قال محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي: إن الآباء لم يفهموا بعد أن القسوة في التربية قد تُخرج وحشاً يأكلهم أو يدمّر أسرة مستقبلية أو يصبح صاحب سلطة فيمارس ساديته على من تحته، وقد تُخرج هذه القسوة "نعامة" تدفن رأسها في الرمال، وتهرب من المواجهات، مما يجعل أسرته المستقبلية ألعوبة في أيدي غيره، أو يكون قائداً بلا قرار، فيُفسِد أكثر مما يصلح.
وتابع "الأزهري" - في تدوينة له على صفحته الشخصية بالفيس بوك - أن القسوة والإهانة والتحطيم هم أحد اللبنات الأساسية في اضطراب الشخصية، وهي كذلك أحد أهم روافد الإعوجاج السلوكي الذي نراه بارزاً برأسه في المجتمع الآن.
وأشار إلى أن ضعف الثقة بالنفس، والشعور المبالغ فيه بالذنب، والانطوائية والانسحاب من الحياة، وبالتالي إما ضعف الشخصية أو تقمص دور القسوة والتي تربي عنفه الداخلى والذي يصبح سمة متمكنة منه تظهر عند حصوله على المال أو السلطة أو القوة البدنية، وحينها ينطلق الوحش، أو ينسحب من الحياة، موجهاً أولياء الأمور: فانظر لنفسك: ماذا تصنع لها؟ وماذا تصنع للمجتمع؟
واختتم الخبير الأسري والتربوي، قائلًا "المسئولية عظيمة، والحساب أعظم، فتلويث النفوس لا يقل خطراً عن تلويث الأنهار".