العالم يجني الحصاد المر لدعوات الإباحية والخلاعة

مليون إصابة يومية بالأمراض الجنسية.. و35% من النساء تعرضن لمضايقات

  • 47
الفتح - لا للإباحية

خلق الله البشر وفطرهم على الفطرة السليمة، وجعل -سبحانه وتعالى- الحياء شعبة من شعب الإيمان، إلا أن بعض من انتكست فطرتهم أرادوا أن يغيروا ويبدلوا؛ فدعوا إلى العري والسفور؛ وأصبح الغرب مفتونًا بذلك القبح "التعري" الذي تحول فيما بعد إلى عادة لديهم، ثم تناقلها بعض المفتونين بالغرب إلى بلداننا بدعوى التحرر والحضارة.

وكطبيعة ربانية، أصبح الغرب الذي روج للتعري ويرسخ له، يعاني من انتشار الأمراض الجنسية ومن التحرش والاغتصاب، إذ قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها نشرته عام 2019م إن هناك ما يزيد عن مليون حالة إصابة يومية بالأمراض الجنسية، مؤكدة حدوث أكثر من 376 مليون إصابة سنوية بأمراض تنتقل بين عن الأشخاص عن طريق ممارسة الجنس.

لغة الأرقام المرعبة لم تتوقف عند هذا الأمر، إذ تشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدلات التحرش والاغتصاب في بلاد الغرب وفي أوروبا، حيث احتلت تلك البلدان المرتبة الأولى في حالات الاغتصاب، حيث وصلت المعدلات في بلجيكا إلى 27.9%، بينما في أيسلندا 24.7%، وفي النرويج إلى 19.2%، أما فرنسا فقد وصلت نسبة الاغتصاب فيها إلى 16.2%، وفي فنلندا 15.2%، وسجلت ألمانيا 9.4%، كما تشير لغة الأرقام إلى أن 35% من النساء حول العالم تعرضن للاغتصاب.

ألمانيا تفرض قيودًا على التعري

مؤخرا، اتخذت ألمانيا خطوة نحو مجابهة التعري حيث أصبح من غير القانوني التعري ونزع الملابس في الحياة العامة هناك، بل فرضت برلين غرامة على من يمارس التعري قدرها 1000 يورو، حتى لو تمت ممارسة هذا التعري في حديقة المنزل أو في شرفته، كما جعلت ألمانيا التعري في شرفة المنزل سببًا كافيًا لإنهاء العلاقة مع المستأجر، وفي حال أبلغ أحد الجيران عن ذلك فإن الشخص سيكون عرضة للمحاكمة والتغريم المالي.

بدوره، أوضح الدكتور علاء رمضان، الباحث في الشؤون السياسية والقضايا الفكرية، أن مخالفة الفطرة التي فطر الله الناس عليها -من محبة الستر وكراهية التعري- تؤدي إلى فساد كبير، مشيرًا إلى أن الفساد الناجم عن التعري جعل بعض العقلاء يسعون إلى الحد منه والتقليل من آثاره.

وقال رمضان في تصريحات لـ "الفتح" إن الفساد الناتج عن التعري والخلاعة يؤكد لنا قيمة وعظمة ديننا الحنيف الذي يدعو إلى الستر والعفاف، ويدعو إلى ستر العورات الظاهرة والباطنة، مؤكدًا أن العالم خسر كثيرًا بتأخر المسلمين وضعفهم، كما خسر كثيرًا من تسلط أصحاب الفطر المعكوسة على العالم.

وعن قرارات ألمانيا الجديدة بشأن التعري، عقب الباحث في الشؤون السياسية والقضايا الفكرية قائلا: إذا كان هذا حال غير المسلمين؛ أفلا يكون ذلك دافعًا لبلادنا ومسؤولينا أن يسنوا من القوانين التي تحافظ على الستر والعفاف، وتحارب الرزيلة والإباحية مما يحافظ على أخلاق المجتمع وقيمه؟!. 

ووجه رمضان رسالة إلى من أسماهم "دعاة الإباحية والتعري" في بلادنا وبلاد المسلمين، يطالبهم فيها بالدعوة إلى مجابهة التعري مثلما دعت ألمانيا، متسائلا: أليس هؤلاء من تقتدون بهم؟! فهل ستقلدونهم في الدعوة إلى منع العري؟! أم أنكم لا تقتدون بهم إلا فيما يخالف قيمنا وأخلاقنا وشرع ربنا تبارك وتعالى؟

تهديد الترابط المجتمعي

فيما أكد الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي، ومدير مركز الفتح للدراسات، أن كل شيء يخالف الفطرة هو محرم في دين الإسلام، مؤكدًا أن الإسلام هو دين الأسوياء لا المنحرفين، ومن ثم فإن ديننا حرم التعري والإباحية والشذوذ الجنسي، كما حرم الدعوة لكل ما يخالف الفطرة.

