تمهد لتغيرات مجتمعية عنيفة تدفع إلى مزيد من العنف في المجتمع، فهذا النوع الجديد يجب الانتباه إليه لأنه يقلب التصورات إلى أفعال داخل المجتمع على الأمد الطويل. وتابع بسيوني: أن هناك مستوى أعلى من البلطجة المعلوماتية فنجد أن الميديا تطرح مفاهيم أعمق مثل المفهوم الذي يسمونه الدين الإبراهيمي، لمحاولة تغيير مفاهيم ثابتة لدى المسلمين من أن الدين عند الله الإسلام، ومن أن الشريعة الإسلامية لها مميزاتها، وهذه المميزات هي التي تحمي الشعوب الإسلامية والعربية من احتلال الكيان الصهيوني لها، حتى تذوب القضية ويصبح لدى الناس تخاذل وفهم خاطئ للدين، وتبدأ حالة المدافعة عن الحقوق تخف في قلوب الأفراد والمجتمعات العربية والإسلامية.


وأشار رئيس الهيئة العليا لحزب النور إلى ضرورة ضبط مفهوم الذكورية والنسوية عند الأجيال لأنهما إذ لم ينضبطا سينشئ ذلك أشخاصاً مشوهين نفسيا يساهمون في انتشار البلطجة، موضحاً أن مفهوم الرجولة الحقيقي لا يعني التسلط، ولكنه يعني الصدق والوفاء بالعهد والحرص على طاعة الله، كما أنه يعني القوامة والإنفاق على الزوجة ورعاية حقوقها، كما أن مفهوم النسوية الصحيح أن تطيع الزوجة زوجها وليس أن تتمرد عليه.