مفتى السعودية: المسلمون هم أول ضحايا التشدد والإرهاب

  • 84
مفتى الجمهورية

قال المفتى العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إنه ليس فى الإسلام جناية أعظم عند الله تعالى بعد الكفر من تفريق الجماعة ، التى بها تأتلف القلوب وتجتمع الكلمة.

وأضاف الفتى فى بيان اليوم إنه مع هذه الظروف التى تعيشها الأمة الإسلامية اختلت فيها كثير من الأوطان ، ومعها اختلت كثير من الأفهام، مشيرا إلى أن من أكثر الأفكار خطرا أفكار تسوق باسم الأديان ، ذلك أنها تكسبها قداسة تسترخص فى سبيلها الأرواح ، وحينئذ ينتقل الناس من التفرق الذى يعصم منه الدين ، إلى التفرق فى الدين نفسه ، وهذا الذى حذرنا الله عز وجل منه.

وأكد أن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب الذى يفسد فى الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام فى شيء ، بل هو عدو الإسلام الأول ، والمسلمون هم أول ضحاياه ، كما هو مشاهد فى جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنها من جماعات ، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة".

وشدد على أن هذه الجماعات الخارجية لا تحسب على الإسلام ، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هى امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب ، فاستحلت دماءهم وأموالهم.

ولفت إلى أن المسلمين اليوم فى حاجة أكيدة إلى أن يتضلعوا علما ومعرفة بهذا الدين القويم قبل أن يعرفوا به غيرهم ، ليس ذلك فى المسائل والأحكام فحسب ، وإنما فى مقاصده العظيمة الواسعة التى من أجلها شرع ، وعليها أُنزل مؤكدا أن استقراء الشريعة يدل على أن السماحة واليسر من مقاصد هذا الدين وقد ظهر للسماحة أثر عظيم فى انتشار الإسلام ودوامه.

ودعا مفتى المملكة إلى توحيد الجهود وتنسيقها التربوية والتعليمية والدعوية والتنموية لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من شريعتنا الإسلامية الغراء بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية تحقق تلك الأهداف المنشودة واقعا ملموسا.

كما دعا أبناء المملكة للحفاظ على وحدتهم حول قيادتهم المتمثلة فى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وألا يجعلوا من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسبابا للخلاف فيما بينهم.