ويرى الأزهري في تصريحات لـ "الفتح" أن الدول الغربية ستكتشف ولو بعد حين أن التعري والشذوذ نهايته إضعاف الوطن والمواطن، كما يرى أن التعري سيؤدي إلى القضاء على أشكال اللُّحمة الاجتماعية في البلدان التي تدعو وتروج له، ومن ثم سيكون المجتمع في مهب الريح، لأن هذه التصرفات مخالفة للفطرة التي فطر الناس عليها.

وبالنسبة لدعاة التحرر والتعري، أوضح الأزهري أن هؤلاء يدركون جيداً أنهم يحبون الفساد، ومن ثم فإن قلوبهم تنكر وترفض كل دعوة إلى الستر وإلى العودة إلى الفطرة، مؤكدًا أن هؤلاء سينكرون تصرف الألمان تجاه التعري وفرض غرامات على التعري، مشيرًا إلى أن قلوب دعاة التعري ستمتلئ بالغيظ تجاه هذا القرار لأنه قد عرّى قلوبهم وأظهر تناقضاتهم.

وأشار الأزهري إلى أن دعاة التحرر والتعري لن يعترفوا بخطورة ما يدعون إليه، ولن يعترفوا بأي خطوات تتخذ في مواجهة التعري، مضيفًا أننا لا نأمل من هؤلاء مراجعة أنفسهم لأن الغالبية منهم تكره ثالوث الفطرة والحياء والستر، متسائلا: هل من يكره مثل هذا تتوقع منه فضيلة أو اعتدالًا؟

إعادة تأسيس الأسرة

من جهته، حذر الدكتور أحمد رشوان، القيادي بحزب النور، من خطورة التعري على الأسرة وعلى المجتمع، موضحًا أن البعض أدركوا خطورة الأمر، ومن ثم فهم يدعون إلى إعادة تأسيس الأسرة وتكوينها بالشكل السليم الذي يتماشى مع الفطرة السليمة والصحيحة.

وأشار إلى أن بعض الدول التي تغنت بالحريات هي تعاني الآن من عدم تقييد هذه الحريات بالآداب العامة، فضلا عن الدين والأخلاق والقناعات التي تنبع من داخل الشخص نتيجة تدينه.

وأعرب رشوان عن تأييده لأي قرارات يتم إصدارها لمجابهة ومواجهة التعري، مشددًا على أهمية التحشم والالتزام بالحشمة، موجهًا حديثه لمن يدعون إلى التعري، سائلًا إياهم: لماذا تؤذي عيني وعين أبنائي الصغار بالتعري؟، مشددًا على أن الحرية تتوقف عند حدود حرية الآخرين، وضرورة أن يتنبه الجميع لهذا الأمر.

وأشاد رشوان بالتحركات التحركات التي تواجه التعري، مؤكدا أنها تدل على أن الفطرة هي التي تتغلب على العري وعلى دعاة الحريات، مطالبًا الدول المسلمة والعربية بشن قوانين لمنع وتجريم التعري.

وأكد أن هذا هو الأصل الذي يجب أن تكون عليه مجتمعاتنا، وأن الاحتشام والحشمة والآداب العامة واحترام المرأة في لباسها هو أمر ديني، وأن الدول الإسلامية والدول العربية أولى به.

وأوضح القيادي بحزب النور أن دعاة التحرر يظهرون عكس ما يبطنون، موضحًا أنهم يتمسحون بالحريات كي يصلوا إلى الانحلال، وأنهم في الحقيقة هم دعاة انحلال وليسوا دعاة حريات بل الانحلال من أي تقييد أخلاقي أو مجتمعي أو ديني.

وقال إن العالم حاليًا يعيش هذا الضياع، ومن ثم يحاول البعض لملمة الأمر مرة أخرى، حيث يدعو إلى الحفاظ على الأسرة وإلى تكوين الأسرة السليمة.

وأشار إلى أن القرارات الألمانية التي تم اتخاذها مؤخرا لمجابهة التعري، لو صدرت في مصر أو بعض الدول العربية لخرج دعاة التحرر يصرخون وينعقون، لكن حين يصدر الأمر عن دولة غربية فإننا لا نسمع لهم صوتًا.