حوار | السفير الفلسطيني بالقاهرة: اليهود مارقون ومقاومة الاحتلال حق شرعي ولا تنازل عن القدس أو غزة

  • 4599
السفير الفلسطيني مع محرر الفتح

الاحتلال ينفذ سياسات استيطان ممنهجة لمنع حل الدولتين

السفير الفلسطيني بالقاهرة يؤكد: لا اتفاق فلسطيني مع الاحتلال دون الإفراج عن كافة الأسرى وعودة اللاجئين

دياب اللوح: الاحتلال الصهيوني كيان مارق لا يحترم المجتمع الدولي

لا دولة فلسطينية في غزة.. ولا دولة فلسطينية دون غزة

نتمسك بالقدس عاصمة على كامل خطوط  1967

لا انتخابات دون القدس..  والمصالحة واجبة و ضرورة وطنية و سياسية .

القطاع محاصر ويعيش مأساة إنسانية كبيرة

نتمسك بالدور المصري في رعاية المصالحة.. وعلى أمريكا تحمل مسئوليتها وإنهاء الاحتلال


أجرى الحوار- عمرو حسن

التقت "الفتح" السفير الفلسطيني بالقاهرة، دياب اللوح، سعيًا منها للوقوف على أبرز المستجدات السياسية والاجتماعية على الساحة الفلسطينية، وللاطمئنان على الشعب الفلسطيني الشقيق عن قرب، واستيضاح أثر الممارسات الاستيطانية والانتهاكات الأخيرة التي ارتكبتها ميليشيات الاحتلال والمستوطنون اليهود بحق الشعب الفلسطيني، ونقل وجهة نظر الحكومة الفلسطينية عما يشغل الشارع العربي والمصري بشأن القضية الفلسطينية في ظل تطبيع الدول مع الكيان الصهيوني.

* في البداية كيف ترى الوجود الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام؟

هو وجود احتلالي استيطاني استعماري إحلالي يستهدف الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني معًا، ونعتبره احتلالًا غير قانوني، واستمراريته تتناقض مع القوانين الدولية، والحكومة الفلسطينية تبذل كل ما في وُسعها بالشراكة الكاملة مع الأشقاء في مصر والأردن والدول العربية والأصدقاء في العالم من أجل إنهاء هذا الاحتلال لأرض دولة فلسطين التي احتلت عام 1967، ووفق المبادرة العربية للسلام، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الاستقلال الوطني وتقرير المصير.

*هل يرضخ الاحتلال لحل الدولتين.. الاستيطان والإرهاب والتهجير والاعتقلات لا يقولون ذلك؟

تحويل الضفة الغربية إلى جزر جغرافية منفصلة يستهدف عدم إقامة دولة فلسطينية متصلة أو غير متصلة، ورئيس حكومة الاستيطان، قال إنه لا يؤمن برؤية حل الدولتين.

حكومة الاحتلال الحالية حكومة يمين، حكومة مستوطنين، وقال رئيسها إنها غير مؤهلة للانخراط في أي عملية سياسية مع الفلسطينيين، رغم أن الحكومة الفلسطينية تطرق كل الأبواب وتستخدم كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية المتاحة من أجل إخراج المنطقة من حالة الجمود والتوتر التي تمر بها، بينما يحاول الاحتلال لتحويل الصراع إلى صراع ديني، والسلطة الفلسطينية حذرت من ذلك.

* ما سبل السلطة الفلسطينية لمنع وإيقاف الاستيطان؟

هناك قرار رقم 2334 من مجلس الأمن الدولي عام 2016، اتُخِذَ بالإجماع في نهاية فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، نص على وضع نهاية للمستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، ونص على مطالبة الاحتلال بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء الاحتلال للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967، وهو أول قرار يُمرر في مجلس الأمن متعلق بإسرائيل وفلسطين منذ عام 2008.

* بخلاف الحليف الأمريكي وصمت المجتمع الدولي.. على ماذا يعتمد الاحتلال في العدوان على الفلسطينيين؟

الاحتلال الإسرائيلي كيان مارق لا يعير أي احترام أو انتباه للمجتمع الدولي، فهو دولة استيطان واحتلال عسكري تعتمد عنصر القوة الغاشمة في تنفيذ مخططاتها، لذلك لم ينفذ أي من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس الأمن الدولي، وحكوماته لا تصغى إلى نداءات بناء السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

* لماذا يقيم الاحتلال مستوطنات في كل فلسطين ما عدا غزة.. هل تمنعهم المقاومة وتخيفهم؟

غزة كان بيها مستوطنون، والاحتلال أخلى هذه المستوطنات وانسحب من قطاع غزة في 2005 وحاصره، فقطاع غزة في ظل وجود الاحتلال والمستوطنات بداخله كان سيئًا، وبعد خروج المستوطنات اليوم حاله أسوء من الحالة السابقة بسبب الحصار  الظالم المفروض عليه و الحروب التدميرية المتعاقبة التي تعرض لها .

* هل انسحب المستوطنون من غزة بسبب نجاح سلاح المقاومة في التصدي للاحتلال؟ 

نحن في مرحلة تاريخية، سابقة اعتمدنا خيار المواجهة والمقاومة المسلحة أمام الاحتلال الصهيوني، وهذا حق قانوني وشرعي للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وفي المرحلة الحالية الحكومة الفلسطينية تتبنى خيار السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وأيضًا نمارس المقاومة الشعبية السلمية في شتى أنحاء الضفة الغربية والقدس.

