عباس شومان: الغش جريمة حقيقية وتزييف لعقول أبناءنا

  • 61
الفتح_ الدكتور عباس شومان المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف

قال الدكتور عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، ووكيل الأزهر السابق: إن هناك جريمة تحدث لأبناءنا وتزييف للعقول، وهي حينما يسمح المراقبون لطلابهم بالغش، وربما يقومون هم بهذه المهمة، ولا يكتفون بترك الطلاب يغشش بعضهم بعضًا، وربما ترى مراقبًا في لجنة يقف على بابها يراقب الزائرين الذين يفاجئون اللجان للتأكد من حسن سيرها وانضباطها، بينما يقوم زميله الآخر بمهمة إملاء الإجابات للطلاب بعد أن استعان بالكتاب أو ورقة إجابة طالب متميز في اللجنة، فغالبًا مَنْ يقوم بهذا من المعلمين أجهل من دابة، ولو جلس على كرسي الطالب لفشل في تحقيق درجة النجاح في أسئلة مادة يدرسها؛ حيث إنَّه من هذه النوعيَّة التي تخرَّجت بالغش، فلن يقبل معلِّم كان مجدًّا في دراسته أن يسمح بغش طلابه فضلًا عن أن يقوم بذلك بنفسه.

وتابع "شومان" - في مقالة له بمجلة صوت الأزهر - أنه إذا انتقل الطالب الذي يغش إلى الجامعة فقد لا يستطيع المواصلة في الكليَّة المرموقة التي ساقه إليها مجموع درجاته المزيف، فيتنقل مستنفذًا بين الكليَّات، وقد ينتهي به المطاف بعيدًا عن الجامعة وكليَّاتها.

وأضاف المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، ووكيل الأزهر السابق، أنه حتى في بعض قاعات الدراسة في الجامعات في زماننا كثير منها هو ميدان لهذا التزييف العقلي، فبعض الأساتذة  للأسف الشديد لا يقل سوءًا عن معلمي مراحل التعليم قبل الجامعي، فبعضهم يتخلف عن المحاضرات، وبعضهم يدخلها وإفادته طلابه تكاد لا تذكر، وحتى في الدراسات العليا فبعضهم لا يدخل لطلابه إلا مرات معدودة، والطامة أنَّه يغطي على عدم شرحه مفردات مقرره بإعطائه طلابه تلخيصًا للمقرر هو أقرب ما يكون إلى أسئلة الامتحان التي سيمتحنهم فيها، ولست أدري ماذا أعدَّ هؤلاء ليوم يسألون فيه عن تفريطهم في عملهم الذي يتقاضون عليه رواتبهم، فضلًا عن تسببهم في تسطيح وتجهيل طلابهم.