71% اختارو القسم الأدبي.. "البرلمان" يتساءل عن سبب عزوف طلاب الثانوية عن القسم العلمي

  • 97
الفتح - الثانوية العامة

طلب إحاطة تحت قبة البرلمان يتساءل عن أسباب عزوف طلاب الثانوية العامة عن الالتحاق بالقسم العلمي بشعبتيه "علمي علوم – علمي رياضة"، حيث أشار الطلب إلى أن نحو 71% من الطلاب اختاروا القسم الأدبي، وأن 29% فقط من الطلاب اختاروا القسم العلمي بشعبتيه، كما أوضح طلب الإحاطة أن المعدل المعروف عالميا هو أن نسبة الملتحقين بالشعبة الأدبية وبالدراسات الإنسانية يتراوح ما بين ٢٥٪ إلى ٣٠٪.

بدورها، أوضحت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبير التربوي، أن هناك عدة أسباب أدت إلى عزوف الطلاب عن الالتحاق بالقسم الأدبي، موضحة أن السبب الأساسي والرئيسي في عزوف الطلاب هو ارتفاع الدروس الخصوصية وأسعار الحصص الخاصة بالقسم العلمي لا سيما الفيزياء والرياضيات مقارنة بالقسم الأدبي.

وأشارت عبد الرؤوف في تصريحات لـ "الفتح" إلى أن ثمن الحصة الخاصة بمواد القسم الأدبي قد لا تتجاوز الـ 50 جنيها، بينما يتراوح سعرها في مواد القسم العلمي بين 250 إلى 300 جنيه، مؤكدة أن هذا السبب الرئيسي الذي دفع بكثير من الأسر إلى العزوف عن الالتحاق بالقسم العلمي، لاسيما تلك الأسر التي تعاني وضعا ماديا بعينه، حال بينها وبين مواصلة أبنائها في القسم العلمي بسبب القدرة المالية.

وأكدت الحبير التربوي أن نحو ¾ الطلاب الذين التحقوا بالقسم الأدبي أو حولوا من العلمي إلى الأدبي، اتخذوا هذا القرار بسبب العوامل المالية والمادية، مؤكدة أنها على علم بكثير من هذه الأسر على أرض الواقع، لاسيما تلك التي تتواجد في المحافظات التي تشهد ارتفاعا كبيرا وملحوظا في أسعار الدروس الخصوصية.

وترى عبد الرؤوف أن السبب الثاني الذي أدى إلى عزوف الطلاب عن الاتحاق بالقسم العلمي، هو عدم وجود مدرسين كفء لتدريس المواد العلمي في المدارس، مؤكدة أن مدرسو المواد العلمية يهربون من التدريس في المدارس الحكومية وأحيانا من بعض المدارس الخاصة العادية، ويلجأوا إلى التدريس في المراكز والسناتر الخاصة، مشيرة إلى أن هؤلاء المدرسين يروا أن رواتبهم التي يتقاضونها من التدريس في المدارس منخفضة ومتدنية للغاية، مقارنة بأسعار الدروس الخصوصية التي لا يقل سعر الحصة الواحدة للطالب الواحد عن 200 جنيه بالنسبة للمواد العلمية.

كما ترى عبد الرؤوف أن ثالث الأسباب التي أدت إلى عزوف الطلاب عنم القسم العلمي، هو صعوبة الامتحانات في المواد العلمية لدرجة قد يراها البعض أن الامتحانات هي عبارة عن انتقام من الطلاب ومحاولة لتعجيزهم أو تكريههم في المواد العلمية، مؤكدا أن ذلك عاملا أساسيا في عزوف الطلاب.

سبب آخر تراه عبد الرؤوف عاملا في عزوف الطلاب، تمثل في قلة الكليات المتاحة لخريجي القسم العلمي، مشيرة إلى أن الكليات العلمية المتاحة هي كليات الطب والهندسة، أما عدا ذلك فإن الفرص قليلة أمام القسم العلمي، متسائلة ما الخيارات المتاحة أمام طالب القسم العلمي الذي لم يتمكن من الالتحاق بكليات الطب والهندسة ؟!.

وهو ما أيده، كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، الذي يرى أن ضبابية المستقبل مع صعوبة المواد العلمية وامتحاناتها كانتا سببا في عزوف الطلاب عن الالتحاق بالقسم العلمي، لاسيما أن تلك الصعوبة لا يترتب عليها مستقبل مختلف أو مميز كثيرا عن الحال بالنسبة للكليات الأدبية.

وأوضح مغيث في تصريحات لـ "الفتح" إلى أنه يتفق مع التوجه العالمي الذي يؤكد أن الأقسام والدراسات الإنسانية أو ما نسميه لدينا بالقسم الأدبي، يكون أقل من نصف عدد الطلاب الموجودين في الأقسام العلمية، مؤكدا أن هذا مؤشرا طبيعيا ومقبولا في المجتمعات الصحية والتي لديها منظومة تعليمية جيدة.

وقال الخبير التربوي إنه من المتعارف عليه قديما في مصر أن المدرسة الثانوية يكون طلاب القسم العلمي فيها أكثر من طلاب الأدبي، فلو مثلا هناك 3 فصول أدبي يكون مقابلهم 10 فصول علمي، لكن نظرا للصعوبة التي أصبحت عليها امتحانات المواد العلمية؛ فإن الطلاب قد عزفوا عن الالتحاق بالقسم العلمي حتى التحق 71% من الطلاب بالقسم الأدبي.

وأفاد الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية أنه على الرغم من صعوبة امتحانات المواد العلمية، إلا أن هذه الصعوبة لم يترتب عليها مستقبل مختلف، موضحا أن الطلاب كانوا يقبلون على القسم العلمي لأن الخيارات كانت متاحة كثيرة أمامهم، حيث توجد كليات علمية وكليات التكنولوجيا وكليات الطب والهندسة، أما الآن ومع الارتفاع الهائل للمجاميع فإن الوضع قد اختلف كثيرا.

وأشار مغيث إلى أن المجاميع ارتفعت بشكل شيطاني، لدرجة أن من يحصل على 95% لن يتمكن من دخول كليات الطب، وأصبح الطب لمن يحصل على 98 و99%، مشيرا إلى أن من يحصل على 80% من طلاب العلمي قد لا يجد كلية يلتحق بها، ومن ثم فإن الطلاب أصبحوا يستسهلوا القسم الأدبي.

ولفت مغيث إلى وجود سببا آخر أدى إلى عزوف الطلاب عن القسم العلمي، وهو صعوبة الوصول إلى كليات القمة، وصعوبة الحصول على فرصة عمل من خلالها أيضا، مشيرا إلى أن خريجي كليات القمة لا يتم تعيينهم إلا القليل منهم، وأن من تم تعيينه فإنه لا يحصل على المزايا اللازمة، ومن ثم فإن الأمر اقتصر على مجرد الحصول على شهادة علمية أو مؤهل عالي، ووبالتالي يتم البحث عن الحصول على هذه الشهادة بطريقة أسهل من خلال القسم الأدبي.