"داعية": تعدّد القراءات ميزةٌ خاصَّةٌ بالقرآن الكريم ومتصًّلٌ بكثيرٍ من العلوم النافعة

  • 53
الفتح - قرأن كريم

قال  ياسر محمد محمود أبو عمار، الكاتب والداعية الإسلامي، إنّ تعدّد القراءات ميزةٌ خاصَّةٌ بالقرآن الكريم، ولا توجد في أيّ كتابٍ سماويٍّ آخر، وهذا التعدّد في قراءة الآية الواحدة دليلٌ على إعجاز القرآن الكريم، فمع تعدّد وجوه قراءة الآية الواحدة؛ فإنّ كلّ معنى تأتي به القراءة لا يخالف ولا يضاد المعنى الذي تأتي به القراءة الثانية، وإنّما تأتي المعاني مصدِّقَةً لبعضها، وهو دليلٌ على أنّ القرآن من عند الله -تعالى-.

وأكد أبو عمار في مقال له نشرته الفتح، أن للقراءات العشر المتواترة وما حوته من أوجه البلاغة والبيان والإيجاز فوائد عظيمة في غزارة المعاني مع إيجاز الألفاظ، فإن كل قراءة بمنزلة الآية، وهذا ضربٌ آخر من إعجاز القرآن، حيث شملت الآية الواحدة مع تعدّد لفظها على معانٍ كثيرةٍ.

ونوه الكاتب والداعية الإسلامي إلى أن عِلْم القراءات متصًّلٌ بكثيرٍ من العلوم النافعة، مؤكدا أنّ عِلْم القراءات يُمكِّن متعلّمه من الوعي بكثيرٍ من العلوم النافعة؛ فيتحصّل لطالب هذا العلم ودارسه الكثير من المعارف والعلوم، ومنها:

1- علم التراجم والقرَّاء: يدرس هذا العلم السِّيَر الذاتية للقرّاء والرواة، وكذلك يبحث في أسانيد كلّ قراءةٍ، والرواة الذين نقلوا عنهم.

2- علم رسم المصحف الشريف: وهو علمٌ يتناول الرسم الذي كتبت به المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه.

3- علم توجيه القراءات: وهو علمٌ يبحث في الاحتجاج بالقراءات مِن الناحية: الصرفيّة، والنحويّة، واللغويّة.

4- علم التجويد: وهو علمٌ يبحث في مخارج الحروف وصفاتها، والأحكام التي تعرض لها.

وفي نفس السياق، أشار أبو عمار إلى أن علم القراءات يميز ما هو قرآنٌ وما ليس بقرآنٍ، وأن من خلال علم القراءات؛ فإنّ المسلم يستطيع معرفة القراءات الصحيحة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم والقراءات الشاذة، وبهذه المعرفة تتمايز القراءات، ويعرف المسلم ما يُتعبَّد به وما لا يجوز التعبد به؛ فعلم القراءات سورٌ حصينٌ يحفظ ألفاظ القرآن من التحريف.