* كيف تصف معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟

نحن لدينا في سجون الاحتلال أكثر من 5 آلاف أسير، منهم الأطفال والنساء والشيوخ، والمرضى والموقوفون دون محاكمة –السجن الإداري- يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، الأسرى الفلسطينيون مناضلون، وأسرى حرية، وأسرى حرب، وأسرى سياسيين بموجب القانون الدولي، إلا أن الاحتلال يتعامل معهم على أنهم مرتكبو جرائم أمنية، ويُوقع بحقهم أقصى العقوبات والأحكام المرتفعة، بالإضافة لشروط وسياسات احتجاز تتناقض مع القوانين والأعراف الدولية.

* ما موقف الحكومة الفلسطينية من قضية الأسرى؟

موقفها واضح.. تطالب بالتعامل معهم كأسرى حرب وسياسيين، والإفراج الفوري والعاجل عنهم، وكما قال الرئيس  محمود عباس، إن فلسطين لن توقع اتفاقًا مع الاحتلال، ما لم يتضمن الإفراج الفوري عن جميع الأسرى الفلسطينيين و العرب داخل معتقلات الاحتلال.

* متى يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى بلادهم؟

حق العودة مكفول للاجئين الفلسطينيين المهجرين قسرًا عام 1948، وأولادهم، ويبلغ عددهم اليوم أكثر من 5,5 مليون لاجئ فلسطيني، بالإضافة لأكثر من مليون نازح فلسطيني بعد عام 1967، كل هؤلاء من حقهم العودة إلى بيوتهم، وهو حق فردي وجماعي مقدس لكل اللاجئين الفلسطينيين.

* ما أبرز الخلافات التي تعرقل اتمام المصالحة بين "فتح" و "حماس"؟

هناك خلافات بين الجانبين لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يخفيها، ولكني لن أتحدث عن التباينات والاختلافات، والسلطة الفلسطينية تتمسك من حيث المبدأ بالدور المصري في رعاية المصالحة الفلسطينية، وتتمسك بضرورة الإسراع في إنهاء الانقسام الفلسطيني، لأنه حجر الزاوية في أي تحرك سياسي حاضرًا ومستقبلًا.

* كيف أضرت أمريكا بالقضية الفلسطينية وساهمت في استنزاف أراضي وحياة الفلسطينيين؟

أمريكا لا تكف ولا تتردد في استخدام حق النقض -الفيتو- في اعتراض القرارات الخاصة بفلسطين في مجلس الأمن، فأمريكا حالت دون حصول فلسطين على عضوية كاملة في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، ومنعت الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، ودائماً منحازة إلى الاحتلال، وعلى واشنطن أن تتحمل مسئولياتها وأن تقف وقفة جادة  لوضع حد للاحتلال الصهيوني، ولن يتم ذلك إلا من خلال السلام، ولن يكون السلام دون حل جذري وشامل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وحل القضية الفلسطينية هو المدخل لبناء السلام العادل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

* هل تقوم الجامعة العربية بدورها تجاه القضية؟

صراحة جامعة الدول العربية ممثلة بالأمانة العامة والأمين العام، تبذل جهودًا وتقوم بواجباتها على أكمل وجه، وتحرص على تنفيذ ما يصدر من قرارات عن القمم العربية، والأمين العام يتابع كل التطورات، فالجامعة لها مواقف واضحة، ولا نريد أن نحملها مسئولية الوضع العربي بشكل عام. 

* كيف يضر التطبيع مع الاحتلال بشكل عام بالعرب وفلسطين؟ 

التطبيع يعني علاقات كاملة وطبيعية مع الاحتلال؛ فكيف يمكن أن نقيم علاقات وتطبيعًا مع الاحتلال الصهيوني وهو لا زال يحتل أرض فلسطين وأراضي عربية، إذا أراد الاحتلال أن يعيش بسلام، وتبني سلام دائم عادل مع الفلسطينيين والعرب، عليه أن ينهي احتلاله للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة.

* في رأيك.. الانتخابات الفلسطينية هل ستعقد ومتي؟

نحن متمسكون بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وجاهزون لإجرائها في حال تمكننا من إجرائها في مدينة القدس، لا انتخابات دون القدس، ودون مشاركة أهله، ترشيحًا وتصويتًا ودعاية انتخابية، وكما قال أبو مازن، إنه جاهز لإصدار مرسوم الانتخابات فورًا، في حال تمكننا من إجرائها في مدينة القدس.

* قضية هروب المعتقلين الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع.. ما رأيك فيها؟

عملية بطولية هزت أركان المنظومة الصهيونية، وهو حق مكتسب لكل الأسرى الفلسطينيين، ولن نوقع أي اتفاق مع الاحتلال دون الإفراج الكامل عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب، وخاصًة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو، وجميعهم الآن من الداخل العربي من داخل عرب 48.

* وماذا عن الأوضاع الإنسانية في غزة؟

قطاع غزة تحت الحصار يعيش مأساة إنسانية كبيرة بكل معنى الكلمة، وهو بحاجة إلى تدخل دولي وإنساني عاجل، وتمكين شعبنا في غزة من عيش حياة طبيعية بحرية وكرامة أسوة بباقي شعوب العالم.

* هل يبدأ إعمار القطاع قريبًا؟

نعم أظن ذلك، فالوفود المصرية موجودة في غزة حاليا من أجل بدء الإعمار.

* هل من كلمة عن غزة؟

نحن كفلسطينيين لن نقبل بدولة في غزة، ولا دولة فلسطينية دون غزة، ولا عاصمة إلا في القدس، والقدس بكامل حدود 1967 هي عاصمة دولة فلسطين، ولن نقبل بعاصمتنا إلا على التراب الفلسطيني، ونرفض رفضًا قاطعًا المخطط القديم الحديث الاستعماري الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية في غزة وعلى جزء من سيناء، نحن نحترم سيادة مصر الشقيقة على كامل ترابها الوطني.