هل وقعت تايوان في فخ غير مقصود بعد زيارة بيلوسي؟

  • 39
الفتح - تايوان

مع حبس العالم أنفاسه وترقبه لـ اللحظة الحاسمة بهبوط طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في تايوان، كانت الصين تستعد للرد، معلنة إجراءات محدودة بإغلاق المجال الجوي فوق الجزيرة، وإعلان مناورات عسكرية.

وفور وصول بيلوسي، كان هناك تتابعا سريعًا في الإدانات، إذ أطلق عدد كبير من الهيئات الحكومية والسياسية بالصين بياناتًا تستنكر الزيارة وتحذر من "تأثيرها الشديد" على علاقات واشنطن وبكين، في الوقت الذي أعلن الجيش الصيني إنه سيبدأ على الفور "تدريبات جوية وبحرية" وأصدر خطة لتدريبات حول الجزيرة سيتم خوضها خلال الأيام المقبلة.

واعتبرت بكين زيارة بيلوسي إلى تايوان، والتي تأتي في خضم جولة آسيوية تقوم بها الأولى "استفزازًا سياسيًا كبيرًا" وتحديًا لسيادة الصين التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، على الرغم من أنها لم تسيطر عليها مطلقًا.

وبالرغم من تحذيرات بكين، اجتمعت بيلوسي ووفد من الكونجرس مع رئيسة تايوان، تساي إنج وين، وكبار الشخصيات، إذ قالت المسؤولة الأمريكية أن وفدها جاء لتوجيه "رسالة لا لبس فيها" مفادها بأن "أمريكا تقف إلى جانب تايوان".

وأوضحت بيلوسي: "نريد أن تتمتع تايوان دائما بالحرية والأمن ولا نتراجع عن ذلك"، مشيدة بشجاعة الشعب التايواني في دعم الديمقراطية.

وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، ربما يؤدي تحدي بيلوسي لتحذيرات الصين بعدم زيارة الجزيرة إلى تفاقم العلاقات الأمريكية الصينية المضطربة، لكن وفقا للمحللين السياسيين، فستدفع تايوان الثمن وليست الولايات المتحدة، لتغادر بيلوسي الجزيرة التي ستقابل غضب صيني كبير.

لم تهدر بكين أي وقت في التعبير عن استيائها بعدما هبطت طائرة بيلوسي في تايوان مساء الثلاثاء، لكن ردها حتى الآن كان أكثر تحفظًا من بعض الاحتمالات التي طرحتها الأصوات القومية في الصين خلال الأيام الأخيرة.

وأعلنت الدفاع الصينية أن الجيش سيجري مناورات في جميع أنحاء تايوان، وسيشن سلسلة من "العمليات العسكرية المستهدفة لمواجهة الوضع"، ردًا على زيارة بيلوسي.

وتشير خريطة رسمية إلى موقع بعض هذه التدريبات المخطط لها - التي كان من المقرر إجراؤها في البداية من غد الخميس إلى الأحد - إلى أنها تتعدى على المياه الإقليمية لتايوان، ويقول المحللون إن هذا يعكس تصعيد تهديدات بكين ضد تايبيه.

وتُظهر الخريطة أن التدريبات ستطوق الجزيرة بشكل كامل أكثر من التدريبات السابقة - بما في ذلك مناطق التدريبات العسكرية ومناطق إطلاق الصواريخ في مضيق تايوان.

ووفقًا للمحلل الأمريكي كارل شوستر، مدير العمليات السابق في مركز المخابرات المشتركة لقيادة المحيط الهادئ الأمريكية، فإن بهذه التدريبات ستكون "أبعد مما كانت عليه في أي وقت مضى"، موضحًا أن "الإشارة الجيوسياسية التي يتم إرسالها هي أن الصين يمكنها إغلاق منفذ تايوان الجوي والبحري متى شاءت".

ووصفت وزارة الدفاع التايوانية في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، المناورات العسكرية بأنها بمثابة "حصار بحري وجوي" من شأنه أن "يهدد الممر المائي الدولي ويتحدى النظام الدولي ويقوض الوضع الراهن عبر المضيق ويعرض الأمن الإقليمي للخطر".

لكن مدى أهمية التدريبات في نهاية المطاف سيعتمد على ما سيحدث في الأيام المقبلة، وفقًا لعالم السياسة، تشونج جا إيان، من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال تشونج: "بكين لا تريد تصعيد الأمور بطريقة لا تستطيع السيطرة عليها. وفي الوقت نفسه، لا يمكنها إرسال إشارة تبدو بها ضعيفة للغاية".