استنكار فلسطيني.. هل بات التطبيع مع العدو الصهيوني مألوفًا؟

دعوات رسمية عربية لأبو مازن دعمًا للقضية الفلسطينية

  • 5312
مشهد قتل الطفل الفسطيني محمد الدرة

 هل بات التطبيع مع العدو الصهيوني أمرًا مألوفًا.. ولماذا صمت الكثيرون على علاقات المغرب مع الاحتلال

دعوات رسمية عربية لأبو مازن دعمًا للقضية الفلسطينية

الجزائر تدعم فلسطين ماليًا وسياسيًا.. وتونس تستقبل أبو مازن اليوم


كتب- عمرو حسن

هل بات التطبيع مع العدو الصهيوني، أمرًا مألوفًا وطبيعيًا، أم أنَّه لازال مستعمرٍا تبغضه القلوب، وتأباه العقول، وهل تبقى القضية الفلسطينية صامدة في أذهان المسلمين والعرب، وراسخة في إدراكنا كما تعلمناها في مدارس بلادنا أنها قضية الأمة وأن المقاومة لأجلها شرف وأمانة، هل غابت عن أعيننا تضحيات الفلسطينيين بأبنائهم وحيواتهم، وهل نسينا محمد الدرة الذي مات برصاص صهيوني مجرم في وضح النهار على مسمعٍ ومرأى شاشات العالم.

تساؤلات كثيرة لا تنتهي، وحُزن يخيم في الأفاق، ففلسطين الأبية، والأقصى المحتل، والقدس الشريف لهم علينا كل الحقوق، فمن لم يستطع أن يقاوم، فليدفع الظلم عنه إخوانه وقضيتهم، بل وقضيتنا التي لن تتوارى خلف جرائم المتخاذلين والمطبِّعين، ومن لم يتمكن؛ فيستنكر ولا يدع عقله يتناسى أن الأقصى أقصانا، وفلسطين بلادنا، والمقاومة والجهاد سبيلُنَا.

ردود أفعال غير كافية

فردود الأفعال على تطبيع المغرب مع الاحتلال الصهيوني، وإن كثرت لم تكن كافية، إلا أن دعوات بعض البلدان الإسلامية والعربية للرئيس الفلسطيني أبو مازن من أجل دعم القضية الفلسطينية، ومواجهة الاحتلال الصهيوني، أثلجت صدور من لازال أسر الفلسطينيين يُوجِع قلوبهم ويُكَدر عيشهم.

زيارة الجزائر

حيث وصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن مساء الأحد الماضي في زيارة رسمية إلى الجزائر استغرقت ثلاثة أيام، وكان في استقبال الرئيس الفلسطيني بمطار هواري بومدين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وتأتي الزيارة عقب عدة مستويات من التطبيع المغربي الصهيوني في الأيام السابقة

وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الزيارة، تهدف إلى التنسيق بين البلدين من أجل إعطاء القضية الفلسطينية الأولوية على جدول أعمال القمة العربية المزمع عقدها شهر مارس المقبل بالجزائر، وأوضح المسؤول الفلسطيني أن محمود عباس سيتباحث مع القيادة الجزائرية في العديد من القضايا وكل ما يخص العلاقات الثنائية بين الجزائر وفلسطين.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده ستمنح دولة فلسطين شيكا بـ100 مليون دولار، وتخصص 300 منحة دراسية لفائدة الطلبة الفلسطينيين، ونقلت قناة "الجزائر الدولية" عن تبون أن بلاده ستستضيف ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية قريبا.

دعوة رسمية تونسية

كما أعلنت الرئاسة التونسية أن رئيس دولة فلسطين محمود عباس وصل اليوم الثلاثاء إلى تونس في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد، وقالت الرئاسة التونسية في بيان: "بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يؤدّي السيّد محمود عبّاس، رئيس دولة فلسطين الشقيقة، زيارة رسمية إلى تونس بداية من يوم الثلاثاء 7 ديسمبر 2021".

وتعد أحد أسباب الزيارة افتتاح مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة التونسية، الأمر الذي أكدته رسميا الخارجية الفلسطينية، ويلتقي أبو مازن بالرئيس التونسي قيس سعيد، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في تصريح نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية، إن الهدف من زيارة عباس للجزائر هو التحضير للقمة المنتظرة في مارس المقبل، وذلك من أجل "جعل القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى في جدول أعمال القمة العربية المقبلة"، إلى جانب التطرق إلى "الدور الجزائري في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية والإقليمية".

لكن الزيارة تتعلق أيضا بالإعداد لقمة الاتحاد الإفريقي التي يُنتظر أن تُعقد في شهر فبراير المقبل، والتي ستكون حاسمة بشأن انضمام الاحتلال كعضو مراقب للمنظمة، الأمر الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى قطع الطريق عنه، وهو ما أكده المالكي أيضا في تصريحاته، إذ أورد أن لقاء عباس بتبون، ثم لقاءه هو بنظيره الجزائري رمطان العمامرة، سيناقش "ما يجب فعله للتمكن من منع إسرائيل من الانضمام للاتحاد الإفريقي".

تطبيع مخزي

وفي ذلك السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن العرب الذين فشلوا في توقيع اتفاق دفاع مشترك، اليوم دولة عربية مسلمة توقع اتفاق دفاع مشترك مع الاحتلال الصهيوني، وترفع درجات التطبيع بجمعية صداقة مع العدو الصهيوني، مضيفًا أن هذه الاتفاقيات تتنافى مع المبادرة العربية للسلام، التي تنص على قيام الدولة الفلسطينية قبل أي عملية تطبيع عبر أي دولة مع الاحتلال الصهيوني.

وأكد الباحث الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"الفتح" أن الفلسطيننين يبحثون ويسعون لقيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، مضيفًا أن الفلسطينيين لم يجدوا من يضغط نحو ذلك الأمر، مشيرا إلى أن المطبعون سيدركون فيما بعد أنهم أرتكبوا جرائم في حق أنفسهم وحق الشعب الفلسطيني، وفي حق المسلمين والعرب.

وأشار الأكاديمي الفلسطيني، إلى  أن الاحتلال الصهيوني يقوم بعمليات تجسس على الجميع، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها، عبر برامج التجسس التي تمتلكها شركات صهيونية، متسائلًا ماذا سيفعل الاحتلال عندما يتاح له الأقمار الصناعية في أفريقيا والدول العربية، بالأضافة لثلاث أقمار صناعية صهيونية في المنطقة، -عاموس 1 و2 و3-، تجوب المنطقة العربية.